واشنطن تكثف جهودها لضم السعودية إلى اتفاقات أبراهام

تعمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكل ثقلها لضم المملكة العربية السعودية إلى اتفاقات السلام الموقعة بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، ضمن رؤيتها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وحث مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، السعودية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وبدأ في واشنطن “حوارا استراتيجيا” بين السعودية والولايات المتحدة حيث جرى فيه تناول الاتفاقيتين بين الدولة العبرية والدولتين الخليجيتين الموقعين منتصف سبتمبر برعاية ترامب.

وقال بومبيو إن الاتفاقين التاريخيين “يساهمان بشكل كبير في أهدافنا المشتركة لتحقيق السلم والأمن الإقليميين”. وأضاف أنهما “يعكسان تغييرات جارية في دينامية المنطقة”، معتبرا أن “هذه الدول تعرف جيدا الحاجة إلى التعاون الإقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني وتعزيز الازدهار”.

وأردف بومبيو “نأمل أن تدرس السعودية تطبيع علاقاتها أيضا”، أما الوزير السعودي فلم يتناول هذا الموضوع، واكتفى بالحديث عن “التهديدات المشتركة، بما فيها تواصل السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار”.

وتتمسك السعودية بمبادرتها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وترفض تطبيع علاقاتها مع إسرائيل قبيل تطبيق المبادرة التي أطلقت في القمة العربية ببيروت عام 2002.
وسيمثل اعتراف السعودية بإسرائيل نقطة تحول حقيقية في الشرق الأوسط. ومارست حكومة دونالد ترامب طوال أشهر ضغوطا لتحقيق ذلك، لكن المملكة قالت بوضوح إنها لن تطبع مع الدولة العبرية دون تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويقول الرئيس الأميركي، المرشح لولاية ثانية في انتخابات 3 نوفمبر، إن الرياض ستطبع علاقاتها مع إسرائيل “في الوقت المناسب”.

ورغم عمل جهات نافذة في الولايات المتحدة مرتبطة بقطر وتركيا على التأثير على إدارة ترامب ومنع التواصل مع المسؤولين السعوديين، زاد بومبيو الثناء على السعودية.
وقال إن “السعودية قوة استقرار في المنطقة”، مجددا دعمه “برنامج بيع أسلحة متين للسعودية” من أجل “مساعدة المملكة في حماية مواطنيها والحفاظ على الوظائف الأميركية”، رغم اعتراض الكونغرس أحيانا على هذه الصفقات.

وكان بومبيو قد قام خلال شهر أغسطس الماضي بجولة في الشرق الأوسط استغرقت خمسة أيام واستهلّها بزيارة لإسرائيل، وبدا الهدف الأساسي منها البناء على اتفاق التطبيع، الذي جرى التوصل بين الإمارات وإسرائيل، بإقناع دول عربية للنسج على ذات المنوال.

وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 أغسطس عن اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما بوساطة أميركية. وأشادت دول غربية عدة على غرار بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالاتفاق، معتبرة أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز الاستقرار في المنطقة.

وشكل الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي انتصارا دبلوماسيا مهما للإدارة الأميركية، التي تواجه بعد أشهر قليلة استحقاقا انتخابيا مصيريا حيث يطمح الرئيس دونالد ترامب إلى ولاية رئاسية ثانية.

وانضمت البحرين إلى الإمارات ليوقع البلدين، منتصف سبتمبر الماضي، اتفاقيتي سلام مع إسرائيل في البيت الأبيض، برعاية الرئيس ترامب.

ويقول محللون إن الاتفاق من شأنه أن يرفع الحرج عن عدة دول عربية للمضي قدما في مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل علني.

وتمثل الاتفاقات التي وافقت الإمارات والبحرين على إبرامها تحولا جذريا لإسرائيل وللرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يصور نفسه على أنه صانع سلام قبل انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل. غير أن الجائزة الدبلوماسية الكبرى لإسرائيل ستكون هي العلاقات مع السعودية التي يحمل عاهلها لقب خادم الحرمين الشريفين ويحكم أكبر دول العالم تصديرا للنفط.

ورغم عدم إقدامه على تطبيع العلاقات رسميا، تعهّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في وقت سابق بتعزيز الحوار بين الأديان في إطار إصلاحاته الداخلية، وسبق أن قال إن من حق الإسرائيليين العيش في سلام على أرضهم شريطة إبرام اتفاق سلام يضمن الاستقرار لجميع الأطراف.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: