زيارة إسبر إلى المغرب تكريس للتحالف الاستراتيجي بين واشنطن والرباط

اختتم وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، جولته المغاربية، الجمعة، بتوقيع اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري لمدة 10 سنوات بين الولايات المتحدة والمغرب، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير المغربي المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبداللطيف لوديي، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، في العاصمة الرباط.

وقال بوريطة، خلال المؤتمر، إن الرباط وواشنطن وقعتا اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري ضد التهديدات المشتركة بين عامي 2020-2030، موضّحا أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار تحديث الصناعات العسكرية والدفاعية في المغرب.

ويشمل برنامج زيارة وزير الدفاع الأميركي للرباط لقاء المفتش العام للقوات المسلحة المغربية الجنرال عبدالفتاح الوراق والوزير المنتدب المكلف بالدفاع عبداللطيف لوديي، إضافة إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة.

وأكد إسبر أن الاتفاقية “ستفتح أبواب التعاون الثلاثي بين المغرب وأميركا والدول الإفريقية”، مستدلا على ذلك بمناورات “الأسد الإفريقي” التي انطلقت في العام 2007 بين المغرب والولايات المتحدة، بمشاركة عدة دول إفريقية، لتطوير المهارات الميدانية والقتالية للقوات المشاركة.
وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في المجال الأمني، ويحتضن المغرب كل سنة مناورات الأسد الإفريقي تحت إشراف القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا (أفريكوم). وهي العملية التي ألغيت هذه السنة جراء وباء كوفيد-19.

ويرى متابعون أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز التعاون مع المغرب في إطار الحرب على الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وتعد الولايات المتحدة الأميركية أول مزود للمغرب بالأسلحة، بينما تعد الجزائر التي زارها إسبر الخميس مشترياً رئيسيا للأسلحة الروسية. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قام في نوفمبر بزيارة للرباط تركزت حول الأوضاع في ليبيا ومنطقة الساحل، فضلا عن الدعوة إلى تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

ولم تخل محادثات إسبر مع المسؤولين المغربيين من التطرق للقضايا الإقليمية الحارقة لاسيما الأزمتين الليبية والمالية.

ويحتضن المغرب مفاوضات ليبيبة-ليبيبة في منطقة بوزنيقة للمساهمة في الجهود الدولية لتحقيق تسوية في البلد الذي يشهد تناحرا سياسيا وعسكريا منذ انهيار حكم العقيد معمر القذافي في العام 2011.

ويلعب المغرب دورا متقدما في حلّ أزمة مالي بمواكبته جميع المستجدات ودعمه المسار الانتقالي للبلاد، وذلك نظرا للصلات التاريخية الوثيقة بين البلدين.

وكانت الرباط قد أرسلت قبل أيام قليلة وزير خارجيتها على راس وفد إلى باماكو، مشددة على ضرورة انتقال سلسل للسلطة عقب انقلاب عسكري شهده البلد وأطاح بالرئيس أبوبكر كيتا.

ويزور إسبر المغرب، في إطار جولة مغاربية، بدأها الأربعاء بتونس ثم الجزائر، تسعى من خلالها الولايات المتحدة إلى مزيد تفعيل دبلوماسيتها الدفاعية والسياسية في المنطقة المغاربية التي تشهد تنافسا دوليا في ظل وجود لاعبين من الوزن الثقيل على غرار روسيا والصين إلى جانب فرنسا.

وكان إسبر قد وقع اتفاق مماثلا الأربعاء مع تونس، وتعهدت واشنطن بتقديم المزيد من الدعم للجيش التونسي لمواجهة تقلبات المنطقة الأمنية لاسيما الوضع المتأزم في ليبيا التي تشهد صراعا مسلحا.

ونوّه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت سابق بالتحسن المطرد الذي تشهده العلاقات المغربية الأميركية، مبرزا أن البلدين عملا في السنوات الأخيرة على توسيع الشراكة الاستراتيجية من خلال اتفاقية التبادل الحر، وتعزيز التعاون الأمني، وتكثيف الجهود المشتركة لتعزيز التسامح والحريات الدينية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: