باريس ومدن فرنسية تستعد لحظر التجول للجم كوفيد-19

تشهد حوالى عشر مدن فرنسية كبرى من بينها باريس الجمعة آخر أمسية قبل دخول حظر التجول حيز التنفيذ السبت في حين ألغت محكمة في برلين إلزامية إغلاق الحانات والمطاعم في العاصمة الألمانية يوميا بين الساعة 23,00 والسادسة صباحا.
وكان 11 من أصحاب مطاعم في برلين يعارضون هذه القيود الليلية لجأوا إلى المحكمة بصفة عاجلة.
ورأت المحكمة أن الإصابات الجديدة في ألمانيا ناجمة خصوصا عن تجمعات خاصة بين عائلات وأصدقاء وفي مصانع معالجة اللحوم والتجمعات الدينية أو على علاقة بالسفر.
وأضافت أن إغلاق المطاعم والحانات يشكل “انتهاكا غير متناسب لحرية” هذا القطاع.
وقد فرضت السلطات هذه القيود في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر.
وفي فرنسا سيخضع 20 مليون فرنسي في باريس وثماني مدن كبرى أخرى من بينها ليون ومرسيليا، لحظر تجول مسائي (بين الساعة التاسعة مساء والسادسة صباحا) اعتبارا من السبت.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الخميس: “عند الساعة التاسعة مساء ينبغي على الجميع العودة إلى المنزل. وستغلق كل الأماكن والمتاجر والمرافق التي توفر خدمات للجمهور”.
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي أن كل “الحفلات الخاصة التي تقام في قاعات متعددة الاستخدامات أو في مؤسسات أخرى تستقبل المواطنين ستحظر أيضا” على كامل الأراضي الفرنسية على أن تطبق كل المطاعم في فرنسا بروتوكولا صحيا مشددا.
وتريد الحكومة الفرنسية بذلك إبطاء انتشار الفيروس في وقت تجاوزت فيه الإصابات في غضون 24 ساعة للمرة الأولى عتبة الثلاثين ألفا منذ بدء الفحوص على نطاق واسع.
وتؤثر هذه الإجراءات الجديدة خصوصا على أصحاب المطاعم والطلاب أيضا. وتقول أغات وهي طالبة حقوق سنة أولى في مونبولييه (جنوب) إنها تتوقع ألا تحصل على عمل كحاضنة أطفال: “كنت أتولى حضانة أطفال مرة أو مرتين في الأسبوع عند خروج الأهل إلى المطعم. وآمل ألا يستمر الوضع طويلا لأني أخسر مدخولي”.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة 1,099,509 أشخاص على الأقل في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر ديسمبر، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس الجمعة في الساعة 11,00 ت غ استنادا إلى مصادر رسمية.
وتم تسجيل أكثر من 38,965,020 إصابة مثبتة بينما تعافى 26,884,800 شخص على الأقل.

– فون دير لاين وهاريس ومارين في الحجر –

من جانبها، منعت إيرلندا الزيارات الخاصة لإبطاء انتشار وباء كوفيد-19.
ويدخل القرار الإيرلندي حيز التنفيذ الجمعة لتنضم البلاد بذلك إلى بريطانيا التي اعتمدت إجراءات مماثلة في لندن ومناطق إنكليزية أخرى، في مؤشر إلى تشديد القيود في دول أوروبية مختلفة تواجه تطورا للوباء اعتبرته منظمة الصحة العالمية “مصدر قلق كبير”.
وفي مؤشر إلى تدهور الوضع في القارة الأوروبية برمتها، أظهرت الخريطة الجديدة لقيود السفر التي نشرها الخميس المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن أكثر من نصف دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا باتت مصنفة في الخانة الحمراء.
وحدها النرويج وفنلندا واليونان لا تزال خضراء في غالبيتها في حين أن خمس دول هي إيطاليا وقبرص وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا برتقالية بغالبيتها. أما ألمانيا والنمسا والسويد والدنمارك وأيسلندا فغير مصنفة بحسب الألوان “بسبب نقص البيانات حول الفحوص” لسبب لم يحدد.
في الأرجنتين، تجاوزت الوفيات عتبة الـ25 ألفا الخميس من أصل حوالى 950 ألف إصابة وفق الأرقام الأخيرة لوزارة الصحة. وتضع إحصاءات وكالة فرانس برس الأرجنتين في المرتبة الخامسة عالميا في عدد الإصابات والثانية عشرة على صعيد الوفيات.
ويستمر الفيروس بتعكير الحياة السياسية، فقد اضطرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى الانسحاب من القمة الأوروبية في بروكسل لتحجر نفسها بعد الإعلان عن إصابة بفيروس كورونا المستجد في صفوف فريقها.
وبدورها، اضطرت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين إلى مغادرة القمة الأوروبية والدخول في حجر بعدما كانت على تواصل مع نائب من بلدها ثبتت إصابته.

– أمراض مزمنة –

في الولايات المتحدة، اضطرت المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس إلى تعليق تنقلاتها حتى الأحد بسبب إصابة في محيطها. وقد خضعت هاريس لفحصين أتت نتيجتهما سلبية.
وعموما يثير تدهور الوضع في الولايات المتحدة حيث تستمر الإصابات الجديدة بالارتفاع، وفي أوروبا وغياب الاتفاق على خطة لإنعاش أكبر اقتصاد في العالم، الأسواق المالية التي شهدت تراجعا الخميس.
ورأت مجلة “ذي لانسيت” الطبية البريطانية العريقة أن الارتفاع العالمي المستمر في السنوات الثلاثين الأخيرة على صعيد الأمراض المزمنة وعوامل الخطر المرافقة لها، مثل البدانة والسكري فضلا عن تلوث الجو، وفرت ظروف “عاصفة” زادت من فداحة حصيلة كوفيد-19.
لكن رغم تدهور الوضع، تحاول بعض الدول تخفيف القيود، فقد باشرت البيرو الخميس إعادة فتح تدريجية للمتاحف والمواقع الأثرية المغلقة منذ أشهر عدة بدءا بقلعة ماتشو بيتشو التي ستعيد فتح أبوابها السبت لسكان منطقة كوسكو (جنوب) وأمام البيروفيين من مناطق أخرى والأجانب في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: