تأسيس مكتب أممي في المغرب لمكافحة الإرهاب في أفريقيا

وقع المغرب اتفاقا مع الأمم المتحدة مساء الثلاثاء يتم بموجبه إحداث برنامج لمكافحة الإرهاب والتكوين تابع للأمم المتحدة وهو الأول في أفريقيا.

وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة خلال توقيعه للاتفاق مع الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف أن هذا المكتب يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأفريقية عن طريق بلورة برامج وطنية للتكوين في مجال مكافحة الإرهاب.

وقال فورونكوف “إن المغرب رائد في مكافحة الإرهاب بفضل جهوده في الداخل وفي أفريقيا وعلى الصعيد العالمي”، مشيرا إلى “أن افتتاح المكتب في الرباط يأتي كخطوة طبيعية لتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب في أفريقيا، ويؤكد مكانة المغرب وريادته في هذا المجال”.

ومن جهته أكد محمد بودن الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي لـ”أخبارنا الجالية ” أن هذا التوقيع يمثل دليلا على ثقة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الاستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب، فضلا عن تقدير انخراط الرباط في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

ويرى بودن “أن العمل الذي يقوم به المغرب يعتبر عملا مكملا لجهود الأمم المتحدة وهو امتداد للعلاقة الاستراتيجية بينهما، إضافة إلى كون الأمم المتحدة مهتمة بالانفتاح بشكل أعمق على القارة الأفريقية وبناء نقطة اتصال لمكافحة الإرهاب ومعالجة جذوره”.

وقال بوريطة “إن المغرب يلتزم بالعمل بشكل ملموس مع هذه البنية الجديدة بغية وضع برنامج ديناميكي ومتطور للتكوين يواكب باستمرار المسائل المتعلقة بالوقاية والرصد وملاحقة الأعمال الإرهابية”.

وأشار إلى أنه ’’في بحيرة تشاد تضاعف تقريبا عدد ضحايا الهجمات الإرهابية لجماعة بوكو حرام وداعش منذ يونيو 2017 لينتقل من 506 إلى 964 شخصا‘‘. وخلص الوزير المغربي إلى أن هذه الأرقام تؤكد أن أفريقيا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى عمل “فوري وحازم” لتحقيق الاستقرار في القارة وتعزيز أمنها وتمكينها من التركيز على التنمية المستدامة.

المغرب سيستفيد من هذا التوقيع على المستويات الدبلوماسية ويضيف إلى سجله السياسي والأمني ثقلا كبيرا

وتهتم الأمم المتحدة والمغرب كشريكين بتنامي الأعمال الإرهابية خلال عام 2020 مع مجموعة من الدول الأفريقية، وبالخصوص في منطقة الساحل، التي شهدت أكبر تجدد لأعمال العنف، وتضاعفت هجمات “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” و”داعش” سبع مرات منذ 2017.

وحسب مراقبين فإن النفوذ المتنامي للمغرب داخل القارة الأفريقية وجهوده الأخيرة لتعزيز نموذج التعاون بين البلدان الأفريقية، جعلا منه حليفا لا غنى عنه في استراتيجية أفريقيا في التصدي للإرهاب على المستوى الدولي.

وأهلت طريقة تعاطي المغرب مع الإرهاب لجعله مرجعا في مكافحة الظاهرة وعضوا نشيطا في التحالف الدولي ضد داعش.

وخلال المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي ترأسه المغرب إلى جانب كندا، بداية أكتوبر الجاري، جدد المشاركون ثقتهم في الرئاسة المشتركة للمغرب وكندا بتمديد ولايتها لسنة إضافية مقارنة بالفترة التي كانت مقررة في الأصل، وأبدوا اعترافهم بالجهود المبذولة من طرف المغرب لمكافحة الإرهاب.

ويرى مراقبون أن المغرب سيستفيد من هذا التوقيع على المستويات الدبلوماسية ويضيف إلى سجله السياسي والأمني ثقلا كبيرا سيعزز علاقاته الوثيقة مع الأمم المتحدة والدول العربية والأفريقية.

ولقيت العملية الأمنية التي أفضت إلى تفكيك خلية إرهابية بمدينة طنجة  الاثنين الماضي إشادة من منظمة التعاون الإسلامي بيقظة الأجهزة الأمنية المغربية في التصدي لخطر الإرهاب، ووقوفها مع المغرب في كل ما يتخذه من إجراءات لمكافحة التطرف والإرهاب للحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: