أنطونيو غوتيريش ، يرفض تحركات البوليساريو بالكركرات
بعد خفوت الاهتمام الدولي بقضية الصحراء مقابل قضايا تشكل تحديا للسلم والأمن العالميين، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، البوليساريو بعدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارة المنتظمة بالمنطقة العازلة للكركرات، وذلك في رد فعل على استفزازات البوليساريو الأخيرة بالمنطقة، مشددا على الامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع القائم بالكركرات.
وكشف نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق في تصريح إعلامي، “أن منظمة الأمم المتحدة على علم بدعوات انفصاليي البوليساريو وأذنابهم من ذوي السوابق الإجرامية للقيام بتظاهرات جديدة بالكركرات بهدف عرقلة حركة السير المدنية والتجارية”.
وبمباركة جزائرية لوجيستيا وسياسيا أكدت مصادر محلية من منطقة الكركرات، المتواجدة في المنطقة بين المغرب وموريتانيا، توجه عدد من السيارات رباعية الدفع، تقل شبانا من مخيمات تندوف، بهدف إغلاق المعبر الحدودي بإقامة مخيم في المنطقة، وتعطيل حركة المرور التجارية.
وأجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مباحثات عبر تقنية المناظرة المرئية، مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وذلك على هامش الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تمحورت حول آخر التطورات المتعلقة بقضية الصحراء المغربية، وربط الوضع الحالي بقضايا الأمن والاستقرار بليبيا ومنطقة الساحل، ومجموع القارة الأفريقية.
وقال مراقبون إن هذه المواقف لن تغير من الوضع على الأرض شيئا حيث أن المنتظم الدولي يدعم الموقف المغربي المتسم بالموضوعية والمصداقية، خصوصا مبادرة الحكم الذاتي كإطار سياسي للحل الذي تؤيده كبرى الدول، مشيرين إلى أن الجزائر تشحذ دائما الدعم لدول أفريقية بعينها، لكن غالبية الدول الأفريقية لم تعد تثق في الأطروحة الانفصالية والكثير منها فتح تمثيليات دبلوماسية بكبرى مدن الصحراء.
وفي السياق ذاته جدد المغرب التزامه بإيجاد حل نهائي للخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية، في إطار وحدتة الترابية وسيادته الوطنية، حيث قال رئيس الحكومة، سعدالدين العثماني، في كلمة مسجلة السبت خلال المناقشة العامة في إطار الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن المملكة المغربية لا تزال ملتزمة بالمبادئ المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بمبدأ التسوية السلمية للنزاعات.
كما أكد رئيس الحكومة أن موقف المغرب لا يشوبه أي غموض، فلا يمكن أن ينجح البحث عن حل سياسي نهائي إلا إذا كان يندرج في إطار المعايير الأساسية الأربعة التالية المتمثلة في السيادة الكاملة للمغرب على صحرائه ومبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع المفتعل؛ والمشاركة الكاملة لجميع الأطراف في البحث عن حل نهائي؛ مع الاحترام التام للمبادئ والمعايير التي كرسها مجلس الأمن في جميع قراراته منذ 2007.
وأعاد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وضع ملفّ العلاقات الجزائرية – المغربية في الواجهة مرة أخرى عندما قال في خطابه أمام الدورة العادية الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن “الجزائر تدعو إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خاصة إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، المؤجل منذ أكثر من 29 سنة، والتعجيل بتعيين مبعوث للأمين العام الأممي”.
وحاول تبون الظهور كمحايد في النزاع إذ دعا إلى تفعيل مسار المفاوضات بين طرفي النزاع، في إشارة إلى المغرب وجبهة البوليساريو، علما أن المغرب والمنتظم الدولي يعتبران الجزائر طرفا رئيسيا في النزاع الإقليمي.
وكان الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر قد استقال من منصبه كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء في مايو 2019، بسبب ما قال إنها مشاكل صحية، والتوافق على شخصية دولية أخرى تملأ الفراغ الذي تركه بعدما دشن مباحثات جنيف بحضور أطراف النزاع في العام الماضي.
وفي رده على موقف الرئيس الجزائري شدد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن الحل لا يمكن إلا أن يكون سياسيا وواقعيا ودائما ومبنيا على أساس التوافق، مع رفض أي اقتراح متجاوز، والذي أكد الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، منذ أكثر من عشرين سنة، بطلانه وعدم قابليته للتطبيق، والهادف إلى إخراج المسلسل السياسي الحالي عن المعايير المرجعية التي حددها مجلس الأمن.
ولم يكتف تبون بتموقعه إلى جانب البوليساريو المعروف، بل اتهم في كلمته عبر تقنية التواصل المرئي، الأمم المتحدة بالمماطلة في تعيين مبعوث جديد إلى الصحراء المغربية، مسجلا بكل أسف ما تعرفه هذه القضية من عقبات تعرقل تسويتها، لاسيما توقف المفاوضات بين طرفي النزاع.
وفي هذا الصدد، ذكرت مصادر دبلوماسية ، أن المغرب حريص على الحفاظ على الهدوء في المنطقة في خضم السياق الإقليمي والدولي المتقلب، مضيفة أن تصريحات الرئيس الجزائري بخصوص الاستفتاء وتقرير المصير تؤكد على أن القيادة الجزائرية لازالت لم تستوعب قرارات مجلس الامن الذي قطع مع هذه المفاهيم في هذا الملف المعقد.
وسجل العثماني أنه من المشجع بشكل خاص أن مجلس الأمن قد كرس العملية السياسية باعتبارها الطريق الوحيد لحل سياسي واقعي وعملي ودائم قائم على أساس التوافق لإيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي.
Il y’a que la fermeté et avec force qui compte avec les marionnettes qui ont vendu leurs âmes au régime dictateur champion des trahisons et les coups bas de bas de gamme