“اليوتوبرز” … من نكرات إلى نجوم

“يوتوبرز” حملوا شعار “جيب يا فم وقول” وسمحوا لأنفسهم بالتشهير والسب لجني أكبر عدد من “اللايكات”

استطاعت مجموعة من الأشخاص النكرة، الذين لم يكن لديهم “لا شغل ولا مشغلة”، أن يصبحوا، بفضل فورة “يوتوب» في المغرب، مشاهير و»مؤثرين» وأصحاب قنوات يتابعها الملايين، ويجنون من ورائها ملايين السنتيمات.
أسماء لم يكن يعرفها أحد، أصبحت لها نجومية وحظيت بشهرة واسعة، بعد أن فهمت قواعد اللعبة، وحملت شعار “جيب يا فم وقول”، ففي النهاية، لا حسيب ولا رقيب على محتويات “يوتوب»، ولا عقوبة تطولهم رغم كمية التشهير والسب والإهانات، التي يقذفون بها في وجوه المتابعين، في حق ضحايا، كل ذنبهم أنهم يختلفون معهم في الرأي، أو فقط لأنهم يرغبون بأن يدلوا بدلوهم، في قضية ما، لأنها تثير “البوز”، وبالتالي يمكن أن تجني لهم أكبر عدد ممكن من النقرات و”اللايكات».
هؤلاء “اليوتوبرز»، أغلبهم أميون، غير متعلمين، لا يفقهون شيئا، لكنهم يسمحون لأنفسهم، في غياب أي قانون رادع، أن يقصفوا ب”لايفاتهم» على مواقع التواصل الاجتماعي، شخصيات معروفة ولديها رصيدها من الاحترام لدى الناس، تجد نفسها، تتعرض ل”تبهديل» يومي وتمسح بكرامتها الأرض، وهي ترى وتسمع، عاجزة عن الرد، لا حول لها ولا قوة، خاصة أن المستوى هابط جدا ولا يمكن مجاراته. وحتى حين تلجأ هذه الشخصيات إلى المساطر القانونية، تظل عرضة للتماطل و”سير واجي”، في الوقت الذي يستمر “اليوتوبر» في نشر مزيد من المحتويات الفاضحة والمشهّرة، في تحد سافر للقانون والقضاء والعرف والأخلاق.
ويحبل “يوتوب» بالعديد من الأسماء التي تابعها الملايين سنوات، واستطاعت بفضل المحتوى المثير والشعبوي الذي تبثه على قنواتها، ويتناقله العديدون على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق “واتساب”، أن تؤسس قاعدة جماهيرية “خطيرة” مكونة من الآلاف المؤلفة من المعجبين و”الفانز» و»الجيوش»، التي تحميها من كل تهجم وتتسابق من أجل التضامن معها، ولو في ردهات المحاكم، سواء كانت ظالمة أو مظلومة.
من بين هذه الأسماء “اليوتوبر» الشهير يوسف الزروالي، الذي توبع بتهم النصب والاحتيال والضرب والجرح وخيانة الأمانة وإلحاق خسائر مادية في ملك الغير والتشهير والسب والقذف والتهديد وغيره، أو “مول الكاسكيطة» الذي توبع وحكم عليه بأربع سنوات بتهم من بينها الإهانة، بعد أن نشر “فيديو» مصورا لاقى رواجا وإقبالا كبيرين من المتابعين، يوجه فيه انتقادات حادة للمواطنين والمؤسسات، دون الحديث عن المغني الشعبي عادل الميلودي، الذي خلف وراء “لايفاته» العديد من الضحايا، الذين ظلت شكاواهم وقضاياهم حبيسة الرفوف، «وما خداو منو لا حق لا باطل”، إلى أن جاءت قضية إثبات النسب التي رفعها ضده أبناؤه، وأثارت عليه غضب جمهوره من المتابعين وعموم المغاربة وتحولت إلى قضية رأي عام، لتدخله “سوق جواه” وتخلص “العالم” من قبح لسانه.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: