ورزازات تستدعي المغاربة لزيارة مناطقها السياحية

عرف القطاع السياحي في ورزازات، بعد الارتفاع السريع في تدفق السياح على الإقليم خلال السنتين الماضيتين، تراجعا ملحوظا منذ مارس الماضي، بسبب أزمة فايروس كورونا واعتماد إجراءات الحجر الصحي.

وتحاول هذه الوجهة، مع استمرار إغلاق الحدود والاضطراب الكبير في التدفقات السياحية على المستوى العالمي، الخروج من الأزمة ونفض الغبار عنها بتبني برامج لإنعاش السياحة باستهداف السياحة الداخلية، رغم أن مكاسبها غير مضمونة في مثل هذه الأزمات.

وبالرغم من إيجابية قرار إعادة فتح المؤسسات الفندقية منذ 20 يونيو الماضي، مع تطبيق الإجراءات الوقائية لمحاربة الفايروس، فإن الوضع لم يتغير بشكل كبير لعدم وجود سياح أجانب، حيث تم في ورزازات إغلاق العديد من الفنادق، واختارت فئة قليلة أن تظل مفتوحة رغم الانخفاض الحاد في عدد الزبائن.

وبحسب إحصائيات للمجلس الجهوي للسياحة، فإن 5 فنادق مسجلة في ورزازات فقط مفتوحة، من أصل 150 مؤسسة إقامة سياحية.

ولا يخفي عبدالقادر أبقوي، مدير وحدة فندقية من 4 نجوم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تراجع التدفق السياحي على ورزازات والأزمة التي يعرفها القطاع، مضيفا أن “أغلب الفنادق في الإقليم مغلقة، وتعاني المؤسسات الفندقية التي قررت إعادة فتح أبوابها بعد المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي من نقص كبير في الزبائن”.

وأشار إلى أن وجهة ورزازات شهدت دينامية حقيقية خلال السنتين الماضيتين قبل أن تتوقف بشكل مفاجئ في مارس الماضي، موضحا أن العديد من أصحاب الفنادق قاموا، بفضل النمو القوي الذي شهده القطاع في السنوات الأخيرة، باستثمارات ضخمة، مما جعل ميزانية هذه المؤسسات في وضع صعب مع تفشي الوباء الذي أثر على مجموع المداخيل.

وقال، “إن الهدوء يسود منذ إعادة فتح الفندق في يوليو الماضي، ولا نستقبل في بعض الأحيان إلا زبونا واحدا في الأسبوع. إن هذا الوضع غير مسبوق، ولم يتأثر القطاع بشكل كبير مثلما حدث مع الأزمة الحالية”.

في ورزازات اختارت 5 فنادق أن تظل مفتوحة من أصل 150 فندقا وإقامة سياحية مع تسجيل انخفاض كبير في الزبائن

ويتدارس المجلس الجهوي للسياحة، القيام بمبادرات تهدف إلى إحياء القطاع من خلال التركيز على السياحة الداخلية، بتقديم عروض ترويجية مبتكرة تتكيف مع متطلبات السياح الوطنيين.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس المجلس، محمد تخشي، أنه سيتم خلال الشهر الجاري إطلاق خطة لإحياء السياحة الداخلية مع عروض ترويجية تتضمن تخفيضات كبيرة في أسعار الخدمات السياحية.

وأبرز أنه بعد الترويج للوجهات الساحلية خلال فترة الصيف، فإن على الفاعلين المحليين الترويج لوجهة ورزازات واستقطاب الزبائن المغاربة، ولاسيما أن الإقليم يتميز بالعديد من الخصوصيات على المستويات التراثية والطبيعية.

ويهدف هذا البرنامج إلى جعل السياح من المغرب يكتشفون سحر الجهة، حيث تحتل ورزازات الصدارة، مع جولات في القصبات والقصور والواحات الخضراء التي تقع وسط مناطق صحراوية شاسعة ومتميزة بثقافتها الغنية وسكانها المتميزين بحسن الضيافة.

وتقوم لجنة اليقظة بمدينة ورزازات بإجراء جولات تفقدية على المؤسسات السياحية لمراقبة مدى التزامها واحترامها لتدابير الوقاية من فايروس كورونا.

وثمّن نورالدين اعبيدة، وهو مدير مقهى بوسط ورزازات الانضباط الذي التزم به أصحاب المقاهي والمطاعم بمدينة ورزازات، وكذلك المجهودات المبذولة، والتدابير المتخذة من طرف السلطات لحماية المواطنين، موضحا أن إدارة المقهى أخذت بعين الاعتبار الجانب الاجتماعي للعاملين لديها وذلك رغم الآثار الاقتصادية في ظل هذه الأزمة.

أما المرشد السياحي عبدالله رافعي الذي شجعته أيام الرخاء السياحي على اختيار هذه المهنة فلا يتوقع أن يستفيد المرشدون السياحيون وتجار الهدايا التقليدية من هذه الإجراءات لأن تدفق السياح المغاربة غير مضمون في فصل الخريف على اعتبار أن أغلب هؤلاء يحصلون على إجازاتهم في فصل الصيف.

ويقول يوسف راضي أحد أبناء المدينة، الذي أسس قبل عشر سنوات شركة للنقل السياحي إن الكثيرين من أصدقائه الذين كانوا يعملون في مجال السياحة تحولوا إلى العمل في مهن أخرى أو انتقلوا للعمل بمدن أخرى بعد الركود الاقتصادي الذي أصبحت تعرفه المدينة منذ أن هجرها السياح الأوروبيون.

وتعتبر السياحة إلى جانب الصناعة السينمائية أهم موردين اقتصاديين لورزازات، حيث تتوفر المدينة أيضا على استوديوهات لتصوير الأفلام، وقد سبق أن استقطبت نجوما عالميين صوروا مشاهد من أفلامهم في محيط المدينة. لكن الصناعة السينمائية بدورها تضررت من جراء الأزمة الاقتصادية، فعدد الأفلام التي تصور بورزازات انخفض بشكل كبير وبالتالي فإن فرص العمل التي كانت توفرها السينما لأبناء المدينة تقلصت بشكل كبير أيضا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: