وزير الدفاع الأميركي يستهل جولته المغاربية بتونس “الحليف الكبير”

استهل وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر جولته المغاربية بزيارة إلى تونس، الأربعاء، ما يعكس عمق الاهتمام الأميركي بتعزيز التعاون الأمني مع هذا البلد.

والتقى إسبر، نظيره التونسي إبراهيم البرتاجي ومن المتوقع أن يجتمع مع قيس سعيّد الرئيس التونسي في قصر قرطاج ثم يلقي خطابا في المقبرة العسكرية الأميركية في قرطاج حيث يرقد العسكريون الأميركيون الذين سقطوا في شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية.

وتأتي جولة إسبر بعد زيارة قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” إلى المنطقة بينما تفرض تعقيدات المشهد الليبي نفسها في وقت تتنازع فيه المصالح والأهداف والأجندات الإقليمية والدولية على هذا البلد الغني بالنفط، والذي يشهد منذ انهيار حكم الرئيس الراحل معمر القذافي في العام 2011 حالة من الفوضى والانفلات.

وقال مسؤول عسكري أميركي إنّ الهدف من زيارة إسبر إلى تونس هو تعزيز العلاقات مع هذا الحليف “الكبير” في المنطقة ومناقشة التهديدات التي تشكّلها  التنظيمات المتطرفة مثل تنظيمي داعش والقاعدة على هذا البلد، بالإضافة إلى “عدم الاستقرار الإقليمي الذي تفاقمه الأنشطة الخبيثة للصين وروسيا في القارة الإفريقية”.

وتنظر الولايات المتحدة بقلق إلى مساعي موسكو لتوسيع نفوذها في المنطقة وبات الملف الليبي المحرك الأساسي للتدخل الأميركي في منطقة شمال أفريقيا وضمان وجود دائم لها في المنطقة.

وفي زيارته السابقة إلى تونس عرض الجنرال سيتفن تونساند قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا تعزيز التعاون الثنائي بين تونس والولايات المتحدة لاسيما في المجال العسكري ومكافحة الإرهاب، في توجه يؤكد سعى الولايات المتحدة لتعزيز روابط علاقاتها مع الدول المغاربية المجاورة لليبيا.

وتعتبر واشنطن أن تونس حليف مهم منذ العام 2015 دون أن تكون عضوا في حلف شمال الأطلسي وتقدم لها دعما مع تزايد الوضع تأزما في ليبيا.

وكشفت تقارير رسمية عن حجم الدعم المالي لتونس منذ 2011، والبالغ أكثر من مليار دولار قدمتها واشنطن لدعم الجيش التونسي، وفق بيان “أفريكوم”، الجمعة الماضي.

وقدّمت الولايات المتحدة الأميركية، بين 2011 و2016، ما يزيد على 900 مليون دولار مساعدات لدعم الديمقراطية والأمن والتنمية الاقتصادية بتونس.

ويقوم التعاون العسكري التونسي الأميركي أساساً على تأمين الحدود ودعم القدرات العملياتيّة للمؤسسة العسكرية التونسية في مجالات التكوين والتدريب والاستعلام.

ونقلت وزارة الدفاع التونسية عقب لقاء جمع، الخميس المنقضي، وزير الدفاع إبراهيم البرتاجي بالسفير الأميركي في تونس دونالد بلـوم، تأكيد “بلوم التزام الإدارة الأميركية بالوقوف إلى جانب تونس في ما يتعلق بأمن الحدود والتكوين والتدريب والمساعدة الفنية، بما يساهم في مزيد من بناء القدرات العملياتية للمؤسسة العسكرية التونسية”.

ويصل إسبر الخميس إلى الجزائر العاصمة كأول وزير دفاع أميركي يزورها منذ 15 عاماً، حيث سيجري محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبّون الذي يشغل أيضاً منصبي قائد القوات المسلّحة ووزير الدفاع.

وينهي الوزير الأميركي جولته المغاربية الجمعة في الرباط حيث سيناقش سبل “تعزيز العلاقات الوثيقة أساساً” في المجال الأمني مع المغرب الذي يستضيف مناورات “الأسد الأفريقي” العسكرية التي تجري سنوياً بقيادة أفريكوم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: