باريس أحلى بلا طوابير ولا سياح

شكل تراجع أعداد السياح في فرنسا بسبب أزمة كورونا فرصة أمام سكان باريس والبعض من زائريها القلائل للاستمتاع بمعالمها السياحية دون عناء الوقوف في طوابير انتظار طويلة.

 باتت باريس، التي عادة ما تعج بالسائحين الذين يقومون بالتقاط الكثير من صور السيلفي في مثل هذا الوقت من العام، خاوية أكثر من أي وقت مضى، فإن أي شخص يحالفه الحظ لزيارة تلك المدينة الجميلة في الوقت الحالي، لن يضطر إلى الانتظار في طوابير لا نهاية لها.

ويستمتع سكان باريس حاليا وحدهم بإعادة فتح برج إيفل، حيث يفضل الزوار الابتعاد عن العاصمة الفرنسية، في ظل موجة جديدة لتفشي فايروس كورونا.

وقال فرانك ديلفو، رئيس اتحاد فنادق “يوم أم.آي.إتش” في منطقة باريس الكبرى، “إنه حقا وقت جيد للاستمتاع بباريس، حيث لا توجد حركة مرور كبيرة، ولا توجد قوائم انتظار عند المعالم السياحية، كما أن هناك أماكن متاحة في صالات المطاعم”.

وهو محق في ذلك، حيث أن الانتظار من أجل دخول قصر فرساي (وهو أحد أهم القصور الملكية في فرنسا ويقع في غرب وسط باريس) يستغرق 20 دقيقة فقط، وهو زمن قصير جدا، كما أنه لا توجد أي مشكلة إذا رغب المرء في شراء تذاكر لزيارة برج إيفل في مساء نفس اليوم.

ورغم أن هناك طوابير عند متحف اللوفر، كما يتدافع البعض أمام لوحة الموناليزا، إلا أن هناك عددا قليلا من الزائرين الذين ينتظرون لدخول سراديب الموتى الشهيرة في المدينة.

ويعمل القائمون على إدارة متحف اللوفر حاليا على خفض أعداد الزائرين إلى 30 في المئة فقط من قدرته المعتادة، بهدف الحد من مخاطر الإصابة بالفايروس بين الزائرين.

أما حديقة ديزني لاند باريس الترفيهية، التي استقبلت أكثر من 15 مليون زائر في العام الماضي، فقد أعادت فتح أبوابها في شهر يوليو الماضي، في ظل الحدّ من أعداد الزائرين لضمان بقائهم على مسافة آمنة بين بعضهم البعض.

كما أنه من المُلاحظ غياب السائحين في “غاليري لافاييت”، وهو أحد المتاجر الراقية متعددة الأقسام، حيث اعتاد زواره من الأثرياء الاصطفاف في طوابير لشراء سلعه الفاخرة باهظة الثمن والموجودة في طابقه الأرضي.

عدد قليل من السياح

وكان قد أعيد فتح المتجر الذي يقع في بوليفار هاوسمان، في أواخر مايو الماضي، إلا أن طوابير المتسوقين لم تعد بعد.

وتبدو المدينة كما لو كانت تحولت إلى شرفة كبيرة في الهواء الطلق، حيث سُمح للمطاعم والحانات بتشغيل صالات الجلوس الخاصة بها في الأماكن المفتوحة، حتى أواخر سبتمبر المقبل. وفي الوقت الحالي، تعج الشوارع ومواقف السيارات بالكراسي والطاولات.

ويبدو المشهد متناقضا تماما مع ما شهده عام 2019، عندما زار أكثر من 50 مليون شخص منطقة العاصمة باريس.

وقد كانت أكثر الأماكن شعبية بين الزائرين، بحسب ما ذكرته السلطات، كنيسة “ساكري كور” في مونمارتر، حيث زارها 11 مليون شخص، يليها متحف اللوفر الذي زاره 9.6 مليون شخص، ثم برج إيفل الذي زاره 6.2 مليون شخص آخر.

ويشار إلى أن الكثير من السائحين الذين يأتون إلى باريس عادة ما يكونون من أثرياء الولايات المتحدة أو الشرق الأوسط أو آسيا، وعلى وجه الخصوص من الصين. إلا أنهم في الأغلب ممنوعون من القدوم إلى مدينة النور حاليا.

وجدير بالذكر أنه من المسموح رسميا للسياح القادمين من دول الاتحاد الأوروبي السفر إلى باريس، وذلك بعد أن تم رفع القيود التي كانت مفروضة على الحدود في الـ15 من يونيو الماضي.

ومع ذلك، ما زالت هناك قيود سفر مفروضة على الكثير من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وقد يُطلب من الشخص الراغب في دول الاتحاد تقديم ما يثبت أنه أجرى فحصا حديثا لكورونا وأن النتيجة سلبية، وإما العزل ذاتيا لمدة أسبوعين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: