المغرب آمن بإذن ربه

محمد الفزازي

في هذه الأيام، وقبلها بأسابيع وشهور، تداعت أقلامٌ وألسنٌ ومنابر ومواقع، كلٌ من موقعه، لهدف واحد، هو الفتُّ في ساعد المغاربة وتماسكهم وتمسّكهم بثوابتهم، والتفافهم حول وحدتهم… هؤلاء تكاثروا وتناصروا وتظاهروا وظاهروا على الوطن… مشككين ومرجفين، بعد أن تفرقوا شذر مذر في أصقاع أوروبا وأمريكا، لا همّ لهم إلا تصوير المملكة كأنها على جرف هارٍ. وكأن البلاد على وشك الانهيار.

تألمت لهؤلاء المساكين الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه من عداوة وعدوان على بلادهم، ومن تحالف وتآلف مع الخونة والانفصاليين…

ألمي هذا ألزمني مخاطبتهم بما يلي:

إن المغرب دولة ضاربة في التاريخ، جذوره عميقة في تربة الإسلام، من يراهن على النفخ والتهويل في اختلالات ونقائص وهشاشة وفقر وفساد هنا أو هناك للنيل منه ومن شعبه فهو واهمٌ واهنٌ…

هذه البلاد مهما حصل فيها من سوء وشر – مثله مثل باقي الأرض… – وهذا الشعب مهما أصيب بمكروه وابتلاء، فإنه إذا تعلق الأمر بوحدة وطنه، وشرعية نظامه، وحماية  ثغوره، وصيانة حدوده، وتثبيت وجوده… فالموضوع يختلف.

لا تتعبوا أنفسكم، معاشر المتربصين، فقد حاول من قبل القذافي وجمال عبد الناصر والخميني وآخرون بالسلاح والديبلوماسية والرشاوى والدسائس… والحروب والانقلابات … ففشلوا جميعهم، وخابوا وخسئوا… وها هو الوطن قائم الأركان، مرفوع الهامة، ينتقل من نصر إلى نصر، ومن إنجاز عملاق إلى آخر، ويفتح الآفاق، ويؤسس الأسواق والاستثمارات في شموخ ونخوة، أمام ذهول خصوم الأمس وأعداء اليوم. ألا تتعظون وأنتم مجرد أصوات خسرت بعض الحظوظ في حضن الوطن فتسللت إلى الخارج لتستقوي بالأجنبي حقدا وانتقاماً.

طيب، هاأنتم أولاء تقولون ما تقولون وتكذبون وتفترون و”تفبركون”…هل ظفرتم بشيء؟ هل كسبتم مكسباً؟ لا شيء غير الصياح والعويل وتقطيع أرحامكم. أليس كذلك؟

عودوا إلى رشدكم يرحمكم الله، وعودوا إلى دفء الوطن. وناضلوا وأنتم فوق أرضه وتحت سمائه، وحاربوا الفساد والاختلالات من خلال المؤسسات والهيئات… دون مساس بثوابت الأمة ديناً ووحدة ونظاماً. ونحن معكم ولن يَتِرَنا الله أعمالنا وأعمالكم.

اتعظوا بمن سبقكم والسعيد من اتعظ بغيره.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: