وزارة الصحة المغربية تعلن تسجيل 1472 إصابة و26 وفاة بالفيروس
رغم تشدد السلطات المغربية في تطبيق إجراءات الحجر الصحي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، إلا أن الأطباء يتوقعون إصابة 80 في المئة من المغاربة إذا لم يلتزم المواطنون وواصل عدد الإصابات الارتفاع وبات معدلها خلال الأسبوعين الماضيين نحو 1400 إصابة يومياً، والوفيات نحو 20.
وتواصلت وفيات فيروس «كورونا» بالارتفاع، وسجلت خلال الـ24 ساعة فقط 26 وفاة جديدة أغلبها رصد في ثلاث مدن مغربية.
وكشفت وزارة الصحة المغربية، الأحد، أن 70 في المئة من الوفيات الـ26 الجديدة، أي 18 وفاة، سجلت في مدن الدار البيضاء ومراكش وطنجة، فيما سجلت حالتا وفاة بكل من فاس وورزازات، ثم حالة وفاة بكل من صفرو ومكناس وتمارة وخنيفرة.
وقالت في بيانها اليومي حول تطورات انتشار الفيروس، الأحد، إنه تم التأكد من 778 حالة شفاء إضافية، لتبلغ حصيلة التعافي 29.344 حالة، وسجلت 1472 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الـ24 ساعة السابقة، لتصل الحصيلة التراكمية للمصابين إلى 42.489 وبلغ عدد الحالات المستبعدة، بعد الحصول على نتائج سلبية تهم التحاليل المختبرية 1.563.124 منذ بداية انتشار الفيروس على المستوى الوطني بداية مارس الماضي.
توزع الإصابات
وتوزعت الإصابات الـ 1472 الجديدة على جهة مراكش آسفي 303 حالات، منها 209 في مراكش، و40 في الرحامنة، و28 في الحوز، و12 في آسفي، و9 في شيشاوة، و3 في اليوسفية، وحالتان في قلعة سراغنة. تلتها جهة فاس مكناس بـ 225 إصابة، منها 63 في فاس، و39 في مكناس، و34 في تازة، و32 في صفرو، و24 في بولمان، و18 في تاونات، و7 في إفران، و6 في مولاي يعقوب، ثم حالتان في الحاجب.
وبلغت الإصابات الجديدة في بني ملال خنيفرة 224 حالة، منها 150 في بني ملال، و31 في الفقيه في نصالح، و27 في خنيفرة، و14 في خريبكة، وحالتان في أزيلال وسجل في جهة البيضاء سطات221 حالة، منها 192 في البيضاء، و11 في المحمدية، و7 في النواصر، و5 في كل من مديونة والجديدة، وحالة في برشيد. بينما رصدت 150 حالة في جهة الرباط سلا القنيطرة، منها 55 في سلا، و39 في الصخيرات تمارة، و27 في القنيطرة، و16 في الرباط، و7 في سيدي قاسم، و6 في الخميسات.
وسجلت طنجة تطوان الحسيمة 145 حالة، منها 74 في طنجة، و22 في الحسيمة، و20 في العرائش، و14 في تطوان، و12 في المضيق الفنيدق، وحالتان في الفحص أنجرة، وحالة في وزان. بينما رصدت درعة تافيلالت 112 حالة، منها 75 بالرشيدية، و25 في ورزازات، و10 في زاكورة، وحالة بتنغير وميدلت. أما الجهة الشرقية فسجلت 31 حالة، منها 21 في جرسيف، و4 في فكيك، و3 حالات في وجدة، وحالتان في توريرت، وحالة في بركان.
وسجلت باقي الإصابات في جهة سوس ماسة بـ 28 حالة، و16 في أغادير إدوتنان، و6 في تزنيت، وحالتان بفي ل من طاطا وإنزكان آيت ملول، وحالة في كل من شتوكة آيت بها وتارودانت، فيما انضافت 22 حالة إلى جهة الداخلة وادي الذهب، منها 20 في الداخلة، وحالتان في أوسرد، ثم 8 حالات في كلميم واد نون، منها 6 في طانطان، وحالة بكل من أسا الزاك وسيدي إفني. في حين سجلت 3 حالات في العيون في جهة العيون الساقية الحمراء.
وأفادت معطيات وزارة الصحة أن معدل الإصابة التراكمي بلغ 117 لكل مائة ألف نسمة، بعد أن سجل خلال الـ24 ساعة السابقة 4 إصاباتبالوباء في صفوف كل مائة ألف نسمة.
وكان معدل الإصابة الأكبر في مدينة بني ملال بـ25 حالة لكل مائة ألف مواطن، فيما بلغ المعدل ذاته في الرشيدية 17 حالة، وفي مراكش 14 وفي الرحامنة 12، وفي صفرو 11 حالة.
وبلغت الحالات الخطيرة إلى حدود يوم الأحد 161 حالة، منها 65 تحت التنفس الاصطناعي. وتوجد أغلب هذه الحالات في جهة البيضاء سطات بـ47 حالة، و37 في طنجة تطوان الحسيمة، و30 في مراكش آسفي، و18 في فاس مكناس، و10 في درعة تافيلالت، و9 في الرباط سلا القنيطرة، و5 في سوس ماسة، و4 في جهة الشرق، وحالة في جهة الداخلة وادي الذهب.
وأغلقت السلطات المغربية، الأحد، إغلاق أحياء عدة في الرباط العاصمة، والدار البيضاء ومراكش، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس. وأفاد بيان رسمي بتعزيز عمليات الرقابة الصحيّة في هذه الوجهة السياحية وإغلاق بعض الأحياء كلياً أو جزئياً لاحتواء انتشار الفيروس.
وأعلنت السلطات في الدار البيضاء إغلاق عدة أحياء للحد من تفشى الوباء الذي يسجل يومياً أعلى معدل إصابات في العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وأُطلقت حملة في شوارع الرباط ومراكش للتوعية على أخطار التراخي في تطبيق التدابير الوقائية، على غرار وضع الكمامة والتباعد الجسدي، وفق المصدر نفسه الذي أعلن تشديد الرقابة على مداخل المدينة وأحيائها، واتخذت مؤخراً إجراءات مماثلة في طنجة وفاس، وهي بين المدن الأشد تضرراً من الوباء.
وقال وزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب، أمس الاثنين، في الرباط، إن المغرب سيشارك في التجارب السريرية المتعلقة بـ»كورونا المستجد» للحصول على الكمية الكافية من اللقاح المضاد للفيروس في آجال مناسبة.
وأوضح في تصريح للصحافة، أن «البلاد ستنخرط، وعلى غرار عدد من الدول ومع عدة دول، في تجارب سريرية لهذا اللقاح، نظراً لتوفرها على الترسانة القانونية الكافية لتأطير هذا اللقاح».
وأكد وزير الصحة أن الهدف من المشاركة في التجارب السريرية، هو تمكين المغرب من تحقيق الاكتفاء الذاتي أولاً، والتموقع للحصول على الكمية الكافية من اللقاح في الوقت المناسب ثانياً، وأيضاً لتحويل الخبرة حتى يتمكن في المستقبل العاجل القريب من تصنيع اللقاح.
من جهته، انتقد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، (أقوى أحزاب المعارضة) طريقة تدبير الحكومة المغربية للجائحة ووصفها بـ«الارتجالية».
وقال في ندوة نظمها الحزب في مدينة وجدة/ شرق البلاد: «للأسف، تدبير الحكومة لجائحة كورونا يرتكز على الارتجالية والتردد، وعدم التنسيق، وكثرة المتدخلين ومتخذي القرار، وإهدار الوقت والإمكانيات المادية بفعالية ضئيلة جداً، وهذا ما تسبب في انخفاض مستوى الثقة لدى المواطنين التي ارتفعت بقوة بعد تدخل الملك في بداية انتشار الجائحة».
وأكد زعيم أعرق الأحزاب المغربية بأن هناك خوفاً من المستقبل نشأ لدى المواطنين بمختلف طبقاتهم ولدى الفاعلين الاقتصاديين، وأن هذا الشي «سيكون له انعكاس كبير على تدبير الأزمة التي ستزداد عمقاً، لأن الحكومة عوض أن تجمع الكل، تقوم بتشتيت وخلق شروخات داخل المجتمع».
وأضاف بركة، الوزير السابق: «نحن نعلم بأن المعادلة صعبة العمل على حماية حياة المواطنات والمواطنين من جهة، وإنقاذ الاقتصاد الوطني من جهة أخرى، لكن تضافر جهود القطاعين العام والخاص، وتحديد الأولويات، ووضع السيادة الوطنية فوق كل اعتبار، لا يمكنه إلا أن يساهم في مواجهة هذا التحدي والخروج بأقل الأضرار من هذه الأزمة».
تحذير من انهيار المنظومة الصحية
وأكد الدكتور الطيب حمضي الطبيب والباحث في قضايا السياسات والنظم الصحية، أن استمرار الوضع على ما هو عليه يمكن أن تصل نسبة الإصابة بالفيروس أكثر من 80 في المئة، وقال: «إن الحزم في محاربة الوباء يجب أن يعتمد على ركيزتين أساسيتين، الأولى وعي المواطنين والتزامهم باحترام حقيقي للتدابير الصحية، وحماية أنفسهم من الفيروس الذي يمكن أن يمس نحو 70 أو 80 في المائة من المغاربة، وربما أكثر في حالة استمر الوضع على ما هو عليه، والثانية المنظومة الصحية وضرورة إعادة ضبط أدائها وتكيفها مع المستجدات الحالية».
وقال إن المنظومة الصحية تتحمل جانباً من المسؤولية في تفاقم الوضع وانتشار الفيروس بين المغاربة، بسبب التأخر الحاصل في تشخيص الحالات التي تظهر عليها الأعراض، والمخالطين، ما يؤدي إلى تفش أكثر للفيروس».
وأوضح أن المنظومة الصحية تتأخر في الاستجابة لنداءات بعض المصابين المحتملين، لأكثر من 3 أيام، مضيفاً أن هناك «مجموعة من المواطنين يحملون الفيروس وتظهر عليهم أعراض المرض، لكن يرفضون الذهاب للمستشفى لإجراء الاختبارات، وبالتالي يتدهور وضعهم الصحي وينقلون في وضع صحي حرج ما يزيد احتمال وفاتهم».
وثانياً، يقول حمضي، إن هناك استهتار من طرف بعض الفئات بالفيروس، وعدم احترام التدابير الصحية، بعد رفع الحجر الصحي، وبالتالي ينقلون الوباء لأفراد ذوي مناعة ضعيفة، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، داخل عائلتهم وفي الشوارع، بالإضافة إلى ما أصبحنا نلاحظه من إصابات كثيرة تهم الشباب وجزء كبير منهم يملأون أقسام الإنعاش في حالات حرجة من الإصابة».
وقال الطبيب المغربي إن الحالات المسجلة الآن أدت إلى تدهور المنظومة الصحية. وفي حالة تطور الوضع أكثر وإذا استمرت الحالات في الارتفاع، قد يؤدي ذلك إلى انهيار المنظومة الصحية ككل، ولن يقدر على مسايرة الوضع الوبائي.