فاعلة جمعوية شغوفة بنقل إشعاع المملكة بايطاليا في خدمة المهاجرين الأكثر هشاشة

عبد اللطيف الباز / إيطاليا

مساعدة المهاجرين، لاسيما الفئات الأكثر هشاشة كالنساء والقاصرين، هدف نبيل رسمته حياة شعوب لنفسها، وقررت تكريس حياتها له بالمدينة التي احتضنتها، ميلانو عاصمة جهة لومبارديا. ومنذ أن وطأت قدماها أرض إيطاليا قبل حوالي ثماني سنوات، سعت حياة شعوب ، المنحدرة من أصول شرقاوية والتي ترعرعت بالعاصمة الإقتصادية الدار البيضاء، إلى نقل صور مميزة، عن المغرب في أرض الرومان، وعن حضارة المملكة المغربية والتعريف بتراثها الثقافي عبر بوابات مختلفة من بينها على الخصوص، العمل الجمعوي. تدير هذه الناشطة الجمعوية، التي تناضل ضد اللامبالاة بمشاكل الفئات الأقل حظا بغية مساعدة المهاجرين المحتاجين وتمكينهم من الرعاية والمرافقة. وتبقى الهجرة أقرب التيمات إلى قلب حياة، في مسار هو ثمرة ظروف الحياة كما تقول. أن “الهجرة بالنسبة لي رحلة جاءت هكذا، ولم تكن قط إلزاما ولا خيارا”، مشيرة إلى أنها تعتبر نفسها “مواطنة عالمية” سنحت لها الفرصة للسفر عبر العالم والإطلاع على ثقافات أخرى، قبل أن تحط الرحال بإيطاليا . حياة شعوب التي حلت بمدينة ميلانو بعد مشاركتها في تنظيم أنشطة إيطالية بالمغرب تندرج في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ، تمكنت من إرساء جسور تواصل مع عدد من الإيطاليين من مختلف مشاربهم، وأضحت تشاطرهم قيم الإحترام والانفتاح معتمدة في ذلك على غنى وتنوع الثقافة المغربية.
لا تدخر حياة شعوب، الحاصلة على البكالوريا وحاصلة على دبلوم التدريب لكرة الطائرة ، حاصلة على تزكية دولية من المنظمة المغربية للملكيين عبر العالم منخرطة في العديد من المجالات الجمعوية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والمهاجرين ،جهدا لتكون حاضرة في مختلف الأنشطة الثقافية والفنية التي تهم المغرب على أرض إيطاليا وبالنسبة لها، فإن إبراز الغنى الحضاري والموروث الثقافي المغربيين وكذا التعريف بمنجزات المملكة وعاداتها وتقاليدها في الوسط الإيطالي ، يتطلب حضورا دائما وتواصلا مستمرا مع مختلف شرائح المجتمع الإيطالي سواء عبر تنظيم أو المشاركة في مهرجانات ومعارض ثقافية وفنية ورياضية تهم المملكة، أو من خلال الإسهام، ولو من حين لآخر، بكتابات صحفية تسلط الضوء على الثقافة المغربية في منابر إعلامية إيطالية مختلفة.
تقول حياة شعوب ، في حديث حصري خصت به موقع أخبارنا الجالية ، إن “حس الإنتماء إلى الوطن يقوي لدينا إرادة البذل والعطاء والاستعداد المستجد للحضور المكثف في مختلف الأنشطة، حتى نتمكن، ولو نسبيا، من ممارسة تأثير إيجابي على مستوى التعريف بالرصيد الثقافي الوطني وبقضايا الجالية المغربية في إيطاليا وكذا بعدالة قضيتنا الوطنية”.
وأكدت الفاعلة الجمعوية المغربية، التي تقوم بشكل دوري بنشر مقالات صحفية في جرائد محلية، وتتم استضافها أحيانا على أمواج أثير الإذاعة الوطنية في مناسبات رياضية أو ثقافية تخص المغرب، أن الجهود التي تبذلها إلى جانب مواطنيها في إيطاليا ، هو “عمل يستهويني إلى حد كبير، لأن أي مواطن مغربي في الخارج هو لسان حال وطنه والمعبر عن قضاياه متى سنحت الظروف”.
وتضيف حياة، أن العمل الجمعوي والحاجة الماسة إلى التعريف بمختلف الأنشطة الوطنية وبقضايا الجالية المغربية ، يتطلب التعامل والاحتكاك مع مختلف شرائح المجتمع الإيطالي وخاصة في الوسطين الجمعوي والإعلامي، وهو ما يحفزها على الكتابة الصحفية من حين لآخر لنقل صور مميزة عن بلدها الأم . ومهما يكن من أمر، فإن حياة ليست الوحيدة، ذلك أن هذا البلد يعج بكفاءات نسائية مغربية وفي كل الميادين واللواتي يحرصن على تمثيل وطنهن أحسن تمثيل في كل مجالات تدخلهن ولا يدخرن جهدا ويساهمن في إنجاح اندماجهن داخل المجتمع الإيطالي بكل عزيمة وإصرار.
وعن حضور الجالية المغربية في إيطاليا ، تقول شعوب ، إن هناك طاقات مغربية عديدة، حاضرة بثقلها وتمكنت من فرض ذاتها في عدة مجالات من قبيل الإقتصاد والسياحة والإعلام والفن ، داعية إلى تظافر الجهود والتنسيق بين الجميع من أجل التعريف بالثقافة والحضارة المغربيتين على كافة المستويات .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: