تشديد القيود الصحية في العالم لتجنب موجة ثانية من الوباء
فرضت دول الأحد قيودا أكثر صرامة وأغلقت الشواطئ والمطاعم في محاولة لتجنب موجة ثانية من كوفيد-19 بعدما ألقي باللوم على العائدين من العطلات كمصدر للعدوى، كما هو الحال في العديد من الدول العربية والأوروبية والآسيوية.
ووسّعت كوريا الجنوبية نطاق قيودها الصحية السارية في سيول لتشمل كامل أراضيها اعتبارا من الأحد، بدءا بإقامة الأحداث الرياضية وراء أبواب مغلقة وصولا إلى إغلاق المتاحف.
واتخذ القرار بعدما سجلت البلاد التي نجحت حتى الآن في احتواء الوباء من خلال استراتيجية اختبار المصابين وتعقبهم الفعالة، أكثر من 300 إصابة جديدة بكوفيد-19 خلال يومين متتاليين، وهو رقم قياسي منذ مارس.
وقد أعلنت الأحد أنها سجلت أعلى حصيلة يومية للإصابات بلغت 397، معظمها في منطقة سيول الكبرى التي تضم نصف عدد السكان البالغ عددهم 51 مليون نسمة.
وقال وزير الصحة بارك نيونغ-هو خلال مؤتمر صحافي السبت “نحن في مرحلة دقيقة جدا يمكن أن تشهد بداية موجة ثانية” للفايروس على الصعيد الوطني.
وفي تونس، أعادت السلطات الجمعة فرض حظر تجول بين الخامسة بعد الظهر والخامسة صباحا لأسبوع في مدينة الحامة في جنوب شرق البلاد التي تشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات.
وتسعى الدولة الواقعة في شمال أفريقيا إلى مواجهة الموجة الثانية للفايروس منذ أن أعادت فتح حدودها في 27 حزيران في إطار خطوات لتخفيف الإغلاق وإنعاش الاقتصاد وخاصة صناعة السياحة الحيوية.
لكن منذ ذلك الحين، سجلت تونس عودة كبيرة للعدوى، تجاوزت 100 حالة في اليوم خلال الأسبوعين الماضيين.
وسيستمر حظر التجول في بلدتي الحامة والحامة الغربية حتى 27 آب.
وقالت الحكومة التي أعلنت 2543 حالة إصابة بالفايروس إلى جانب 63 حالة وفاة، إنها لن تغلق الاقتصاد مرة أخرى لأن الخسائر الناجمة عن الإغلاق كانت فادحة.
ودخل لبنان مجدداً في مرحلة جديدة من الإغلاق العام تستمرّ أسبوعين في وقت يواجه أعداد إصابات قياسية وينبغي التعامل مع مستشفيات ممتلئة بمرضى كوفيد-19 وجرحى تفجير الرابع من أغسطس.
وفي الأردن قررت السلطات تعليق قداس الأحد في كنائس عمان والزرقاء، وحظر شامل يوم الجمعة في كليهما، ورفع العزل عن لواء (منطقة) الرمثا، الثلاثاء، حال استقرار الوضع الوبائي، مع تسجيل 44 إصابة جديدة بكورونا.
وقال متحدث الحكومة أمجد العضايلة، ووزير الصحة سعد جابر أمس السبت خلال مؤتمر صحفي إن الإجراءات، التي تم تحديدها، تأتي استجابة للتطورات “المقلقة” بأعداد الإصابات.
كما قررت الحكومة، تمديد ساعات الحظر المسائي، في جميع محافظات المملكة، ساعة أخرى للمواطنين والمنشآت، لتبدأ في العاشرة والحادية عشرة على التوالي، وحتى السادسة صباحاً.
وفي المغرب، أعلنت وزارة التعليم مساء السبت، أنها قررت اعتماد “التعليم عن بعد” في الموسم الدراسي الجديد لجميع المراحل، بسبب الجائحة.
وفي أوروبا ايضا، تتزايد المخاوف من حدوث موجة ثانية أيضا، خصوصا في إيطاليا.
فقد سجلت منطقة روما خلال 24 ساعة عددا قياسيا من الإصابات الجديدة منذ بداية الوباء في مارس ومعظمها مرتبط بالعودة من الإجازات.
ويشار خصوصا إلى العائدين من سردينيا في جنوب إيطاليا والتي نجت من الموجة الأولى من الفيروس لكن حركة السياح والمحتفلين غير الحذرين، ساهما في عودة انتشار الفايروس.
وإزاء تفشي الفيروس مجددا، دعا رئيس منطقة لاتسيو نيكولا زينغاريتي إلى فرض “ضوابط طارئة مع اختبارات في أماكن المغادرة” عند مغادرة الجزيرة.
وفي ألمانيا أيضا، ازداد عدد الإصابات الجديدة بشكل حاد في الأيام الأخيرة بسبب العودة الهائلة للسياح الألمان الذين أمضوا عطلاتهم في مناطق موبوءة في الخارج، وفقا للسلطات.
وفي إيرلندا، قررت السلطات هذا الأسبوع تشديد القيود على التجمعات، بحد أقصى ستة أشخاص في مكان واحد مغلق.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الإيرلندي ميتشل مارتن الأحد أنه سيدعو البرلمان إلى الانعقاد بعد فضيحة سياسية مرتبطة بفيروس كورونا، وطلب من المفوض الأوروبي للتجارة الإيرلندي فيل هوغان الاستقالة لتورطه فيها.
وجاء هذا القرار بعد عاصفة أحدثتها في الطبقة السياسية خلال الأسبوع الجاري معلومات عن عشاء راقص تم تنظيمه في مخالفة للقيود الصحية المرتبطة بوباء كوفيد-19.
ونظم العشاء مساء الأربعاء لمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس نادي الغولف التابع للبرلمان، بحضور 82 مدعوا بينهم فيل هوغان. وقد أدى إلى استقالة عدد كبير من المسؤولين بينهم وزير الزراعة دارا كالياري.
في إيرلندا كما في أي مكان آخر في أوروبا، تستعد السلطات لبدء العام الدراسي الجديد فيما أوصت منظمة الصحة العالمية بأن “يلتزم الأولاد الذين هم في سن ال12 وما فوق بوضع الكمامات كالراشدين”.
وفرضت فرنسا وضع الكمامة “بشكل منهجي” في الفصول الدراسية في المدارس الإعدادية والثانوية في بداية سبتمبر.
وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران خلال مقابلة مع “جورنال دو ديمانش” الأحد “نحن في وضع محفوف بالمخاطر” في مواجهة وباء كوفيد-19، متخوفا من انتقال العدوى من الشباب إلى الأشخاص الأكبر سنا. الذين يعتبرون أكثر ضعفا.
ولفت إلى أن الوباء “لم يتوقف عن الانتشار (…) ولم يتم السيطرة عليه إلا خلال فترة الإغلاق ومن ثم خلال مرحلة رفع القيود الصحية بشكل تدريجي”، مشددا على أنه بعد إلغاء التدابير التي كانت مفروضة لمكافحة الفيروس، سيعود الوباء ويتفشى مرة جديدة.
وفي العالم، تجاوز عدد الوفيات بالوباء عتبة 800 ألف السبت.
وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هي أكثر المناطق تضررا بالوباء حيث أودى الفيروس بحياة أكثر من 255 ألف شخص. وتم تسجيل أكثر من نصف عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في العالم في أربع دول هي الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك والهند.
وقد توفي أكثر من 60 ألف شخص بالوباء في المكسيك (من بينهم 644 في الـ24 ساعة الماضية)، وهو رقم يتجاوز السيناريو “الأكثر كارثية” الذي تصورته السلطات الصحية في البلاد.
وفرضت الهند إجراءات صارمة خلال عطلة غانيش الدينية التي بدأت أخيرا. كما خفضت إمكانية الوصول إلى الشواطئ خلال هذا المهرجان الذي يستمر عشرة أيام التذي تتخلله مسيرات تشارك فيها أعداد كبيرة من الناس باتجاه بحر العرب، حيث تُرمى في المياه تماثيل الإله الذي يأخذ شكل فيل محبب جدا.