حزب التجمع الوطني للأحرار يراهن على مؤتمر استثنائي لتجاوز أزمته

قرّر حزب التجمع الوطني للأحرار، تنظيم مؤتمر استثنائي يعرض لتصويت المؤتمرين “تمديد ولاية جميع هيئات وهياكل الحزب إلى ما بعد الانتخابات”.

وأكد رئيس الحزب عزيز أخنوش، أن “تاريخ المؤتمر العادي يأتي مع اقتراب إجراء مختلف الاستحقاقات الانتخابية لـ2021″، مبرزا أن للحزب عزيمة على مواصلة البناء لإتمام المشروع الذي بدأه منذ أربع سنوات.

وكشف “أن المؤتمر الاستثنائي يأتي تفعيلا لمقتضيات المادة 3-33 من النظام الأساسي وبتقنية المحادثة المصورة والتي تسمح بها المادة 7 من النظام الداخلي للحزب”.

وتنتهي مدة انتداب عزيز أخنوش في 28 من أكتوبر الحالي.

وأكد عبدالرحيم بوعيدة، القيادي بالحزب ورئيس الحركة التصحيحية، أن قرار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار هو هروب إلى الأمام ومحاولة للالتفاف على القوانين المنظمة والمؤطرة للحزب، ودعوته لعقد مؤتمر استثنائي لا تستند إلى أي أساس قانوني.

وقالت مصادر من داخل الحزب، إن هذا التوجه هو محاولة لتطويق المشاكل التنظيمية التي تعترض الحزب، وفي ذات الوقت تجاوز للتشويش على القيادة الحالية من طرف مجموعة تطلق على نفسها الحركة التصحيحية”، مؤكدة اعتزام القيادة الحالية الحفاظ على مكتسباتها والذهاب إلى الانتخابات القادمة بنوع من المشروعية بعد امتصاص غضب الحركة التصحيحية وتمكين بعض أعضائها من مواقع قيادية.

وأوضح بوعيدة، أن “الرئيس نفسه معيّن في مؤتمر استثنائي والقانون لا يسمح بعقد مؤتمر آخر استثنائي وأظن أن الحديث عن التمديد للرئيس ولكل الهياكل التنظيمية هو محاولة لكسب ود هذه الهياكل التي تحولت إلى رهينة في أيدي الرئيس”.

عبدالرحيم بوعيدة: الحديث عن التمديد للرئيس هو محاولة لكسب ود الهياكل

وقال بوعيدة ”بدل أن يستجيب الرئيس لأصوات الحركة التصحيحية يحاول عزيز أخنوش، تجاهلها لأنه لا يؤمن بالديمقراطية ولا يقبل النقد ومصرّ على إيصال الحزب لحافة الإفلاس السياسي وعموما رد الحركة التصحيحية سيصل في الوقت المناسب”.

وطالب رئيس التجمع الوطني للأحرار، أعضاء حزبه بالحفاظ على الحماس والأمل والثقة، مشددا على أنه اشتغل 4 سنوات دون تعب من أجل القطع مع الممارسات القديمة ومع مفهوم الدكان الانتخابي.

وانتقدت قيادات بارزة أوضاع الحزب بالتزامن مع انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني نهاية الأسبوع بتقنية الفيديو، على غرار محمد بن الطالب، عضو المكتب السياسي السابق، الذي أكد عدم مشاركته في عملية الإصاء الممنهج لدور مؤسسات الحزب.

لكن يبدو أن رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عازم على المضي قدما بالثبات في منصبه وتحقيق نتائج في الانتخابات المقبلة رغم اعتراضات خصومه داخل الحزب، حيث شدد أخنوش على أن “الفوز بالانتخابات لن يتم إلا بأهداف مدروسة ومؤشرات واضحة قابلة للتقييم والتتبع وهو ما يتوفر عليه الحزب بشكل واضح”.

لكن بوعيدة أكد أن ما يقوم به رئيس الحزب يعد تهديدا للديمقراطية وللمكاسب التي حققها المغرب ومشروع حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقوده أخنوش يشكل خطرا على المسار الديمقراطي والمعركة التي تقودها الحركة التصحيحية هي معركة كل الشرفاء والغيورين على مستقبل الوطن واستقراره.

ويرى مراقبون أن التجمع الوطني للأحرار يراهن على تجاوز العراقيل التنظيمية والتصادم الواقع بين قياداته حتى يتفرغ للانتخابات القادمة، فضلا عن أن مهمة القيادة الحالية صعبة خصوصا في ظل المنافسة الحامية مع أحزاب أخرى كالأصالة والمعاصرة على استقطاب كتلة انتخابية واحدة تقريبا.

وأوضح أخنوش أنه من الطبيعي جدا، بل وكان من المتوقع، أن يثير هذا النشاط انزعاج منافسينا وهواة الركود والأساليب البائدة، مخاطبا أعضاء حزبه بالقول، “استمروا على طريقكم وفي عملكم وواصلوا حضوركم في الميدان فنحن في حاجة لكل الطاقات الإيجابية في المبادرات المقبلة”.

واعتبر لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، وعضو المجلس الوطني للحزب، أن تجديد النخب يقطع مع الأساليب القديمة في الاشتغال، خاصة في الفترات التي تسبق الاستعداد للانتخابات، إذ ألفَ البعض الابتزاز السياسي من أجل امتيازات انتخابية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: