رفع الحياء عن النساء…..من علامات آخر الزمان

أمي .. كنت أسمعها و أنا صغيرا تردد دائما وفي كل فرصة و مناسبة مقولةمن علامات غروب الساعة رفع الحياء من وجوه النسوة“…

ولم أسمعها أبدا تذكر الرجال، ولا أتذكر إذ كنت سألتها سبب ذلك ، يعني لماذا النساء بالضبط وليس وجوه الرجال أيضا. لكن عندما كبرت فهمت مقصود أمي و تركيزها على النساء بدون الرجال

لأن الأصل في الإنسان المرأة ، وأي شيء يتضرر إذا تضرر أصله . فمثلا الشجرة يمكن القيام بقص أغصانها كلها ورغم ذلك لا تموت ،بل بالعكس تزداد قوة و صلابة . لكن إذا مست عروقها فستموت حالا، وقيس على ذلك

وتأكدت أنالحياءهو الأصل في الإنسان ،  لربما عرفت ذالك من خلال الشعراء والأدباء الذين ركزوا على المرأة ( والمرأة هي الأم والأم هي المرأة ) بأنها مدرسة ، أو ذلك الذي تكلم عن الأخلاق والأمم واعتبرهما وجهين لعملة واحدة

لو قالت لي  أمي مؤخرا في عصر الانفلات ألمعلوماتيلظننت أنها نقلت ذلك من أحد المواقع أو من إحدى القنوات الثقافيةالمنتشرة كالنار في الهشيم .

إني أرى في أميأم الحياءوكيف لا ، وهي عندما تطبخ لحوما أو أي طبخ يطلقرائحةفإنها تعطي لكل الجيران جزء من ذلك، مهماكانت كميته ، استحياء لأنها تظن ربما هؤلاء الجيران وصلهم شيء من رائحة ذالك الطبخ، رغم أنهم ليسوا فقراء أو محتاجين لكن استحياء وخجلا منهم.

ولا أتذكر أنها تخاصمت يوما مع الجيران أو غير الجيران ، عندما كنت أتخاصم وأنا صغيرا مع أولاد الجيران كانت أمي دائما تعاقبني ( أناأو إخوتي) ظالما أو مظلوما بالكلام أو بالنهر ، لكي لا تخسر العلاقة الطيبة مع هؤلاء الجيران.

لا أعرف ماذا كانت ستقول أمي وهي ترى الكثير منالنسوة” ( على الأقل في مدى علمي و محيطي) ، قدخلعن فعليا و كليا الحياء من وجوهه..

نسوة هائمات على وجوههن من بزوغ الشمس إلى غروبها في الأسواق و الغير الأسواق ، يتخاصمن ويتبادلن الشتائم ويلفظن ألفاظا تتلوث منها أنقى مياه الأنهار وغير الأنهار . ولا يجدن حرجا في تناول الوجبات السريعة والغير سريعة على أرصفة تلك الأسواق أو على حواشيالطرقات

وفي الطرقات يتسابقن ويشتمن من يكون سبب من السائقين الذين يتمهلون في سيرهم ولم يتركوا لهن مجال التجاوز السريع . أو تلك المرأةالتي أشبعت جارها ضربا متسببة له جروحا و آهات مستديمة،عشية توجهها إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج

أو تلك النسوة اللواتي كشفالهاتف النقالأسرارهن في الطرقات ووسائل النقل العمومي أو في الأسواق ، كاشفين خصوصيات حياتهن للجميع و على المباشر عبر. وتينيات أيامهم التي فقدت كل الحياء . سأتصل مع أمي  لأسألها هل هذه هي العلامات التي كانت تقصدها بتلك المقولة….

و لازالت فضائح فيديوهات ما بات يعرف بـ”روتيني اليومي” تتواصل على يوتوب، أخرها ظهور شاب مغربية على بث مباشر وهي تستحم في حمام منزلها.

وخلق الفيديو ضجة كبيرة بين عشاق موقع التواصل الاجتماعي الذين أجمعوا على أنه يجب على المسؤولين التدخل لإيقاف ماوصفوه بـ”الانحلال الأخلاقي” الذي بات يعيشه بعض مغاربة اليوتوب.

وتظهر الشابة في الفيديو الذي يبلغ مدته ساعة و42 دقيقة، وهي تستحم داخل حمامها، وتقوم بإيحاءات جنسية للحصول على أكبر عدد ممكن من المشاهدات.

وبات يوتوب في الأونة الأخيرة قبلة مفضلة للمغاربة لعرض سلعتهم الجنسية مقابل الحصول على دخل قار، ضاربين عرض الحائط كل التبعات التي قد تعرضهم للمساءلة القانونية.

وحول هذا الشق القانوني، أوضح المحامي بهيئة الدار البيضاء، يوسف غريب، أن القانون الجنائي المغربي يعاقب بشكل عام في الفصل 483 كل من ارتكب إخلالا علنيا بالحياء وذلك مثل العري المتعمد أو البذاءة في الإشارات أو الأفعال: بالحبس من شهر واحد إلى سنتين و بغرامة من 120 درهم إلى 500 درهم.

وأضاف غريب أن الفصول 447-1  و447-2 و447-3، التي أدخلها القانون 103.13 على الفصل 447 من القانون الجنائي المغربي، قد تضمنت عقوبات تتراوح من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، كما قد تصل العقوبة إلى خمس سنوات في حالة وجود ظروف التشديد.

وشدد المحامي بهيئة الدار البيضاء، قائلا: “أمام هذه الموجة، ومع الثورة الرقمية الراهنة في شقها السلبي، أصبحنا في حاجة إلى [مدونة رقمية] تستجيب للتحديات المطروحة وتواكب التغييرات السريعة.

ويبقى السؤال المطروح، هل يستجيب “يوتيوب” لمطالب الشريحة والواسعة المطالبة بتقنينه، أم أن الموقع سوف يستمر في نشر “التفاهة”؟

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: