كورونا يجعل من المدارس وسيلة لانتشاره

Bouchaib El bazi

عاد الأطفال في بلجيكا إلى المدارس وهم يرتدون الكمامات الواقية تجنباً للإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، حيث يُعد الأمر بالنسبة إلىالكثيرين بمثابة عودة جاءت بعد مرور وقت طويل، مع وجود حاجة ماسة إليها. ولكن بشكل مفهوم، فإن الكثير من المعلمين ومقدمي خدماتالرعاية، يشعرون بالقلق حيال تلك العودة.

وأفادت وسائل إعلام بلجيكية  بأن الدلائل تشير إلى أن إعادة فتح المدارس لم تكن السبب الرئيسي وراء الارتفاع الكبير الذي طرأ على أعدادالإصابات المحلية بالفيروس. ومع ذلك، فإن الأسابيع الماضية طرحت العديد من التحديات.

وللوهلة الأولى، تشير تجربة النرويج إلى أن العودة إلى الفصل الدراسي ليس بالضرورة أن تكون مصحوبة بزيادة كبيرة في أعدادالإصابات. فقد عاد الأطفال هناك إلى المدارس وهم ملتزمون بقواعد نظافة جديدة صارمة وفصول أقل من حيث الكثافة الطلابية.

وقد تمكنت الدولة الاسكندنافية من كبح جماح الوباء في أثناء تلك الفترة، من خلال فرض قيود على السفر، ومطالبات بالحجر الصحي،بالإضافة إلى فرض قيود على التجمعات الخاصة.

إلا أن بلجيكا  شهدت مؤخراً، وذلك مع بدء فصل الخريف، ارتفاعاً في أعداد حالات الإصابة بمرض «كوفيد – 19» الناتج عن الإصابةبفيروس «كورونا»، ولكن الزيادة كانت بسبب الشباب.

وفي أثناء هذا الموسم من العودة إلى المدارس، كانت هناك زيادة في أعداد الإصابات في أماكن أخرى أيضاً، ولكن مرة أخرى، هناك عواملأخرى هي السبب وراء تلك الزيادة، حسب ما ذكرته ويائس إعلام محلية.

وفي بروكسيل على سبيل المثال، ارتفعت حالات الإصابة بالفيروس بين بعض المجموعات في كل من مولمبيك و أندرليخت ، وقالت الحكومة إنالسبب وراء ذلك هو انتقال الفيروس بين أفراد المجتمع وليس بسبب انتشار الفيروس في المدارس.

وبعد أن تم تسجيل إصابات بين مجموعة من الأشخاص، بينهم طلاب من اثنتين من المدارس الثانوية في لييج و بروكسيل ، الراجعة حسبالحكومة البلجيكية إلى الحفلات التي يقيمها الشباب داخل المنازل، و هي مصدر قلق حقيقي، وإن هناك حاجة إلى القيام بمزيد من العملمن أجل تشجيع الشباب على اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي. أما في شارلوروا ، ففي حين تم إغلاق بعض المدارس أو الفصول الدراسيةعندما تم الإعلان عن تسجيل حالتين بالإصابة بفيروس «كورونا»، فقد كانت هناك علاقة بين حدوث زيادة في أعداد الإصابات وبينالأشخاص العائدين من الخارج بعد قضاء العطلات، حيث يُعتقد أن 40% من الحالات التي تم الإعلان عنها مؤخراً قد تم انتقالها من خارجالبلاد. أما باقي الأعداد فقد وقعت على الأرجح بسبب التجمعات العائلية والمناسبات الخاصة.

وتبدو الطريقة التي تم من خلالها فتح المدارس، والإجراءات الأخرى التي تم اتخاذها في أنحاء المجتمع، مناسبة جداً،  وإذا كان الأمر كذلك،فإن إبقاء المدارس مفتوحة قد يكون أكثر صعوبة في المدن التي يرتفع فيها معدل الإصابات مثل بروكسيل و لييج .

وعلى عكس ذلك، تعد الدنمارك نموذجاً لتطبيق إجراءات تخفيض حجم الكثافة الطلابية داخل الفصول، وغسل الأيدي بعد كل ساعة تقريباً،بالإضافة إلى دمجها بين التعلم عبر الإنترنت والتعلم في المدارس، وذلك لتجنب وجود كثافات طلابية مرتفعة. وبالطبع، ما زال الوقت مبكراًبالنسبة إلى العام الدراسي الجديد، كما أن فصل الشتاء لم يبدأ بعد في بلجيكا . وبالطبع، سيؤدي الطقس البارد والرطب هناك إلى إغلاقالنوافذ داخل الفصول الدراسية.

وسوف تصبح الأمور أكثر صعوبة مع دخول موسم الإنفلونزا. ومن الواضح أن بلجيكا تواجه تحدياً من أجل السيطرة على الموقف. إلا أنإبقاء المدارس مفتوحة يجب ألا يؤدي إلى إشعال لهيب فيروس «كورونا»

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: