نكون أو لا نكون

محمد الفزازي

عندما يُفرد الملك خطبة ذكرى ثورة الملك والشعب بموضوع واحد ووحيد، ويركز عليه دون غيره من مواضيع أخرى غاية في الأهمية، فاعلم أن الخَطْب جلل، وأن المُصابَ عظيم. وأنها قضية حياة أو موت. إنه موضوع جائحة فايروس كورونا. موضوع عنوانه نكون أو لا نكون.
الفايروس يجوس خلال ديارنا، يهدد أرواحنا وحياة أحبابنا. الفايروس يفتك ويقتل، وهو يعيش بيننا وفي بعضنا.
والإجراءات معلومة والاحترازات معينة، ومع ذلك يأبى بعض المتهورين إلا إمعاناً في اللامبالاة والاستمرار على الاستهتار.
الملك شخصياً يدق ناقوس الخطر، ليس وزير صحة ولا وزير داخلية ولا ولا… بل الملك نفسه. وهذا يشي بالخطورة البالغة. وينبئ عن تشديد غير مسبوق لا قدر الله، أو نخضع كلنا للتعليمات الصحية ونطاوع أولي الأمر منا. الأمر بيدنا نحن الشعبَ، الملك فعل ما يجب عليه فعله وزيادة… والحكومة فعلت ما عليها أو يكاد. ورجال الأمن والداخلية والأطر أولو الاختصاص بُحّت حناجرهم، وأُرهِقت أقفاؤهم (جمع قفا) دون وهْن أو وهَن (وما ضَعُفوا وما استكانوا) والباقي علينا نحن طوْعاً أو كَرهاً.
منبع الخطر، إذن، ومصدر البؤر، معلوم ومعروف. إنه هاهنا في بعض الأحياء “الشعبية” وبعض المصانع المستهترة. والواجب عزْمٌ وحزْمٌ وحسْم…
دون هذا، فهو ليس إلا الانتحار والقتل العمد عن ترصد وسبق إصرار.
علينا جميعاً، كرجل واحد أن نتصدى لمن يخاطر بحياتنا ويغامر بحياته هو، ويضع عافيتنا ووجودنا في مهبّ الريح.
مرة أخرى ، نقول: المتهورون يثقبون السفينة فلا نتركهم وما أرادوا. ولئن تركناهم يثقبون ويعبثون… فلا نلوم إلا أنفسنا بعد ذلك فالغرق محتوم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: