السلطة الجزائرية مهووسة بالبقاء وغير قادرة على الحوار مع شعبها

اعتبرت صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحية عددها لليوم الخميس أن كوفيد- 19 هو أفضل حليف للأنظمة الاستبدادية ، في الجزائر كما في هونغ كونغ ، وقالت إن الوباء تسبب بخنق الحراك العفوي والسلمي والنموذجي الذي حشد الشعب الجزائري ضد الديكتاتورية لأكثر من عام. فقد تلاشت هذه الحركة الاحتجاجية عندما اجتاز الوباء البحر الأبيض المتوسط ، و أوقف الحراك الجزائري.
وقالت لوموند إنه إذا كان المجتمع المدني الجزائري قد امتثل للعقد الصحي الذي فرضته مكافحة كوفيد-19 ، فإن السلطات الجزائرية لم تحترم الهدنة؛ بل على العكس من ذلك ، فقد استخدمتها لشحذ القمع وتكثيف الاعتقالات وعزل قيادات الحراك ، الذين كانوا ، بطريقة ما  يجدون الحماية من قبل المتظاهرين في الشوارع.
وتشير  لوموند، إلى ” حالة الصحافي خالد درارني ، الذي اعتقل في 28 مارس  ، بعد عدة استدعاءات من قبل الأمن الداخلي، وأعتبرت لوموند،  أنه و في ظل نظام ديكتاتوري كان لابد من إسكات خالد والحكم عليه بالسجن عامين . كما أن اعتقاله يعكس حالة من الاعتراف بضعف السلطة المهووسة بالبقاء وغير القادرة على الحوار مع شعبها ومنغلقة في نمط حكم سلطوي و قمعي.

ورأت لوموند أن  قضية سجن خالد دراريني تعد خبراً سيئاً للغاية بالنسبة للجزائر، إذ تظهر أن نظام الرئيس عبد المجيد تبون (74 عاما) لا ينوي تغيير أسلوبه رغم الوعود بالإصلاحات. وأصبح من الواضح بشكل متزايد أن تبون ، الذي أتى به النظام العسكري- المدني الحاكم في الجزائر، لا ينوي الإصلاح الفعلي.
وأضافت لوموند: “على فرنسا أيضًا أن تتعلم دروس قمع الحراك وإدانة سجن خالد دراريني – بحيث إن باريس يجب أن لا تتحرك في اتجاه تحسين العلاقات مع الجزائر، عبر حساب تطلعات الشعب الجزائري إلى الديمقراطية وحرية التعبير.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: