ميسي الغاضب يثأر من شخص بحرق برشلونة!
غضب ليونيل ميسي، وثارت ثائرته ولم يعد يحتمل المزيد، يريد الخروج فورا من برشلونة، ولا يريد حتى انتظار نهاية عقده بعد ثمانية شهور… يريد الرحيل حتى لو استقال الرئيس المنبوذ وعدوه الشخصي جوسيب ماريا بارتوميو.
رحيل ميسي ظل على مدى الأيام الماضية حديث الساعة في كل صحف العالم، والجميع يتساءل: هل حقاً سيرحل؟ أم انه على غرار كل مرة تهديد ليس أكثر؟ الى أين سيرحل؟ السيتي ام سان جيرمان؟ وماذا سيحل ببرشلونة من بعده، خصوصاً ان هناك شبانا ومراهفين ولدوا في هذه الدنيا ولا يعرفون النادي بدون ميسي؟
بداية النهاية كانت في 23 يناير 2014 عندما أصبح بارتوميو رئيساً للنادي، خلفاً لـ”الفاسد” روسيل، ومن بعدها بدأ كل شيء يسير بانحدار، من سوء ادارة الى علاقات مشبوهة وأزمات مالية، فالسماح برحيل نيمار الى باريس سان جيرمان في 2017 أزعج ميسي كثيراً بفقدان نجم كان يعينه كثيراً في الخط الهجومي، ورغم جني أكثر من 220 مليون يورو من هذه الصفقة، الا ان ادارة بارتوميو أهدرتها على ضم كوتينيو (165 مليونا) وديمبيلي (140 مليونا)، وهما أكثر من خيبوا الظن خلال مسيرتيهما في الفريق. وبدأ العقم وسوء التخطيط يتكشف أكثر بصفقات عدة مخيبة، كأردا توران وباولينيو وأومتيتي وأندريه غوميز وغيرهم، وصولاً الى غريزمان وبريثويت، ليصبح 8 من أساسيي الفريق تزيد أعمارهم على 30 عاماً، ما يعكس فشل الادارة في قراءاة حاجيات الفريق بصورة صحيحة. ليمتد الاخفاق الى المدربين، فحتى مع اعتبار فالفيردي مدربا مغمور الاسم، الا انه حقق نجاحات مقبولة على الصعيد المحلي، وكانت علاقته باللاعبين ممتازة، رغم الاخفاق الأوروبي وخيبتي روما وليفربول، ومع ذلك أقالته الادارة، وفشلوا في تعيين بديل مناسب، الى ان استقر بهم الامر على الخيار الرابع كيكي سيتيين، بعد رفض تشافي وكومان وبوتشيتينو للمنصب في ذلك الوقت.
الخيبة امتدت الى خارج الملعب أيضاً، مع اتهام الادارة بشبهات فساد وتربح من انتقالات اللاعبين، بل أيضاً وصل حد فضيحة الاستعانة بشركة علاقات عامة تهدف الى الاساء الى نجوم الفريق على مواقع التواصل لتلميع صورة الادارة، عدا عن الاستمرار في المعاناة من العجز المالي، رغم ان برشلونة النادي الأكثر دخلاً في العالم، وتلامس مداخيله حاجز المليار يورو سنوياً.
كل هذه الخيبات، جعلت ميسي يفكر في الرحيل جدياً، بعد محاولتي 2014 و2016، خصوصاً بعد اصطدامه مع القضاء الاسباني بتهمة التهرب الضريبي وقاده الى الحكم بالحبس غير النافذ 21 شهرا، لكن في كل مرة وبسبب شخصيته الهادئة و”البيتوتية” والكارهة للتغيير، فانه كان دائما يبقى في النادي الوحيد الذي مثله في حياته، والذي جاء اليه في العام 2000 وهو في الثالثة عشرة من عمره بحثاً عن علاج لمشاكله الصحية. لكن اليوم وبعد 34 لقباً ساهم في احرازها، بينها 10 ألقاب دوري و4 أبطال اوروبا والعديد من الأرقام الشخصية، فان الوقت حان جدياً للرحيل، لكن هل سيرضى برشلونة؟
عقد ميسي ينص على ان بامكانه الرحيل مجانا، في حال طلب ذلك في نهاية كل موسم، وحتى 10 يونيو من كل صيف حتى 2021 موعد نهاية عقده، والا فان رحيله مرتبط بشرط قيمته 700 مليون يورو، وهذا ما يشدد عليه برشلونة الآن، فيما يجادل ميسي انه بسبب كورونا، فان الموسم انتهى في اغسطس وليس في يونيو وبامكانه الرحيل مجانا، ولهذا فان أي فريق مرشح لضمه سيكون حذرا في التفاوض مع النجم الأرجنتيني، لأن الامور قد تذهب الى المحاكم العمالية لفك العقد، وقد تمتد الى محكمتي الفيفا والدولية (كاس)، وقد تطول شهوراً طويلة، ويصعب التنبؤ بالحكم. وهنا يبرز سيناريو ان ميسي سيبقى لكنه لن يلعب مع الفريق خلال الموسم الجديد حتى نهاية عقده، احتجاجا منه على عدم السماح له بالرحيل المجاني، لكن اذا أرادت الادارة فعلا بيعه، وهي تريد ذلك كي تسد عجز ميزانيتها، خصوصا قبل انتخابات الربيع المقبل، لانه ينص دستور النادي، أن أي عجز ستسده الادارة الاخيرة من جيبها الخاص، ما يعني انها تود الاستفادة من رحيل ميسي بدون اغضاب الجماهير، واظهار تمسكها به على عكس الواقع، وربما ستطالب بمقابل 100 مليون يورو، اضافة الى توفير 100 مليون أخرى من رواتبه ومكافآته.
في النهاية، سيدرك البرشلونيون انهم اذا نحوا العواطف جانبا، ولم يفكروا بالأمنيات والاحلام، سيدركون أن ميسي مجرد لاعب يريد مصلحته في النهاية، مثلما أدرك عشاق ريال مدريد ان رونالدو لم يكن يهمه شعار الملكي بقدر مصلحته الشخصية، ولهذا عليهم ادراك الواقع وشكر ميسي، أحد أفضل اللاعبين في التاريخ، على عقدين من السحر.