فيسبوك وسيلة الفنانين المغاربة لانتقاد برنامج الدعم

أثار الإعلان عن نتائج برنامج الدعم الاستثنائي المخصص لمجال الفنون في المغرب انتقادات واسعة طالت وزير الثقافة والشباب والرياضة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد المنتقدون أن “أغلب الذين استفادوا من الدعم لا يستحقونه”.

وأعلنت وزارة الثقافة والشباب والرياضة  – قطاع الثقافة الاثنين، عن نتائج برنامج الدعم الاستثنائي المخصص لمجال الفنون لعام 2020، المقدر بـ37 مليون درهم (3 ملايين دولار) الذي يرمي إلى “تشجيع المشاريع الثقافية والفنية”.

وقال منتقدون إنه كان “حريا بالوزارة تقسيم الدعم على الفنانين البسطاء، الذين تضرروا بسبب جائحة كورونا بعدما توقفت جميع أنواع الأنشطة الفنية والثقافية، عوض منحه لأشخاص يتوفرون على مصادر دخل كبيرة ومتنوعة أو تسخيره لشركات الإنتاج التي تحمل فقط صفة الإنتاج دون امتهانها”.

وعلى حسابها على فيسبوك شاركت الفنانة لطيفة رأفت مقطع فيديو انتقدت فيه وزير الثقافة عثمان الفردوس الذي “يصرف مبلغ الدعم في هذا التوقيت الصعب الذي يمر به المغرب لفائدة أسماء أغلبها غير معروف وشركات لا علاقة لها بالإنتاج الفني”، وخاطبت الوزير قائلة “قبل أن تؤشر على المبلغ ابحث أولا في مهمة هؤلاء وخلفياتهم وماذا يقدمون، وهل هم فنانون أو منتجون حقيقيون”.

وأضافت الفنانة المغربية “لو كان المسؤول عن أموال الدعم خصصها لفائدة موسيقيين فعلا يعيشون الضنك ويبيعون آلاتهم تحت ضغط الحاجة، لكان أفضل وأحسن من استفادة أسماء لا تنتج أغاني مغربية”، وطالبت الوزير بمراجعة قراراته والبحث في مصير أموال الدعم، “فالفنان بالمغرب ليست له تغطية صحية ولا ضمان اجتماعي ولا أي شيء ونحن كفنانين نطالب بحقنا ما دمتم تطالبون بالإنتاج”.

وتعرضت لطيفة رأفت كغيرها من الفنانين إلى انتقادات واسعة لمطالبتها بالحصول على نصيبها من الدعم.

وشجبت النقابة الفنية للحقوق المجاورة، ونقابة المؤلفين والملحنين المستقلين المغاربة، والنقابة الفنية للمنتجين والمنتجين الذاتيين “الحملة الشعبوية التي تقودها بعض الأطراف، غير العارفة بحجم المعاناة التي يعيشها الفنان في ظل الجائحة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة منع مزاولة الأنشطة الفنية في ظل تفشي وباء كوفيد – 19 لما يفوق الثمانية أشهر”.

ويعتقد المحامي والناشط الحقوقي نوفل بوعمري أن ما سمي بالدعم لا يجب أن يلام فيه من توصل به ممن سموا أنفسهم بالفنانين، وقد يكون البعض منهم كذلك، مستدركا أن ما حدث هو عبث، إذ الكثير منهم اختار هذه المهنة بمنطق الربح والاغتناء، خصوصا وأن الدعم كان يجب أن يوجه لحماية التراث وألوان فنية قد تكون ذاهبة نحو الانقراض.

وأضاف في تدوينة على فيسبوك:

Naoufal Bouamri@

كيف تعمل الحكومة على توزيع هذه الأموال على أشخاص يمتهنون الغناء قد نتذوق ما يقدمونه كما قد لا نتذوقه ولا نستمع له، وخاضع لذوق الجمهور ومنطق السوق، والكثير منهم يحصل على عائدات مهمة من يوتيوب، ومنهم من له أنشطة تجارية موازية، بمعنى أن نشاطهم التجاري لم يتوقف، محملا المسؤولية السياسية لرئيس الحكومة والمسؤولية المباشرة هو وزير الثقافة.

من جهته تساءل الكاتب عادل بنحمزة عن المعايير التي تم اعتمادها لتوزيع الدعم وقال:

Adil Benhamza@

كيف يمكن قبول دعم فنانين يعلم الجميع أنهم في نفس الوقت مقاولون وأصحاب مشاريع بعيدا عن الفن، بمعنى آخر، إنهم يتوفرون على مصادر دخل أخرى، وهل تم تقديم الدعم بناء على طلب المعنيين بالأمر، أم أن تحديد اللائحة تم مركزيا؟

وفي مقابل الانتقادات الموجهة لوزير الثقافة، على خلفية الدعم المادي، دافع الفنان والممثل محمد الشوبي على حق هؤلاء في الدعم، مؤكدا أنه “ليس هبة ولا صدقة”، وقال في تدوينة:

Choubi Mohamed@

انتقاد دعم الفنانين شعبوية، والفنان يستحق أكثر نظرا للخدمة العمومية التي يقدمها، للأغنية المغربية، والثقافة المغربية.

أما الصحافي المغربي هشام تسمارت فقال في تدوينة إن “ما يسمى عندنا في المغرب بالدعم الفني عبارة عن ريع ممنوح دون وجه حق لكائنات طفيلية لا تشعر بأي خجل”.

ويعتقد الصحافي إسماعيل عزام أن قطاع الثقافة في الحكومة دأب على تقديم هذا الدعم منذ سنوات ودعم الفنان المغربي أمر مهم، خاصة في هذه الأشهر الصعبة التي توقف فيها المسرح وأغلقت فيها دور السينما، وإلا فنحن نرمي بفئة من المواطنين إلى المجهول.

وأضاف:

إسماعيل عزام -Ismail Azzam@

المشكلة في استفادة أسماء معروفة أنها تحيي حفلات بأسعار باهظة، هؤلاء لا يحق لهم دعم لأنهم ربحوا طوال السنوات الطوال والمفروض أن لديهم ما يتيح لهم تجاوز هذه الأزمة، والمشكلة كذلك في إمكانية وجود من لا علاقة لهم بالفن، وكذلك في عدم توصل الكثير ممن يستحقون الدعم بالدعم الضروري.

وقالت البرلمانية ابتسام عزاوي إنه يجب دعم الفنانين وبالأخص خلال هذه الجائحة. وتساءلت:

Ibtissame Azzaoui@

السؤال الحقيقي الذي سأوجهه كتابة للوزير حول: ما هي معايير تحديد قيمة الدعم وتحديد لائحة المستفيدين؟ موضحة أن الفن والثقافة في بلادنا لا يزالان لم يأخذا المكانة الحقيقية ويحتاجان اهتمام وتطوير حكامة القطاع.

وبعد الجدل الذي رافق الكشف عن لائحة المستفيدين شدد الوزير عثمان الفردوس الخميس على أنه تم خلال عملية توزيع الدعم “إيلاء أهمية خاصة لحاملي المشاريع، الذين لم يسبق لهم أن استفادوا من الدعم”. وأضاف أنه تم كذلك إيلاء أهمية خاصة للمشاريع التي يشارك فيها عدد مهم من حاملي بطاقة الفنان غير الموظفين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: