اليقظة الأمنية تجهض مخططات الإرهاب في المغرب

نجحت السلطات الأمنية المغربية في تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش، كانت تستهدف “شخصيات عامة وأخرى عسكرية”، حسب ما ذكره مسؤول أمني مغربي الجمعة.

وكشف عبدالحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات)، أن التحريات الأولى بينت أن “الخلية الإرهابية كانت تستهدف شخصيات عمومية وعسكرية، ومقرات مصالح الأمن والدرك في المغرب”.

وأعلنت السلطات المغربية الخميس تفكيك خلية إرهابية تتكون من 5 عناصر، وتنشط في شمالي المملكة.

وأضاف الخيام أن “الأشخاص المتطرفين الذين ألقي القبض عليهم، كانوا يستعدون لتقديم البيعة لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية”.

وأوضح الخيام، في مؤتمر صحافي، أن السلطات الأمنية المغربية كانت على علم منذ البداية بتحركات أعضاء الخلية، كاشفا أن “الأجهزة الاستخباراتية لها ما يكفي من الخبرة لتتبع الأشخاص المشتبه فيهم الحاملين للفكر المتطرف والأفكار الهدامة”.

وعلى الرغم من أن الفكر الداعشي يشكل تحديا أمنيا لجميع الدول، وخاصة المغرب، المتواجد في بوابة منطقة الساحل، إلا أن يقظة أجهزة الأمن المغربية ونجاعة الاستخبارات تجهضان في كل مرة المخططات الإرهابية التي تستهدف استقرار المملكة.

وأكد محمد أكضيض عميد الأمن السابق، والخبير في القضايا الأمنية، أن العملية التي تم التخطيط لها كانت ستهز المغرب بكل المقاييس لو تم تنفيذها وكانت ستكون أقوى من صدمة العملية الإرهابية بالدار البيضاء في العام 2003، وذلك نظرا لطبيعة المحجوزات التي كانت تتوفر عليها الخلية الإرهابية والتفاصيل الموجودة، والتي تحيلنا إلى وجود ذئاب منفردة كانت تستعد لتفجيرات انتحارية.

محمد أكضيض: الأجهزة الأمنية متيقظة تماما على الحدود المغربية

وبحسب المعطيات المتوفرة، مكنت عمليات التفتيش من حجز مجسم ورقي يرمز لشعار تنظيم داعش، وثلاث سترات مفخخة في طور التحضير، وعدة أنابيب بلاستيكية تدخل في تحضير وإعداد الأحزمة المفخخة، فضلا عن ثلاثة كيلوغرامات تقريبا من نترات الأمونيوم.

وبين أكضيض أن “الخلية كانت تخطط لعملياتها من داخل أحياء شعبية اعتقادا من أعضائها أنهم سينجحون في التمويه وسط الكثافة السكانية داخل تلك الأحياء التي تعرف حركة دائبة للباعة المتجولين ودون إثارة الانتباه إلى تحركاتهم بشكل متخف كقاسم مشترك، وهو الاعتقاد الذي نسفته الأجهزة الأمنية ودليل قاطع على يقظة ومتابعة الأمن الحثيثة لكل تحرك إرهابي”.

وأوضحت إجراءات البحث أن جميع المشتبه فيهم، الذين بلغوا مراحل متقدمة في التخطيط والتحضير لمشاريعهم الإرهابية، كانوا قد قاموا بمهام استطلاعية قصد رصد وتحديد الأهداف المزمع استهدافها ومهاجمتها بواسطة عمليات انتحارية باستعمال سترات مفخخة، إيذانا بإحداث خسائر جسيمة وإعطاء وقع كبير لهذه العمليات الإجرامية، وذلك خدمة للأجندة التخريبية لتنظيم داعش.

وأكد المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن تنفيذ هذه العمليات الأمنية تم بشكل متزامن بمدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، وأسفر عن توقيف خمسة متطرفين تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 سنة.

وتؤكد كل المعطيات أن الخلية الإرهابية المفككة كانت تريد استغلال المناخ العام الذي ضعفت فيه التيارات الجهادية ومنها تنظيم داعش خاصة خلال فترة الطوارئ الصحية في العالم والمغرب لمحاولة التحرك بعدما تم تضييق الخناق على التنظيم.

وحسب تعبير الخبير محمد أكضيض، يصعب تطبيق أجندة التنظيمات المتطرفة في المغرب البلد الذي يتمتع بأجهزة أمنية ناجعة وهي أحلام غير قابلة للتحقيق.

ويستنتج أكضيض بالقول “إنه من خلال المحجوزات يظهر أن الأجهزة الأمنية متيقظة تماما على الحدود المغربية وعبر منافذ التهريب بالكركرات جنوبا والجهة الشرقية وعملها أسفر عن تقويض أي عملية تسريب للأسلحة النارية، كما منع الخلية المفككة من التوصل إلى سلاح للاستعمال ما جعلها تلجأ إلى وسائل تقليدية من أجل الاستعداد لهذه العملية”.

وتعلن الرباط، من حين إلى آخر، تفكيك خلايا إرهابية، وتقول إن إستراتيجية مكافحة الإرهاب نجحت في تفكيك 200 خلية إرهابية منذ عام 2003، بمعدل خلية شهريا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: