تواصل الحوار بين الفرقاء الليبيين لا يبدد المخاوف من عودة التصعيد

يتواصل الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين في المغرب وسط تفاؤل حذر إزاء إمكانية التوصل إلى تفاهمات تمهد لمباحثات بشأن حل للأزمة الليبية، فيما تتخوف مصادر أخرى من انهيار هذه المباحثات وعودة التصعيد لاسيما في ظل تلويح حكومة الوفاق، واجهة الإسلاميين، باستهداف الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر حيث تبحث حكومة فايز السراج عن ذريعة للعودة إلى أجواء الحرب.

والثلاثاء، اتهم الناطق باسم ميليشيات حكومة الوفاق، محمد قنونو، الجيش بانتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار قائلا ’’رصدنا خرقا متوقعا ومتكررا لإعلان وقف إطلاق النار هو الرابع منذ إعلان وقف إطلاق النار الذي التزمت به قواتنا البطلة‘‘.

وأضاف قنونو في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر ’’ميليشيات حفتر في محور سرت أطلقت وابلا من صواريخ غراد تجاه مواقع تمركزات قواتنا غرب سرت‘‘، موضحا ’’قواتنا أعلنت الاستنفار التام وعلى أهبة الاستعداد وفي انتظار تعليمات القائد الأعلى فايز السراج للتعامل والرد على مصادر النيران في المكان والزمان المناسبين‘‘.

وهذه الاتهامات ليست وليدة اللحظة حيث، ومنذ إعلان وقف إطلاق النار، تتالت اتهامات حكومة الوفاق للجيش الوطني الليبي باستهداف ميليشياتها غرب سرت وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من حكومة طرابلس لنسف جهود التوصل إلى تسوية والعودة إلى العملية السياسية.

وعلى صعيد آخر، تحذر أوساط سياسية ليبية من أن العقبات كثيرة أمام المباحثات المستمرة في المغرب، وحتى إذا تم التوصل إلى أرضية ملائمة للتسوية السياسية فإن هناك تجارب سابقة فشلت ما يجعل مستقبل الحل السياسي يكتنفه الغموض.

ومنذ العام 2015 تاريخ توقيع اتفاق الصخيرات، الذي ركز الأجسام السياسية الحالية في ليبيا، تعددت المبادرات من أجل حلحلة الأزمة التي طال أمدها ما جعل مراقبون يحذرون من أن يكون مصير المحادثات الجارية في مدينة بوزنيقة المغربية كمصير سلفها، لاسيما في ظل غياب ضمانات حقيقية من الأطراف المتداخلة في الأزمة لتنفيذ مخرجات هذا الحوار.

وفي هذا الإطار، قال النائب علي التكبالي “إن هناك الكثير من العوائق في هذا الحوار السياسي تبدأ بالوفدين المشاركين من المجلس الأعلى للدولة وكذلك من البرلمان الليبي، اللذين لا يملكان أي قوة على الأرض يستندان إليها لتنفيذ أي اتفاقيات قد يتوصلان إليها خلال هذه المشاورات، إضافة إلى سيطرة تنظيم الإخوان على الاجتماع المنعقد، ممثلا في أعضاء المجلس”.

وتتباين آراء الفرقاء في ليبيا بشأن حل الأزمة المستمرة في بلادهم والآليات التي تفضي إلى تحقيقه، لكنهم يشددون على أن مخرجات الحوار السياسي الجاري في المغرب قد تكون نقطة انطلاقة بشأن مباحثات متقدمة حول العملية السياسية.

تزامنا مع بدء الحوار الليبي كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار تركيا في نقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا، حيث وصلت الاثنين دفعة جديدة تضم 109 مقاتلين على متن طائرة ليبية قادمة من تركيا

وأكد عبدالله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب، مساء الإثنين، أن البرلمان لم يُصادق على اتفاق الصخيرات السياسي، الذي وقع في المغرب في عام 2015، إضافة إلى أنه لم يتم تضمينه بالإعلان الدستوري، فضلا عن أنه لم يطرح للتصويت عليه.

وقال بليحق في تصريحات صحافية إن الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين سيكون في جنيف، مُعتبرا أن اللقاء الذي يجري في المغرب بين وفدي مجلسي النواب ومجلس الدولة الاستشاري، هو مجرد اجتماع تمهيدي للحوار السياسي.

ولفت إلى أنه إذا توصل اجتماع المغرب لتفاهمات حول توزيع المناصب السيادية، يمكن حينها أن تأخذ تلك التفاهمات كقاعدة لانطلاق مفاوضات جنيف المرتقبة، مشددا على أن الاتفاق السياسي به الكثير من العيوب ويجب تعديله.

وتابع ”إذا كانت هنالك نية للتوصل إلى اتفاق أو الاستمرار في الاتفاق السياسي، يجب تعديله أولا”، مضيفا ”هذا ما سيُطرح في مفاوضات جنيف”.

ويزيد تعقد المشهد الليبي في ظل تصعيد الأطراف الأجنبية المتدخلة في الصراع، لاسيما تركيا التي لا تتوقف على توجيه الاتهامات للجيش الوطني وحشد المرتزقة لأي معركة محتملة.

وتزامنا مع بدء الحوار الليبي في المغرب كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار السلطات التركية نقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا، حيث وصلت الاثنين دفعة جديدة تضم 109 مقاتلين على متن طائرة ليبية قادمة من تركيا.

وتعقد المباحثات الليبية في المغرب استكمالا للجهود الدولية الهادفة لحلحلة الأزمة وبسط الاستقرار في ليبيا.

وقال مسؤول بالخارجية المغربية مساء الإثنين إن الحوار الليبي المنعقد في مدينة بوزنيقة سيتم تمديده ليوم أو أكثر حيث استمرت المباحثات الثلاثاء.

ويأتي ذلك بعد أسابيع من زيارة كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى المغرب بدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي.

كما يأتي بعد أسابيع من زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز للمغرب في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية والشركاء الإقليميين والدوليين لإيجاد حل للأزمة هناك.

وفيما تتجه الأنظار إلى هذا الحوار، تُطرح تساؤلات عدة حول ما إذا كانت ستتمخض هذه المفاوضات عن حل دائم للأزمة الليبية وحول مدى تطبيقها واستمرارها في ظروف معقدة وشائكة تشوب الواقع الليبي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: