الرئيس الفرنسي و “أزمة” الإسلام

محمد الفيزازي

تجاوز الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون صلاحياته كرئيس دولة يعيش فيها زهاءَ ستةِ ملايين من المسلمين. ودولته لها علاقاتٌ بمليار ونصف المليار من معتنقي الإسلام. ولم يعبأ بهؤلاء ولا بأولئك. فوصف الإسلام بقوله (بأنه يعيش أزمة داخلية ويحتاج إلى إعادة هيكلة)
وليْت شِعْري من أعطاه الحقّ في انتقاد ديننا؟ من أعطاه الحق في “تقويم” ملتنا؟ من خوّله مهمة مراجعة الإسلام؟ من نصّبه مفتياً بضرورة إعادة الهيكلة؟
بصرف النظر عن هذه الرعونة وهذا الطيش الذَيْن لم يسبقه إليهما أحد، فإن الرجل جاهلٌ بالإسلام عدوٌّ له ولأهله. والمرءُ عدوّ لما يجهل.
ما معنى الأزمة أولاً؟
الأزمة هي كل موقف يُفقِد صاحبَه التوازن ويجعل من الرجوع إلى حالة الاستقرار والاطمئنان أمراً عسيراً.
وسواء كانت هذه الأزمة اقتصادية أم اجتماعية أم صحية… أياً كان نوعها فهي أزمة من فعل بشري واكتساب إنساني وقد تكون بسبب كارثة طبيعية أو جائحة.
أما كان الأولُ والأولى لماكرون أن بهتمّ بأزمات بلاده؟
ففرنسا تعيش أزمات على كلّ صعيد. أزمتها اللغوية كارثية فقد بات البحث العلمي المعمق داخل فرنسا نفسها بالأنجليزية. وجل التلاميذ في الابتدائي والإعدادي لا يفقهون شيئاً في قواعد النحو والصرف والإملاء وهم فرنسيون أباً عن جد في مدارس فرنسا. والفرنسية في العالم بما فيه المستعمرات القديمة تنحصر بشكل مقلق أمام اللغات الأخرى إنجليزية وصينية وعربية وكورية وتركية وألمانية وإسبانية… ويالها من أزمة.
في الاقتصاد؟ حدث ولا حرج… فالجارة ألمانيا قد تجاوزت فرنسا في كل شيء. ولولا إفريقيا لانهار الاقتصاد الفرنسي انهياراً.
في حقوق الإنسان؟ أزمة فرنسا في هذا الجانب لا تضاهى. هي حامية الدكتاتوريين في العالم، وناشرة الحروب والخراب في بلاد شتى حتى اليوم… وكل ذلك باسم الحرب على الإرهاب أو الوقوف بجانب هذه الدولة أو تلك… ويالها من أزمة.
في الأخلاق الأنسانية؟ فرنسا إلى حدّ الساعة لا زالت تعيش على سرقة خيرات أفريقيا ونهب ثرواتها وقتل أبنائها في أكثر من بلد… بشتى السبل.
وأزمة فرنسا في العنصرية والتمييز والكراهية وازدراء الأقليات ولا سيما الإسلامية على الخصوص… حدّث ولا حرج.
هذا دون ذكر التاريخ الأسود لفرنسا فتاريخها دموي وحشي وهمجي بامتياز… تاريخ لا يُشرف….
(يُتبع)
وكتبه محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ)

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: