تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية نحو اسبانيا تلقي بظلالها على زيارة سانشيز للجزائر

بدأ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الأربعاء زيارة رسمية إلى الجزائر تستمر يومين لتباحث مسألة الهجرة غير الشرعية، والعلاقات الاقتصادية بين البلدين والتعاون الأمني الثنائي ومكافحة الجريمة المنظمة.

وصرح رئيس الحكومة الإسباني خلال ترأسه ونظيره الجزائري عبدالعزيز جراد، منتدى لرجال الأعمال الجزائريين والإسبان الخميس، أن جائحة كورونا غيّرت موازين العالم، وفرضت عقد تحالفات جديدة وقوية، مشدّدا على أن التعاون يجب أن يكون في مستوى التحديات التي تواجه العالم.

ووقّعت الجزائر وإسبانيا مذكرة تفاهم للعمل من أجل تطوير البيئة والأرياف.

وشدد رئيس الحكومة الإسباني على ضرورة القيام بعملية انتقالية رقمية وبيئية وأيضا إتاحة الفرص للشباب بالإضافة للمساواة بين الرجال والنساء، في محاولة لتوفير ظروف عيش ملائمة تحدّ من اقبال الشباب الجزائري على الهجرة غير الشرعية نحو إسبانيا وأوروبا.

وتفيد الأرقام الأخيرة للوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) أن 5225 جزائريا سلكوا طريق غرب البحر المتوسط و 865 وسط البحر المتوسط خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2020.

لكن هذه الأرقام أقل من الواقع كما يقول بعض المتخصصين في قضايا الهجرة غير الشرعية.

وذكرت الصحف الجزائرية أنه منذ أشهر، يدفع بعض المهاجرين ثمن عبور المتوسط على متن قوارب فائقة السرعة يمكن أن تصل إلى الساحل الإسباني خلال ساعات.

وبحسب السلطات الاسبانية فإن 800 جزائري وصلوا السواحل الاسبانية خلال آخر أسبوع من شهر يوليو في مؤشر على تزايد وتيرة الهجرة السرية.

وأدى وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا زيارة إلى الجزائر في أغسطس الماضي خصصت بشكل أساسي لمشاكل الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.

وقال سانشيز خلال المنتدى: “في هذا الأسبوع تبنينا خطة عمل للصمود أمام كورونا ولتحديث الاقتصاد في بلدنا”، واصفا الجزائر وإسبانيا بالحليفين الاستراتيجيين، والذي يجمعهما الكثير على كافة الأصعدة.

وتابع “الجزائر من بين البلدان التي نراهن عليها في استراتيجيتنا على المدى المتوسط والبعيد، وخاصة أن حضورها قوي بالمغرب العربي والقارة الإفريقية”.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز جراد إن الإقتصاد الجزائري، عانى في السنوات الأخيرة من آثار الأزمات الاقتصادية العالمية، وانهيار أسعار المحروقات، ثم جاءت الأزمة المرتبطة بكورونا لتضخم هذه الصعوبات، وهو الأمر الذي يؤكد التحديات والقيود التي يواجهها الاقتصاد.

وأشار إلى أن “وجهة وكثافة العلاقات بين الجزائر واسبانيا والحوار السياسي بين البلدين والالتزام بالعمل، من شأنه ترقية العلاقات المتميزة القائمة على أساس المصالح المتبادلة”.

وكشف جراد، إن العلاقات الإقتصادية الجزائرية الإسبانية عانت من تداعيات أزمة كورونا غير أن أمامهما فرصة فرصة لتطوير اجراءات جديدة للتعاون بطرق جديدة.

وتفيد إحصائيات للجمارك الجزائرية للعام 2019 أن اسبانيا تحتل المرتبة الرابعة بين زبائن الجزائر وكذلك بين الدول المزودة لها. وتعمل أكثر من مئتي شركة اسبانية في الجزائر.

وسبق المدير العام للشرطة الإسبانية فرانسيسكو باردو رحلة سانشيز، الثلاثاء، في زيارة إلى الجزائر التقى فيها نظيره الجزائري خليفة عونيسي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: