فرنسا متمسكة بالتوصل إلى اتفاق بشأن بريكست

شددت فرنسا لهجتها بشأن حقوق الصيد، محذرة من أنه بينما التوصل إلى اتفاق مع المملكة المتحدة جزء لا يتجزأ من أي اتفاق تجاري بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) فإن مقترحاتها لا تفي بالمطلوب.

وقالت وزيرة أقاليم ما وراء البحار، أنيك جيراردان في مقابلة نشرت الأحد في صحيفة “جورنال دو ديمانش” إن “المملكة المتحدة قدمت مقترحات غير مقبولة حتى الآن”.

وأضافت جيراردان أن الصيادين في البلاد “غير مخطئين” في قولهم إنهم يفضلون عدم التوصل إلى اتفاق بدلا من اتفاق سيء.

وأيد تصريحاتها وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمنت بيون، الذي قال إن فرنسا لن تنسحب وأن هناك حاجة إلى اتفاق مع بدء نوفمبر المقبل.

بوريس جونسون: نسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن بريكست لكن ليس بأي ثمن

وتبنى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون موقفا مماثلا، حيث قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت إن بريطانيا ما زالت ملتزمة بالسعي للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، لكن ليس بأي ثمن.

وأكد جونسون الحاجة إلى تحقيق تقدم في مجالات مثل حقوق الصيد والمساعدات الحكومية.

وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير، لكنّها ستبقى خاضعة للأنظمة الأوروبية حتى 31 ديسمبر، وتعد هذه الفترة مرحلة انتقالية تأمل خلالها لندن وبروكسل في التوصل إلى اتفاق تجاري يحكم علاقتهما المستقبلية.

ومن شأن عدم إبرام اتفاق حول العلاقة المستقبلية أن يحمل تداعيات اقتصادية قد تكون كارثية، مع تبادلات تحكمها قواعد منظمة التجارة العالمية والرسوم الجمركية الباهظة.

وتبقى المصادقة على أي اتفاق مهددة بالتوترات التي برزت على إثر مشروع القانون الذي طرحته الحكومة وتراجعت فيه عن تعهّدات تتعلّق بإيرلندا الشمالية كانت قد قطعتها في معاهدة بريكست.

وبالنسبة لبروكسل، لن تكون هناك شراكة إذا لم تتم تسوية موضوع صيد الأسماك بشكل “متوازن”، وهو موضوع يهدد بتصعيد الخلاف إذ يعتبر أساسيا لعدة دول أعضاء في مقدمتها فرنسا والدنمارك.

والمسألة الثانية موضع الخلاف هي شروط المنافسة التي يريدها الاتحاد الأوروبي “شفافة وعادلة” لمنع ظهور اقتصاد غير منظم على أبوابه. ومثل هذه الشروط تتطلب احترام المعايير المشتركة في مجالات الاقتصاد والعمل والبيئة والضرائب خصوصا، وهو ما ترفضه لندن متمسكة بـ”السيطرة على قوانينها الخاصة”.

ويؤكد فابيان زوليغ من مركز السياسة الأوروبية أن القيود “الفنية” على المفاوضات والانعكاسات الاقتصادية المحتملة لعدم التوصل إلى اتفاق “ترجح الكفة بقوة إلى التمديد” ولاسيما أن الفشل سيؤدي كما يبدو “إلى أشدّ سيناريوهات بريكست، أي الخروج دون اتفاق”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: