الإحتراف بين مطرقة التطبيق الواقعي وسندان التخبط في الهواية والعبثية
عبد اللطيف الباز : إيطاليا
بين الاحتراف المبشر به منذ قرابة العقد وواقع الحال الموغل في الهواية والعبث والتخبط بون شاسع ، يجعل القيمين على الشأن الكروي المغربي بين خيارين لا ثالث لهما: المرور إلى السرعة القصوى وفرض إلزامية ركوب قطار التحدي للقطع مع الفترة الحالية المتميزة بالارتباك ، أو صرف النظر عن هذا المشروع وإعلان وفاته والعودة إلى التطبيع مع الارتجال والعبث والسمسرة .
بحتا الحناجر وجفت الأقلام المطالبة بنفض غبار التخبط لكن دار لقمان ما زالت على حالها في ظل إصرار الطابور الخامس على فرملة تحرك الجامعة المراهنة على تحريك المياه الراكدة . وحتى لا نوصف بالعدمية والسوداوية ندعو كل متدبر إلى إقامة المقارنة بيننا والجارة الإسبانية التي خطى فيها الاحتراف خطوات هامة ، أدخلته مرحلة المأسسة وربط المسؤولية بالمحاسبة ، ولنا في الأزمة الأخيرة التي عاشها نادي البارصا وما تلاها من فاعلات خير نموذج على أن الناس ” مشاو بعيد ” .فتأسيسا على تداعيات خروج الفريق المذل من ربع نهائي دوري أبطال القارة أمام باييرن ميونيخ ب 2 – 8 ، وتلويح ليونيل ميسي بعدها بالرحيل صوب وجهة أخرى قبل أن يصطدم بالشرط الجزائي الخيالي ( 700 مليو يورو )، أطلق عشاق الفريق حملة لسحب الثقة من رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو.
الحملة التي تحظى بدعم مرشحين محتملين للرئاسة، حصلت في وقت قياسي على قرابة 8000 توقيعا أملا في بلوغ 16520 توقيعا بحلول 17 سبتمبر اللازمة لإعمال تصويت سحب الثقة المرهون تحقيقه بموافقة ثلثي عدد أعضاء النادي البالغ 150 ألف، ومن ثمة تسريع إجراء الرئاسيات لانتخاب خليفة لبارتوميو الذي لا يحق له الترشح لولاية ثالثة.
إن النموذج الإسباني يعكس أن هناك ضوابط وأن الرئاسة لا تستند إلى مفهوم سيادة منطق “مول الشكارة” المتحكم بالنظر إلى امتلاكه سلطة الجاه والمال ، وأنها خاضعة للمساءلة من لدن عشاق النادي ، بعيدا عن سلبية وتبعية “كمشة” المنخرطين الذين يتحكم في غالبيتهم الرئيس الذي أتى بهم يوم الجمع العام ل”إغراقه” وسد الطريق على المنافس إن وجد ( ابتلينا بموضة اللائحة الفريدة)
إن الاحتراف الحقيقي يرتكز على الفكر المؤسساتي وشفافية الصفقات ومسؤولية المكتب المسير في شموليته، على الانتدابات واختيار المدرب تفاديا لكثرة التغييرات التي تربك الموسم وتحضيراته .
سئمنا من حالة التخبط هذه ، وحلمنا كبير في الارتقاء نحو الممارسة الكروية خاصة والرياضية عامة نحو الاحتراف الحقيقي .
على رأس الفنانة والوزيرة الراحلة ” ثريا جبران ” : إمتى نبداو”…تلك هي المسألة