حرب المساجد في بلجيكا بطلتها السعودية و الإمارات بأيادي مرتزقة مغاربة
ألغت الحكومة البلجيكية اتفاقا أبرمته مع السعودية قبل نصف قرن يمنح السعودية صلاحية إدارة المركز الإسلامي والثقافي في بلجيكا، أو ما يعرف بالمسجد الكبير في العاصمة بروكسل، التابع لرابطة العالم الإسلامي.
قرار إلغاء الاتفاق، الذي أبرم عام 1968 ومدته 99 عاما، جاء استجابة لتوصيات لجنة تحقيق برلمانية تكونت بعد هجمات 22 مارس 2016 التي تبناها داعش وخلفت 32 قتيلا في بروكسل.
بعدما أكدت نتائج التحقيقات إن الذين كانوا يشرفون على هذه المؤسسة “كانوا يروجون ” لإسلام “سلفي وهابي” يمكن أن ” لعب دورا كبيرا جدا في التطرف العنيف”، وأوصت بإخضاعه لإدارة جديدة.
أوروبا.. سوق ديني مفتوح
نقل تسيير إدارة المسجد الكبير الذي كان يعتبر وكرا للتيار السلفي إلى كيان جديد يضم المجلس التنفيذي لمسلمي بلجيكا (إلى نصابها بعدما كان بعض المغاربة يسترزقون و يدعمون الوهابية و إنتشارها بين المغاربة ببلجيكا بتنظيمهم لندوات و حفلات ممولة من السعودية أو الإمارات .
و لازال بعضهم يرقص رقصة النحل بين الوطنية و دعم المغرب و الإستفادة من دعم السعودية و الامارات لأغراض معادية لمصلحة الدولة المغربية ببلجيكا ، التي أصبحت الأمور واضحة عند مسؤوليها و خصوصا عندما تظهر الإزدواحية في مصالح البلاد.
و رغم تواجد مجموعة كبيرة من المساجد ببلجيكا إلا أن الجالية المغربية لازالت تطالب بمسجد مغربي تابع لوزارة الأوقاف المغربية و مسؤولا منها يعمل على نشر المذهب المالكي و التسامح بين الأديان ببلجيكا .
“و لا ننسى الفترة السابقة عرفت استغلال مسلمي بلجيكا من طرف فكر ليس هو فكرهم وبعيد عن إسلامهم المالكي الأكثر تسامحا واعتدالا”.
ويعتنق أغلب مسلمي بلجيكا المذهب المالكي السائد في دول شمال أفريقيا. ويمثل القادمون من هذه البلدان أكبر جالية إسلامية في البلاد.
دول شمال أفريقيا، خاصة المغرب والجزائر، تخوض بدورها صراعا مريرا على النفوذ وسط مسلمي أوروبا، خاصة فرنسا.
فالمشهد الديني في أوروبا “سوق ديني مفتوحة تتدافع فيها مؤسسات دينية وثقافية وحركات إسلامية دعوية وسياسية وجهادية وصوفية”، ويؤطرها “بتنافس شديد” فاعلون دينيون ينهلون من مرجعية عقدية ومذهبية مختلفة تسعى إلى الهيمنة تستغل نمادج مغربية تفكر فقط في المال مجردة من الكرامة و الوطنية .
صراع نفوذ
المكون الشيعي حاضر بدوره في المشهد الديني في أوروبا حيث إيران نجحت في تصدير أيديولوجيتها إلى بعض مسلمي أوروبا، حيث توجد حسنيات يستعملها المسلمون الشيعة”.
ويتمثل الوجود الشيعي في أوروبا عبر مؤسسات دينية تنتشر في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وبريطانيا التي تضم وحدها أزيد من 26 مركزا شيعيا و70 حسينية ومسجدا جلها تحت إدارة مجلس علماء الشيعة في أوروبا.
وتحاول الدول المغاربية، التي تتوفر على جالية مسلمة مهمة في أوروبا، الحفاظ على مذهبها المالكي في أوساط مواطنيها، فيما تسعى السعودية إلى دعم الفكر السلفي.