مغاربة و نفتخر

لا يختلف اثنان على أننا نعيش جوا ضبابيا بمجتمعنا المغربي، كلما مررنا بزقاق إلى حي بقرية،ومن تم شارع بمدينة أو عاصمة ،كتلة من المتناقضات ( بْرَاكَة تقابلها فيلا أوعمارة )، أرصدة بالملايين في البنوك، لأشخاص فضلوا الاغتناء السريع، على حساب امتصاص دماء الفقراء وجيوبهم، وبين مساكين أضناهم الفقر المذقع، فلم يجدوا إلا الجريمة سبيلا، والدعارة امتهانا، وقوارب الموت ملاذا…

من منا لا يمر بزقاق أو شارع ولا يسمع العبارات نفسها تتردد:الله يَلْعَنْهَا بلاد!!كون غير فتحوا الحدود والله لا بقى شي ولد لمرا… ،لا أخفيكم سرا أنه يحز في نفسي سماعها، مع أني أتقاسم مع أبناء بلدي نفس المرارة ونفس الوجع ونشرب من نفس الكأس،شباب أنهكتهم البطالة، فإن لم تكن بطالة: فيأس وقنوط وتشرد وضياع تارة ،وأحلام مبعثرة وشذوذ على جميع المستويات الفكرية منها والجنسية تارة أخرى…

فمنهم من اختار التطرف الديني طوق نجاة ،فضل الانتحار على العيش بمذلة ومهانة ،فاختار أن يكون جسده قنبلة عله يضفر بسعادة موعود بها، لم تتحقق له في دنياه ومجتمعه حسب فكره واعتقاده …

ومنهم من اختارت سبيل الترف السريع، فباعت جسدها لأصحاب البتر ودولار،تتاجر في لحمها الذي صار رخيصا في سوق نخاسة ذوي العقال الأحمر، تحت مسمى عقد القران!! ،عقد ظاهره شرعي وباطنه شهوات لعينة ومتعة مستديمة…

ومنهم من اختار ركوب البحر، وفضل أن يكون كفنه تحت الماء ونعشه قوارب الموت، فضاعت هويته بين خياشيم الحوت الأزرق….

ومنهم من اتخذ من الإدمان وصفته السحرية ،سواء على القرقوبي والسيليسيون أو على ممارسة الجنس ،مقابل دريهمات معدودات من عديمي الضمير والكرامة والشرف ،دعاة الإباحية وممتهنوها….

إن المتأمل في واقعنا المغربي المعاش، تجده ينطق بلسان واحد:مادمت في المغرب فلا تستغرب!! لطالما استوقفتني هذه المقولة إن صح التعبير، مما يدعني أضع علامة استفهام؟هل حقا ما نعيشه اليوم من تناقضات،وأزمات وظواهر شاذة على المستوى السوسيوثقافي والسياسي والاقتصادي، هو حالة فريدة واستثنائية بالعالم العربي؟ أم كلنا في الهوا سوا كما يقال ؟.

وما الأحداث الأخيرة التي تشهدها مصر و الجزائر  من تظاهرات تدعو لتغيير النظام والإصلاح ،على مستوى المنظومة الحقوقية والسياسية والاجتماعية ،مع الحرص على الحفاظ على أمن مصر وممتلكات مواطنيها وحضارتها، إلا خير دليل على نضج الشعب المصري وروح مواطنته المتجذرة فيه…

أرجع لأخاطب أبناء بلدي ،بالله عليكم ما ذنب المغرب في كل ما نعيشه ،من مأساة اجتماعية واقتصادية وسياسية؟ هل سترضون أو ترضين بأجنبي ،يقرر يوما ما غزو بلدنا الحبيب، كما هو حال إخوتنا العراقيين ، وأن تذب الفرقة بلدنا الحبيب بين العرب والأمازيغ وكل الطوائف الدينية والقبلية ؟ على قاعدة أن المغرب يشكل قاعدة أساس للتعايش بين المسلمين واليهود المغاربة وبين العرب والأمازيغ ؟وهل الواقع المغربي شبيه للواقع التونسي والمصري أم أحسن بكثير؟…

بالله عليكم كم من القراء كانوا معجبين بالخط التحريري لجرائد معينة، احتراما للكفاءة العالية لطاقم تحريرها والاحترافية اللامتناهية التي تميزهم، وعندما أحس المواطن المغربي سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي،أنها لمحت في إحدى نسخها ،لما فيه مس بثوابت المغرب المقدسة، “شعار المملكة” وتحريفه عن سياقه المعد له، الغالبية منكم نددت واستنكرت هذا التصرف اللامسؤول ،لان الأمر خرج عن نطاق حرية التعبير ودخل في المحضور…

المغرب قرائي الأعزاء ،خط أحمر: بلد السلم والتعايش على الرغم من هفوات بعض عديمي الضمير الذين أغرقوه في وحل الدعارة و الانحطاط،والتهميش والإقصاء الاجتماعي،فلنحاسب كل فاسد عديم ضمير ،ارتشى واختلس وخان،وذلك بالعزوف عن انتخاب الفاسدين،ولنترك هذا البلد ينعم بالأمن والاستقرار،فالمغرب براء من تصرفات مسؤوليه الفاسدين…

بلدي التي تحتضن الكل، المعروف بكرامة وشرف بناتها مع التحفظ على بعض الحالات الشاذة،التي لا يمكننا القياس عليها ،بلدي بلد النخوة والشرف والكرامة…

عذرا يا بلدي إن لم نوفك حقك

عذرا يا بلدي إن سمعت منا سبا أو شتما

عذرا يا بلدي فالعهد الذي بيننا سيصان

عذرا يا بلدي ما دام في عرق ينبض، فلن أساهم في خيانتك من قريب أو بعيد، مهما جار ت علي الدنيا وضاقت بما رحبت…

سأظل أقول وبملء فيهي “مغربي وأفتخر” ،

وختاما لا يسعني إلا أن أقول كما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش رحمه الله ،مع التحفظ على التصرف في هذا البيت الشعري :

علقوني على جدائل نخلة واشنقوني فلن أخون المغرب

دمتم بــــود وتصبحون على وطـــــن

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: