مساع لإعادة الدفء للعلاقات المغربية الموريتانية

يعكس الإعلان عن تأسيس فريق برلماني للصداقة مغربي موريتاني رغبة الرباط ونواكشوط في الارتقاء بالعلاقات بعد فترة جمود بين الطرفين سببها تأسيس نواكشوط للجنة صداقة مع جبهة البوليساريو في يوليو الماضي.

وأعقب تلك الخطوة التي أقدمت عليها أحزاب موريتانية، ومن بينها الحزب الحاكم، حديث عن خلافات غير معلنة بين نواكشوط والرباط حيث ألمح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في وقت سابق خلال ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الإسباني إلى أن علاقات المغرب مع إسبانيا تعد أفضل من علاقاتها مع الجزائر وموريتانيا.

وتم مساء الأربعاء، بمقر الجمعية الوطنية في نواكشوط وبحضور السفير المغربي حميد شبار، الإعلان عن تأسيس فريق برلماني للصداقة، يجمع البلدين، ويستهدف الدفع بمجالات التعاون وتعزيز الصداقة التي تربط شعبيهما.

وشدد السفير حميد شبار على أن “هذا الفريق من شأنه أن يساهم في توطيد العلاقات بين موريتانيا والمغرب، وتحقيق ما فيه مصلحة الشعبين تحت قيادة الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني”، معلنا أن بلاده تطمح لبناء شراكة حقيقية تسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين وتحصينها في جميع المجالات عبر تقوية اقتصاديات البلدين.

محمد لكريني: قضية الصحراء تشكل المعيار الحاسم في شكل علاقة المغرب وموريتانيا

وساد التفاؤل أوساطا سياسية مغربية وموريتانية على حد السواء بهذا الإعلان لتطوير التعاون بين البلدين.

وبدورها، أكدت فاطمة بنت محفوظ ولد خطري، رئيسة الفريق البرلماني الجديد، أن الفريق يتطلع إلى إعطاء دفعة جديدة لهذه العلاقات واستكشاف مجالات أرحب من التعاون القائم عليها، عبر الاستفادة مما يتيحه العصر من آليات.

واعتبر أحمد النحوي رئيس المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة أن “إنشاء هذا الفريق خطوة مميزة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خصوصا وأن الفريق الموريتاني يتكون من مختلف أنواع الطيف السياسي وشخصيات مؤثرة روحية وسياسية واجتماعية تؤهله ليكون له تأثير إيجابي كبير” . وأشار النحوي في تصريح له إلى أن “الروابط الثنائية ثابتة ولا يمكن أن تتأثر سلبيا بالعواصف السياسية العابرة وأن العلاقات الآن في أوج عطائها بحكم الإرادة الصادقة لكل من الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وبحكم عوامل تتعلق بالعلاقات التاريخية والأخوية والاقتصادية“.

من جهته أكد محمد لكريني أستاذ القانون والعلاقات الدولية بجامعة ابن زهر أن إنشاء مكتب مجلسي البرلمان بين نواكشوط والرباط وإحداث لجان ومجموعات للصداقة البرلمانية يعدان من الآليات الدبلوماسية البرلمانية التي ستسهم في تعميق الحوار والتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وكذلك الدفاع عن المصالح العليا للمغرب من خلال استثمار هذه الآليات وتسخيرها لقضية الوحدة الترابية للمغرب وباقي القضايا الحيوية الأخرى.

وتؤكد موريتانيا أنها تتبنى موقف الحياد من النزاع في الصحراء بين الرباط وجبهة البوليساريو، والعمل من أجل إيجاد حل سلمي للقضية يجنب المنطقة خطر التصعيد. وأفاد رئيس المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة، بأن موريتانيا تعيش انتقالا سلسا وسياسة دبلوماسية متوازنة تقدم حسن الجوار مع الجميع، موردا أن سياسة موريتانيا الآن أصبحت قطبا مهما سواء في إطار جهود مكافحة الإرهاب أو في ما يتعلق بالجهود الاقتصادية والتنموية.

وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ناصر بوريطة قبل أيام أن “علاقات المغرب مع الجوار جيدة جدا” في إشارة واضحة إلى نواكشوط.

ويرى برلمانيون مغاربة أن التنسيق بين النواب في نواكشوط والرباط، فرصة لتأمين العلاقات الثنائية من أي انحراف وكقناة مهمة في الدبلوماسية لمواكبة عمل أجهزة حكومية للوقوف ضد أي عبث محتمل من أطراف أخرى كجبهة البوليساريو خصوصا في تأمين معبر الكركرات الحدودي لأهميته الاستراتيجية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: