سائق “سفير” البوليساريو بالجزائر متورط مع أكبر نصاب في شمال افريقيا
أوهموهم بتحويل الدينار بمبالغ مغرية بالعملة الصعبة في إسبانيا وفرنسا وأمريكا
مثل أمام محكمة الدار البيضاء بالجزائر السائق الشخصي ” لسفير عصابة البوليساريو ” بالجزائر بعد توقيفه من طرف مصالح الأمن بالمقاطعة الشرقية للعاصمة مؤخرا،تطبيقا للحكم الغيابي الصادر ضده، والقاضي بإدانته بعقوبة 5 سنوات حبسا نافذا، إثر متابعته رفقة ثلاث أشخاص آخرين بتهمة تكوين جمعية أشرار والشروع في النصب، حيث قاموا بالاحتيال على ثلاث ضحايا بطريقة ذكية وسلبوهم أموالا بالملايير بعد عقد صفقات لتغيير العملة بالأورو والدولار بمبالغ مغرية، وتوبع المتهم الحالي في واحدة من هذه العمليات.
بينت جلسة المحاكمة أن القضية انطلقت بناء على شكوى تقدم بها الضحايا الثلاث، ويتعلق الأمر بكل من «ح، يزيد» ، «ت، كمال « و « س، مسعود» بخصوص تعرضهم للنصب بنفس الطريقة من قبل المتهمين «ع، محمد» وابن خالته «غ، ناجي» والمدعو «ن، الطاهر» الذين استحوذوا على أموالهم التي سلموها لهم بالدينار مقابل تحويلها إلى العملة الصعبة بمبالغ مغرية عبر شركات خاصة بكل من إسبانيا وفرنسا. وبناء على الشكوى التي أودعها الضحية الأول، فإنه سلم للمتهمين «ع، محمد» و»غ، ناجي» مبلغ مليار و870 دينار جزائري بعدما ضربا له موعدا بحي الموز بباب الزوار، ونقلهم إلى المكان السائق الشخصي بما يسمى سفارة البوليساريو بسيارة السفارة، على أن يتم منح الضحية ما يقابله بالأورو حسب الاتفاق المبرم بينهم، وأوهموه بأن ذلك يتم بوساطة مع شخص يدعى «رشيد» في إسبانيا كان يتعامل مع محاسب شركة إسبانية في «فالونسيا» حيث سيسلمه المبلغ بالأورو. وبعد استحواذ المتهمين على المبلغ المالي بالدينار، أكدا للضحية أن المدعو رشيد اتصل بهما وأخبرهما بأن الشركة الإسبانية احتالت عليه ومنحته مبلغا مزورا. أما الضحية الثانية «ت، كمال» فقد تعرض للاحتيال بنفس الطريقة لكن هذه المرة في فرنسا، حيث سلم للمتهمين «ع، محمد» و»ع، ناجم» مبلغ 800 مليون سنتيم بالجزائر، واختار شقيقه «ت، رشيد» المقيم بفرنسا للحصول على العملة لكن ذلك لم يتم. ولكي لا يكتشف أمر المتهمين غيروا خطتهم مع الضحية الثالثة، وأوهموه أنهم يودون مساعدة الزاوية في أدرار، ويوجد شخص يلقب «الحاج» موجود في أمريكا سيرسل مبلغا بالدولار، لكنه وجد صعوبة في تغييره عبر البنوك، فتدخل الضحية كفاعل خير وأخبرهم بأن عمه يقيم في أمريكا ويمكن للمدعو الحاج تسليمه المبلغ بالدولار في حسابه البنكي بأمريكا، وهو ما تم فعلا بشرط أن لا يسحب المبلغ إلا بعد مرور 3 أيام، على أن يسلمهم الضحية بالجزائر ما يقابله بالعملة الوطنية، ليتلقى الضحية بعد مرور الفترة المتفق عليها اتصالا من عمه بأمريكا، وأخبره بأنه لم يستطع إخراج المبلغ من حسابه، واتضح أنه تم النصب عليه وأن المدعو الحاج محتال ومحل عدة أوامر دولية بالقبض من موريتانيا، السعودية، المغرب والجزائر.
ومن خلال التحريات التي قامت بها مصالح الأمن، تم إلقاء القبض على المتهمين ومحاكمتهم، فيما حوكم سائق “السفير ” غيابيا وصدر في حقه أمر بالقبض إضافة إلى حكم غيابي بـ 5 سنوات حبسا. وبمثوله أمام المحكمة، صرح بأنه لم يتلق أي استدعاء بخصوص القضية، موضحا أنه كان يتنقل بطريقة عادية ولم يتم توقيفه وأنه لا علاقة له بالقضية، حيث قام المتهمون باستغلاله عندما طلبوا منه نقلهم بسيارة “السفارة “إلى حي الموز دون علمه بالصفقة التي تمت مع الضحية. ووفق ما نسب إليه التمس وكيل الجمهورية توقيع عقوبة 4 سنوات حبسا نافذا و200 ألف دينار غرامة مالية في حقه .