وزارة الصحة المغربية تعلن تسجيل 1537 إصابة و30 وفاة بالفيروس
تواصل الإصابات بفيروس كورونا المستجد بالارتفاع في المغرب ومعها عدد الوفيات نتيجة الإصابة، وتجد السلطات نفسها أمام خيار العودة إلى الإغلاق الشامل، لأن ما يعتقد أن توسع انتشار الفيروس وارتفاع إصاباته ووفياته يعود إلى رفع الحجر الجزئي الذي شهدته البلاد منتصف يوليو الماضي.
وكشفت وزارة الصحة، أمس الأحد، تسجيل 1537 إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس خلال الـ24 ساعة الماضية، لتصل الحصيلة التراكمية للمصابين إلى 52.349 في المغرب.
وأفادت الوزارة أن الفترة نفسها سجلت 30 حالة وفاة جديدة، ليصل مجموع الوفيات إلى 888.
وكانت وزارة الصحة كشفت أمس الأول السبت، عن تسجيل 1565 إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس خلال الـ24 ساعة السابقة، وأفادت المعطيات الرسمية للوزارة السبت بأن الفترة نفسها عرفت تسجيل 41 حالة وفاة جديدة.
وقالت الوزارة السبت، في بلاغها اليومي حول تطورات الفيروس في المغرب، إن معدل الإصابة بفيروس كورونا قد بلغ 4,3 حالات لكل مئة ألف نسمة، بعد تسجيل 1565 إصابة مؤكدة جديدة، ونسبة الفتك الإجمالية وصلت 1,7 في المئة نتيجة 41 وفاة إضافية رفعت حصيلة الوفيات إلى 858، وذكرت أن «هذا المعدل سيرتفع بشكل تدريجي إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه».
وأكد معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة، أن «الحل المتوفر حالياً والفعال هو الالتزام بالتدابير الوقائية»، وأن هناك مجهوداً يبذل في التشخيص والعلاج، بينما عدد الحالات النشطة يعرف ارتفاعاً ليصل معدلها التراكمي إلى 41,1 حالة لكل مئة ألف نسمة، وبلغ عدد الحالات الحرجة 186 حالة بمختلف أقسام العناية المركزة والإنعاش.
وبقيت جهة الدار البيضاء سطات تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الحالات المسجلة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية؛ وبلغت 405 حالات من بينها 337 في الدار البيضاء و24 في الجديدة و13 في النواصر، و8 في برشيد و7 حالات في المحمدية ومثلها بالسطات، و5 في مديونة بالإضافة إلى حالتين بكل من في بن سليمان وسيدي بنور.
وتم تصنيف جهة مراكش آسفي في الرتبة الثانية بتسجيلها 391 حالة جديدة؛ من بينها 289 حالة في مراكش و73 حالة في الحوز، و13 في الصويرة ثم 6 حالات في قلعة السراغنة، و4 في اليوسفية و3 في آسفي، وحالتان في شيشاوة و1 على مستوى إقليم الرحامنة، بينما جهة فاس مكناس ضمن الرتبة الثالثة بـ 280 حالة من بينها 85 في فاس و70 في تازة، و56 في صفر و31 في مكناس، و24 في الحاجب و9 حالات في بولمان و3 في افران و2 في تاونات.
في الرتبة الرابعة جهة الرباط سلا القنيطرة بـ129 حالة إصابة مؤكدة؛ من بينها 43 حالة في سلا و34 بالقنيطرة و29 حالة غفي الصخيرات تمارة، و16 حالة في العاصمة الرباط و4 في الخميسات، وحالتان في سيدي قاسم وحالة في سيدي سليمان، وبعدها جهة في ني ملال خنيفرة التي سجلت 128 حالة؛ 50 منها في في ني ملال و35 في خريبكة، و23 في خنيفرة و12 في الفقيه في بنصالح، و8 في أزيلال، متبوعة في جهة طنجة تطوان الحسيمة التي عرفت 110 حالات حديثة؛ من بينها 58 في طنجة و16 في الحسيمة، و15 في تطوان و11 في شفشاون، و6 في المضيق الفنيدق و4 اكتشفت في العرائش.
وسجلت جهة سوس ماسة 40 حالة من بينها 34 حالة في أغادير ادوتنان و3 بتارودانت وحالتان في انزكان، وحالة باشتوكة ايت باها، تليها جهة الشرق بـ33 حالة من بينها 11 حالة في الناظور و10 في وجدة انجاد، و8 في جرسيف وحالتان في بركان، وحالة في كل من فكيك وجرادة، بينمما جهة درعة تافيلالت عرفت بروز 24 حالة جديدة؛ من بينها 23 في ورزازات و1 في زاكورة، أما جهة الداخلة واد يالذهب فقد عرفت 16 حالة إضافية، ثم جهة كلميم وادي نون بـ6 حالات؛ 3 في سيدي افني و2 في طانطان و1 في كلميم ثم جهة العيون الساقية الحمراء بـ3 حالات كلها في إقليم السمارة.
وفي تحليل المعطيات الرسمية قالت الوزارة في بلاغها إن نسبة التعافي من الجائحة محددة في 68,96 في المئة بعد شفاء 841 و35.040 في المجموع، ونسبة الفتك 1,69 في المئة بمجموع 858 وفاة، أما عدد متلقي العلاجات من «كوفيد-19» في المملكة يصل حالياً إلى 14.914.وأعلنت حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب عن تسجيل 115 إصابة في صفوف هذه الفئة في ظرف أسبوع واحد، متهمة الوزارة بالتكتم على العدد الحقيقي للمصابين وتفيد المعلومات بأن هناك 350 حالة مؤكدة لفيروس كورونا في صفوف الممرضين وتقنيي الصحة في المغرب.
ونشرت الحركة لائحة كاملة بأعداد ومكان اشتغال الممرضين وتقنيي الصحة المصابين، على صفحتها بفيسبوك. وأكدت أن العشرات من الممرضين وتقنيي الصحة في العزل الصحي ينتظرون نتائج التحاليل المخبرية.
وتخوض الحركة سلسلة من الوقفات الاحتجاجية في هذا الأسبوع، للمطالبة بتوفير الحماية اللازمة للشغيلة الصحية، والرفع من تعويضات الأخطار المهنية.
من جهة أخرى، قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن الوضع الوبائي في المغرب يدعو للقلق سواء على المستوى الصحي أو المجتمعي، حيث إن العديد من المؤشرات لا تدعو إلى التفاؤل، وفي مقدمتها ارتفاع أعداد الإصابات اليومية بالفيروس بعد أن انتقل المغرب من وضع وبائي يتسم بانخفاض عدد المصابين بفيروس كورونا بحوالي 40 إلى 60 حالة إصابة يومية إلى الألف ونيف من الإصابات كل يوم.
واعتبر حمضي أن تطور معدل ارتفاع الوباء وارتفاع الحالات الإيجابية المكتشفة ينذر بوقوع كارثة صحية وسقوط المزيد من الضحايا، بالنظر إلى انتقال الوضع من حالة واحدة في كل مئتي حالة إلى حالة واحدة من كل 20 حالة كما أن ارتفاع عدد المتواجدين في أقسام الإنعاش، وارتفاع عدد الوفيات، يعتبر مؤشراً آخر يوضح مستوى خطورة الوضع الوبائي الذي وصل إليه المغرب.
وأكد حمضي أن المنظومة الصحية لم تعد لها نفس القدرة على مسايرة واستيعاب المرضى، إلى جانب إصابة الطواقم الطبية نفسها بالمرض، الذي انتقل من حالة واحدة في اليوم، إلى 10 كل يوم في صفوفها، وهو تطور يدعو فعلاً إلى القلق.
وقال إن المغرب اتخذ إجراءات استباقية وقوية في المرحلة الأولى من انتشار الفيروس، كما كان ملاحظاً أن المواطنين التزموا بالإجراءات الاحترازية بادئ الأمر، وهو ما مكن من تحقيق نتائج لم تتحقق في دول متقدمة، «إلا أنه للأسف تخلى الكثير من المواطنين عن التزام بالإجراءات الاحترازية بعد رفع الحجر الصحي، وتهاون أغلبهم في الأخذ بالاحتياطات كارتداء الكمامات والتزام التباعد الجسدي، مما أدى إلى انتقال العدوى بسرعة كبيرة».
وأكد حمضي على أهمية الحجر الصحي في كبح جماح الجائحة، مبرزاً أن العديد من الدراسات والأبحاث أثبتت أن الحجر الصحي نظام فعال في الحد من انتشار الأوبئة، على اعتبار أنه إجراء للتحكم في عدد حالات الإصابات، وإعطاء فرصة للباحثين من أجل إيجاد لقاح مناسب للفيروس. وأن تطورات الوضعية الوبائية قد تفرض العودة إلى اعتماد الحجر الصحي، في حالة وصول الوضع مرحلة الانفلات كما حصل مثلاً في لبنان، وذلك من أجل تجنيب البلاد كلفة غالية لا تستطيع تحملها.