فرنسا تحت الصدمة بعد ذبح مدرس تاريخ في عملية إرهابية

هزت حادثة ذبح أستاذ تاريخ فرنسي في إحدى ضواحي العاصمة باريس فرنسا خاصة وأنها تتزامن في وقت تتوجس فيه السلطات من تنامي الإسلام الأصولي في البلاد حيث قال الرئيس إيمانويل ماكرون إن الحادثة تُعد ”هجوما إرهابيا إسلاميا”.

تحاول فرنسا تجاوز الصدمة التي خلفتها حادثة قطع رأس مدرس تاريخ في عملية اعتبرها الرئيس، إيمانويل ماكرون، هجوما “إرهابيا إسلاميا” حيث عمد شخص من أصول شيشانية إلى ذبح المدرس على خلفية عرضه لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد.

وتوجه الرئيس ماكرون إلى مكان الجريمة حيث قال من هناك إن الهجوم الذي طال المدرس هو هجوم “إرهابي إسلامي” داعيا “الأمة بكاملها” للوقوف إلى جانب المدرسين من أجل حمايتهم والدفاع عنهم.

وأضاف ماكرون الذي كان قد انتقد قبل أيام الإسلام معتبرا أنه دين يعيش أزمة في كل مناطق العالم، “علينا أن نقف سدا منيعا. لن يمروا. لن تنتصر الظلامية والعنف المرافق لها”.

وتسببت الحادثة التي جدت في حوالي الثالثة بتوقيت غرينيتش في قطع وزير الداخلية الفرنسي لزيارته إلى المغرب حيث عاد إلى بلاده.

ومن جانبه، قال وزير التعليم جون ميشيل بلونكير في تغريدة على تويتر إن الهجوم استهدف الأمة الفرنسية قائلا “وحدتنا وعزمنا هي الردود الوحيدة لدينا في مواجهة هول إرهاب الإسلاميين”.

وأفادت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب في فرنسا، أنها فتحت تحقيقا في حادثة قطع رأس رجل بمنطقة كونفلان سان أونورين، قرب باريس.

وقالت وسائل إعلام في وقت لاحق إن المشتبه به والذي قُتل برصاص الأمن الفرنسي هو شاب يبلغ من العمر 18 عشر من أصول شيشانية من مواليد روسيا.

ووقعت الحادثة حوالي الساعة الخامسة عصرا بالتوقيت المحلي في فرنسا (15:00 ت.غ) قرب إحدى المدارس في منطقة كونفلان سان أونورين في ضواحي العاصمة باريس.

وعقب الواقعة، قرر وزير الداخلية جيرالد دارمانان المتواجد في المغرب، العودة فورا إلى باريس.

جون ميشيل بلونكير: وحدتنا وعزمنا هي الردود الوحيدة لدينا في مواجهة هول إرهاب الإسلاميين

وقالت النيابة العامة إن شرطة الجنايات كانت قد تلقت نداء لملاحقة مشتبه به يتجول حول مؤسسة تعليمية في كونفلان سان أونورين.

وأضافت أن الشرطة عثرت على الضحية على بعد مئتي متر، في محلة إيرانيي وحاولوا توقيف رجل كان يحمل سلاحا أبيض ويهددهم فأطلقوا النار عليه وتم تطويق المكان واستقدام عناصر قسم إزالة الألغام للاشتباه بوجود حزام ناسف، موضحة أيضا أن الضحية أستاذ تاريخ كان عرض رسوما كاريكاتورية للنبي محمد.

ووفق والد أحد التلاميذ الذين تواجدوا في الحصة المدرسية، أثار عرض الرسوم الكاريكاتورية جدلا كبيرا في صفوف أولياء الأمور.

وفي الجمعية الوطنية، وقف النواب تحية لـ”ذكرى” المدرّس وتنديدا بـ”الاعتداء البغيض”.

ويأتي هذا الاعتداء بعد ثلاثة أسابيع من هجوم بآلة حادة نفذه شاب باكستاني يبلغ 25 عاما أمام المقرّ القديم لشارلي إيبدو، أسفر عن إصابة شخصين بجروح بالغة.

وقال منفذ الاعتداء للمحققين إنّه قام بذلك ردا على إعادة نشر شارلي إيبدو للرسوم الكاريكاتورية.

وكانت الصحيفة قد أعادت نشر الرسوم في الأول من سبتمبر مع بداية محاكمة شركاء مفترضين لمنفذي الاعتداءات التي تعرضت لها الصحيفة في يناير 2015 وأسفرت عن مقتل 12 شخصا.

وتظاهر الآلاف في عدة مدن باكستانية احتجاجا على إعادة نشر الرسوم.

كما هدد تنظيم القاعدة الصحيفة بهجوم مماثل لذلك الذي حدث عام 2015 بعد إعادة النشر.

وأوضح مصدر أمني مؤخرا أنّ “إعادة نشر الرسوم سعّرت التهديدات أكثر من انطلاق المحاكمة نفسها”.

وقال إنّ “الرغبة في ضرب الغرب لم تتغيّر”، مضيفا “لكن بين المقتولين وبين المسجونين” فإنّ قدرة الجماعات الإرهابية على التحرك “تقلصت جدا”.

وعبّرت الصحيفة على تويتر عن “إحساسها بالرعب والغضب عقب اغتيال مدرس يمارس مهنته من طرف متعصب دينيا”.

وندد سياسيون فرنسيون بالاعتداء على المدرّس الفرنسي. وقال رئيس منطقة أو-د-فرانس (شمال) كزافييه برتران إنّ “الهمجية الإسلامية طالت أحد رموز جمهوريتنا: المدرسة”. وأضاف “عليهم معرفة أنّنا لن نخضع: لن يمنعوننا يوما من القراءة، الكتابة، الرسم، التفكير، التعليم”.

ومنذ موجة الاعتداءات الجهادية غير المسبوقة التي شهدتها فرنسا في 2015 وأسفرت عن مقتل 258 شخصا، سجّلت عدة اعتداءات بالسلاح الأبيض، خاصة في مقر شرطة باريس في أكتوبر 2019 وفي رومان-سور-ايزير في أبريل.

وكان الرئيس ماكرون قد وجه مؤخرا انتقادات لاذعة للإسلام الذي قال إنه “دين يعيش أزمة في كل مكان في العالم” في تصريحات أثارت جدلا كبيرا فيما فسرها متابعون بأنها تستهدف الإسلام الأصولي.

وتتكرر حوادث الطعن واستعمال الأسلحة البيضاء حيث شهدت البلاد في سبتمبر الماضي اعتداء بالطعن حين هاجم رجل مسلح بساطور شخصين وأصابهما بجروح خطيرة في هجوم إرهابي مفترض أمام المقر السابق لأسبوعية تشارلي إيبدو الساخرة في باريس بعد ثلاثة أسابيع على بدء جلسات محاكمة شركاء مفترضين لمنفذي الاعتداء الدامي على موظفي المجلة عام 2015.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: