مَنِ الغدر طبعهُ فلن يبيعهُ ؟!. و هكذا ؛ من حضرة الأمثال الشعبية المغربية العريقة، أسترسِلُ في إستنباط المعاني الدقيقة. و لعلَّه من نافلة القول التذكير بأنَّهُ وَاهِمٌ و مُتَوَهِّمٌ من يأمل تَعَقُّلاً ديبلوماسيا خلف أسوار قصر المرادية أو داخل سراديب الثكنات العسكرية.
بل ها هي مجلة الجيش ، كوسيلة إعلامية تابِعَة لسَدَنَة العسكر بالجزائر، تفتح صفحاتِها لنَشر أضغاث أوهام التقسيم و الإنفصال. و ها هي مَزَلَّة الخَيْشِ الإرهابي تجاهد إعلاميا في سبيل نصرة العداء الجائر ضد الوحدة الترابية للمملكة الشريفة. حيث عمدت إلى إعلان الحماية العسكرية لفُلول الإرهاب الإنفصالي بتندوف ، و هي تحاول كادحةً نقل أضاليل الفوضى داخل الأقاليم الجنوبية المغربية، بغرض تسريع زمن حدوث البَلْبَلَة و تغيير الإحداثيات الأممية التي تحدد مسار النزاع الجزائري المُفْتَعَل حول الصحراء المغربية.
هكذا عند أرذَلِ دركات الخلاعة و الإنتقام ، خرجت علينا مَزلَّة الخيش الإرهابي بفُسوق شهرين متتابعين ( شهر أكتوبر و قبله شهر شتنبر). نعم خرجت خروجَ عاريةٍ تفضح نَياشِينَ الغدر و دَنَسهُ، خرجت تتمايَلُ سكرانَة ترفع كأس الحقد نفسهُ. صَهٍ .. صَهٍ؛ قد نهقَ لسان حال الجيش الجزائري ، فتَداعَت له مَزَلّة الخَيْش الإرهابي بالبرُوبَّاغَانْدَا العُظمى ، ناقمةً على الجار القريب، عَاشِقَةً تَقْسيمَه و نَسفهُ.
مَهْلاً .. مَهْلاً ؛ و كأني ألمَحُ إفتتاحِيَّة الإرهاب عند عناقِ الزّلاَّتِ و النشوة و قُبَل ماكراتٍ ، و كأنَّه سوء خُلُق الخَيش الجزائري يَقتَبِسُ عِبَاراتٍ ماجناتٍ ، أو أَنَّها ضَرْطَات عسكرية للأنوف زاكماتٍ. بل هي نَوايَا حاقدة و قلوب جاحدة تبوحُ بخُبْثِ النزاع الجزائري المُفْتَعَلِ حول الصحراء المغربية، و تُحيطُه بهالَةٍ كبرى خدمة لأطماع دهاقنة اللؤم العسكري الجزائري.
هكذا إذن تخبرنا مَزلَّة الخَيْش الإرهابي عن آخر صيحات ” صناعة و إشهار الوهم” بالقارة الإفريقية. و على إيقاع ” الكَدرَة”؛ تعيد المجلة العسكرية ترديد لاَزِمَتَهَاا النَّشاز كَيْ تتَغَنى بأكذوبَةِ تتحدث كَلِمَاتُها الباطِلة عن تَخليص شعبٍ ما في صحراء ما من اضطهاد و استبداد المحتل.
في حين أن الإحتجاز التعسفي و الإتجار في البشر ، و منع نقل و تنقل الإنسان، هي جرائم تابثة ضد النظام العسكري داخل التراب الجزائري. و يا ليت شعري كيف لنظام عسكري مُستَحدَث نَجَمَ عن صدمة ما بعد الحداثة إبان ستينيات القرن الماضي، كيف له أن يجادل بالزور و الباطل ، أو يَدَّعي بالإفك و البهتان، أن الجهات الجنوبية للملكة الشريفة العريقة أنَّها ” آخر مستعمرة ” في القارة الإفريقية ؟!.
حقًّا .. إن الصراع مع طابور العهر الديبلوماسي لا يمكن أن يسلَمَ من الإنزلاق القسري نحو تيمَة الفُحش النَّجسِ،وَ لَن تجد بين ثنايا كون الله الواسع عَدَا أقلام مجلة الطَّيْش الجزائري التي لا تستبشر خيرا باعتراف الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي بدور اللجنتين الجهويتين للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالعيون و الداخلة، و لا تَسعَد البتَّةَ عند مطالعة البيانات الضخمة الدالَّة على تفاعل المملكة الشريفة مع آليات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. و كأني بأقلام التعذيب الرَّاسِمَة لأضاليل ” المجلة الرسمية” التابعة لأركان الحرب الجزائرية ، تستشعِرُ خطرًا. بالتالي، عن الطفرة الحقوقية و المكتسبات الدستورية التي تشهدها المملكة الشريفة، لن تجد في مجلة الطَّيشِ أثرًا و لا خبرًا.
نعم معشر القراء ، أو بكل حسرة ، يؤسفني إِحاطَتكم علما أن الوطن المغربي يتعرض لِحملات غدر إعلامي جزائري جديدة و متصاعدة. إذ أعلنت المنصات الإخبارية الجزائرية الرسمية عن حالة عداء قصوى ضد الوحدة الترابية للمملكة الشريفة. كما زاد منسوب الوقاحة و الصفاقة الهاطِل من الإعلام العسكري الجزائري ، و الذي سالَت ألاَعيبُه الماكرة فَأغْرَقَت معبر الكركرات الحدودي بطوفان الأخبار الكاذبة. و ذلك من أجل إشعال الفوضى ، و عرقلة النقل و التنقل ، و التخطيط لإغلاق هذا المعبر المهم. و هو ذات التهديد الذي نقلَهُ بِمَهانَة مُمَثل الجبهة الإرهابية الإنفصالية بالجزائر حين صَرَّحَ لِمَجَلَّة الطَّيْشِ الجزائري بالحديث عن : ” الرجوع إلى المربع الأول بما يحمله من تصعيد و توتر”.
و عند الختم ، لا بد من الجهر بصميم القول أن لا فائدة ترجى من الجلوس على طاولة المفاوضات المباشرة مع طرف صوري يُنفذ إملاءات العسكر الجزائري عرّاب النزاع المفتعل، طرف ليس بمقدوره اعتماد آليات و وسائل و سُبل العقلانية و الواقعية الجديدة. إي وَ ربي ، لا فائدة ترجى من الجلوس مع طرفٌ لَقِيطٌ تمّت صناعة أوَهامِه بين ثنايا تناقضات الصراع العالمي القديم ، و على أيدي النظام العسكري الجزائري الذي يُمَوِّلُ و يرعى و يحمي الإرهاب الإنفصالي منذ أزيد من 45 سنة. بل نجده اليوم مُستَمِيتًا في إنتاج و تسويق أوهام دُويْلة مُصطنَعَة ذات مذهب عنصري يحاول وأد حقوق الفاعلين الحقيقيين، و معهم باقي المكونات العرقية للثقافة الصحراوية المتعددة الروافد. دُوَيْلَة ذات مذهب ينفي حق السكان المحليين المقيمين بالأرض ذاتها -موضوع النزاع المفتعل- الذين يطالبون بالعدل و الديمقراطية و ضمان حقهم في اختيار إِتِّصالِهم بحضارة وطنِهم – الأم.