مغربي يصمم قميصًا ذكيّا لحماية الأطفال

ابتكر مهندس مغربي قميصا ذكيا مصمما لحماية الأطفال من الضياع في الطرقات.

وأوضح أنيس حسن كراما أن ابتكاره مكون من قميص داخلي من القماش مزود بمجموعة من الحساسات الإلكترونية، تقيس عدداً من المعلومات الجسدية، مثل عدد نبضات القلب، ومعدل التنفس، ونسبة الأدرينالين، وغيرها، وتحلل هذه المعطيات رقاقة إلكترونية مدمجة في القميص.

الهدف الأساسي للابتكار حماية الأطفال من الاختطاف والاعتداء، وفق تعبير كراما.

وتعاون كراما مع مجموعة من أطباء الأطفال لتطوير برنامج يحدد درجة الخوف من الخطر، وحينما تتلقى الحساسات في القميص ما ينذر بأن الطفل في خطر، تتصل الرقاقة الإلكترونية بهاتف ولي أمر الطفل، المسجل في قاعدة البيانات، وبإمكان ولي الأمر حينها أن يسمع ما حول الطفل من أصوات عن طريق الميكروفون المدمج في أعلى القميص.

ويتتبع القميص الذكي أيضاً موقع الطفل باستمرار ويرسله إلى تطبيق هاتفي، فإذا خرج الطفل من المناطق التي يتحرك فيها عادة كالمنزل والمدرسة أو غيرهما من الأماكن التي حددها ولي أمره مسبقاً، يرسل القميص مباشرة تنبيهاً بشأن ذلك إلى ولي أمره.

كراما يقوم حاليا بتطوير نموذج آخر من القميص الذكي ليناسب مرضى القلب

وكشف كراما أن أهم ابتكار يستند إليه القميص الذكي هو أجهزة التعقب التي تستفيد من النظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس)؛ إضافة إلى نظام لقياس بعض العلامات الحيوية في الجسم كدقات القلب وتردد التنفس وغير ذلك؛ حيث أن مشروع القميص الذكي ليس حكراً على الأطفال فقط، بل يمكن استعماله أيضاً لمرضى الزهايمر مثلا، إذ يمكن تتبعهم عن طريق ارتدائهم القميص الذكي.

وأكد كراما أنه يقوم حاليا بتطوير نموذج آخر من القميص الذكي ليناسب مرضى القلب، حتى تتسنّى للطبيب المعالج متابعة حالتهم الصحية عن بعد وبصورة فورية.

واجه كراما صعوبات عديدة لأن ابتكاره تزامن مع تداعيات انتشار فايروس كورونا المستجد (إغلاق وحظر تجوال في عموم دول العالم ومنها المغرب)، وهو ما أدى إلى صعوبة اقتناء المواد الأولية لصناعة الرقاقة الإلكترونية الخاصة بالقميص. وواجه أيضاً، صعوبة في اختيار نوعية قماش القميص لكي يكون صالحاً للارتداء دون الإضرار بالطفل أو الأجهزة التي يتضمنها.

وقال كراما “أتمنى وصول المشروع كمنتج إلى أكبر عدد من الأطفال في العالم لنكون سببًا في حماية الأطفال من الاعتداءات. وسأطور مجموعة من المشاريع والابتكارات التي تساعد في حماية الإنسان”.

وقال المبتكر إن “جائحة فايروس كورونا المستجد وما ترتب عليها من حجر صحي تنطبق عليهما مقولة ‘رب ضارة نافعة’، حيث أكد الشباب العربي قدرته على الإبداع والابتكار”.

وحصل أنيس -وهو من مواليد عام 1990، ويحمل إجازة في الهندسة الكهربائية وشهادة هندسة الدولة في الإلكترونيات المدمجة والاتصالات- على 18 جائزة مغربية ودولية، كانت أهمها ميداليتان ذهبيتان في المسابقة الدولية للابتكار في كندا عام 2016 لأفضل ابتكار في مجال الأمن والحماية وأفضل ابتكار في الدورة. وفي نفس العام، حصل على المركز الثالث في الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للابتكار أمام أكثر من 750 مبتكرا على الصعيد العالمي، كأول عربي  وصل إلى النهائيات في المسابقة التي جرت في كوريا الجنوبية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: