الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا لدولة الكويت
أعلن مجلس الوزراء الكويتي، الثلاثاء، ولي العهد نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد، بعد وفاة الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح عن 91 عاما.
وقال مجلس الوزراء في بيان تلاه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح “عملا بأحكام الدستور فإن مجلس الوزراء ينادي بولي عهده صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا لدولة الكويت”.
وجاء ذلك بعد أن أعلن الديوان الأميري في الكويت في بيان نقلته وكالة الأنباء الكويتية “ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت”.
وقطع تلفزيون الكويت الرسمي البث وبدأ في إذاعة آيات من القران الكريم.
تولّى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عدة مناصب مهمة في الكويت، قبل أن يصبح أميرا للدولة الخليجية الغنية بالنفط الثلاثاء بعد وفاة أخيه غير الشقيق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وسمّي الشيخ نواف (83 عاما) وليا للعهد في 2006، بعد إجماع من أفراد العائلة الحاكمة الذين اختاروه لتولي المنصب، نظرا لشعبيته داخل الأسرة وصورته كسياسي متواضع يعمل بعيدا عن الأضواء.
ولعل أبرز أدوار الشيخ نواف في السلطة تمثّل في أنه كان وزيرا للدفاع وقت غزو القوات العراقية بقيادة صدام حسين لبلاده في العام 1990، قبل أن يتولى وزارة الداخلية ومنصب نائب رئيس الوزراء لمكافحة الإرهاب.
ولد الشيخ نواف في العام 1937، وهو خامس أبناء الشيخ أحمد الجابر الصباح، الحاكم الراحل الذي قاد الكويت بين عامي 1921 و1950.
تابع دراسته الثانوية في الكويت، إلا أنّه لم يكمل دراساته العليا. وقد بدأ مسيرته المهنية قبل نحو نصف قرن حين عيّن حاكما لمحافظة حولي.
وفي 1988، تولى وزارة الدفاع، وقادها خلال أشهر الغزو العراقي السبعة والتي انتهت بتدخل الولايات المتحدة على رأس تحالف عسكري في حرب الخليج الاولى عام 1991. وعيّن بعد تحرير الكويت في منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، قبل أن يتولى رئاسة الحرس الوطني في العام 1994.
عاد الشيخ نواف للحكومة وزيرا للداخلية سنة 2003، وسمي في العام ذاته نائبا لرئيس الوزراء، إلى ان أصبح وليا للعهد بعد ثلاث سنوات.
وقام الشيخ نواف بقيادة الأجهزة الأمنية خلال توليه وزارة الداخلية بين 2003 و2006، في عملية ملاحقة المقاتلين المتطرفين ما تسبّب باندلاع مواجهات دامية مع الشرطة في يناير 2005، قتل فيها شرطيان وثمانية مقاتلين متطرفين ومدنيان.
يتسلم الشيخ نواف سدة الحكم في مرحلة حساسة تشوبها التوترات الإقليمية بين السعودية وإيران، وفي خضم أزمة دبلوماسية مع قطر التي قطعت السعودية والإمارات والبحرين العلاقات معها في 2017.
ومن المتوقع أن يواصل الشيخ نواف سياسة سلفه القائمة على الوساطة بين الأفرقاء المتنازعين، إذ إن الكويت تجنّبت الانخراط في النزاعات الإقليمية وبقيت تدعو لحلها سلميا.
وخاض الشيخ صباح الأحمد صراعا مع المرض حيث أجرى في التاسع عشر من يوليو الجاري عملية جراحية تكللت بالنجاح، حسب ما أعلنه الديوان الأميري.
ولم تذكر السلطات نوعية العملية الجراحية التي أجريت للأمير لكنّ مصادر سبق أن كشفت أنّ الشيخ صباح الأحمد عانى من آلام بسبب التهاب في المسالك البولية. وصدر آنذاك أمر أميري بالاستعانة بوليّ العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح لممارسة بعض اختصاصات الأمير الدستورية مؤقتا.
وكانت وكالة الأنباء الكويتية قد ذكرت في يوليو الماضي، أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وصل إلى الولايات المتحدة، لاستكمال العلاج، مضيفة وقتها أنه في حالة صحية مستقرة.
ويلعب الأمير دورا محوريا في النظام القائم بالكويت ومثّل بسلطاته الواسعة ضمانة الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في البلد.
وحكم الشيخ صباح الأحمد الكويت العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحليف الولايات المتحدة، منذ عام 2006 بعد أن قاد الدبلوماسية الكويتية لأكثر من خمسين عاما.
وخلف الشيخ صباح الأحمد آنذاك الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي لم تسعفه حالته الصحية للبقاء في الحكم أكثر من أيام معدودة.
وشهدت الكويت في عهده نهضة تنمويّة شملت مختلف المجالات، تنفيذًا لتطلّعاته بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي.
ويحظى أمير الكويت بتقدير كبير على المستوى العربي والدولي ويلقبه كثيرون بعميد الدبلوماسية في المنطقة.
وأثمرت قيادة صباح الأحمد الجابر للكويت، منذ يناير 2006، عن خلق دبلوماسية متزنة وعاقلة في المنطقة، طالما سعت للسلام والعمل الإنساني ورأب الصدع في علاقات الدول العربية، أبرزها لعب دور الوساطة في الأزمة الخليجية قبل أكثر من 3 سنوات.
وفي عام 2014، منحت الأمم المتحدة أمير الكويت لقب “قائد للعمل الإنساني”، لجهوده في مجالات العمل الخيري والدعم الإنساني والإغاثة في مختلف أنحاء العالم.
كما بات الشيخ صباح الأحمد منذ صيف 2017، زعيما لدبلوماسية السلام بين الرباعي العربي وقطر للخروج من نفق الأزمة الخليجية.
و حَمل أمير الكويت ألقابًا عديدة طوال مسيرة حكمه للكويت، أبرزها “أمير الإنسانية” و”رجل السلام” و”زعيم المصالحة” على المستويين العربي والدولي.