مساعدات مغربية للبنان تعزز البعد الإنساني في سياسة الرباط الخارجية

أطلق المغرب جسرا جويا مكونا من طائرات مدنية وعسكرية، حيث حطت 18 طائرة بمطار رفيق الحريري الدولي ببيروت محمّلة بالمساعدات الإنسانية والطبية تضامنا مع الشعب اللبناني في محنته بعد الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت وخلّف خسائر فادحة، بشريا وماديا.

وتصدر المغرب قائمة الدول العربية والأوروبية والآسيوية وتفوّق أيضا على الولايات المتحدة الأميركية من حيث عدد طائرات المساعدات التي أرسلت إلى الشعب اللبناني بعد فاجعة مرفأ بيروت.

وأفاد الجيش اللبناني بقيام مديرية التعاون العسكري المدني في الجيش بتوزيع الحصص الغذائية على العائلات المتضررة جراء انفجار مرفأ بيروت الأليم بدءا من الأربعاء.

ووفقا للجيش اللبناني، فإن المساعدات الطبية والإنسانية التي أمر الملك محمد السادس بإرسالها لبيروت تضم 295 طنا من المواد الغذائية الأساسية ومن الأغطية والخيام و10 أطنان من الأدوية و10 أطنان من الأدوات والمعدات الطبية إضافة إلى 11 طنا من المواد الطبية والمعدات الخاصة حصريا بمواجهة وباء كوفيد – 19 (مطهرات ومواد تعقيم وكمامات وأقنعة وأغطية للرأس وسترات طبية).

ومن جهتها عبرت الحكومة اللبنانية عن عميق امتنانها وتقديرها لمبادرة الملك محمد السادس الذي “سارع للوقوف إلى جانب لبنان من خلال إرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة عقب الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت”.

وقال علي المولى السفير، مدير الشؤون العربية بوزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، إن المبادرة الإنسانية والتضامنية المغربية التي تعتبر من أكبر المساعدات التي وصلت إلى لبنان، تعدّ بمثابة موقف تضامني وإنساني من المغرب المؤمن بقيم التضامن والتآزر مع البلدان الشقيقة.

وأكدت شريفة لموير، باحثة في العلوم السياسية، أن “المساعدات المقدمة للبنان تدخل ضمن محددات السياسية الخارجية المغربية المرتكزة على التضامن العربي اللامشروط وضمن سياسية مغربية تقوم على معادلة التضامن والتعامل في إطار احترام السيادة المغربية، وكذلك على اعتبار أن ما وقع للبنان هو مصاب داخلي مغربي”.

وشدّدت لموير في تصريح لها  على أن “مساهمة المغرب رغم الظروف العصيبة التي يمر بها البلد اقتصاديا بسبب كورونا، هي تفاعل مغربي مع الشعب اللبناني بكل أطيافه وتعبير عن التضامن الأخوي لكون العلاقات التي تربط المغرب بلبنان علاقة تاريخية ومختلف الشرائح اللبنانية بتعدّدها واختلافاتها”.

مبادرات العاهل المغربي على مدى سنوات رسخت مبدأ التضامن العربي في هذه الأزمات وأسس مقاربات للبعد الإنساني عند المحن

ورسخت مبادرات العاهل المغربي على مدى سنوات مبدأ التضامن العربي في مثل هذه الأزمات وأسس مقاربات شاملة في البعد الإنساني والإغاثي عند المحن وهي المبادرات التي حظيت في السابق بإشادة دولية.

وفي هذا الإطار عبر سفير الجمهورية اللبنانية بالمغرب زياد عطا الله، عن امتنانه، مؤكدا أن هذه “المكرمة الملكية كان لها وقع كبير في نفوس اللبنانيين، وجاءت في الوقت المناسب”، مشددا على أن “العلاقات بين المغرب ولبنان عميقة ومتجذرة وأصيلة ولا تزيدها الأيام سوى رسوخ وصلابة وتجذّر”.

وبدوره أكد مدير الشؤون العربية بوزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، أن المساعدات الإنسانية والطبية المغربية المستعجلة إلى لبنان، التي يقدمها المغرب تعدّ  أيضا تعبيرا عن موقف تضامني وإنساني للمملكة المغربية تجاه الشعب اللبناني، وستعطي هذه الالتفاتة دفعة إضافية للعلاقات الطيّبة والأخوية بين البلدين، مبرزا أن هذه المبادرة التضامنية ستسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.

ومن جهته، أكد سفير المملكة المغربية في لبنان محمد إكرين، أن السحابة الكثيفة التي حجبت جزءا من العلاقات اللبنانية المغربية من حوالي السنة، قد بدأت بالانقشاع، وقد عملنا مع كل أصحاب النيات الحسنة في لبنان والمغرب، على ألا تتوسع هذه الغمامة رغم كثافتها والأمور في تحسن كبير.

وقال الإعلامي اللبناني خيرالله خيرالله إن المساعدات الإنسانية والطبية المغربية المستعجلة إلى لبنان، المقدّمة بتعليمات من الملك محمد السادس بعد الانفجار المدمر الذي شهده مرفأ بيروت، تشكل مبادرة ملكية تجسد الحسّ الإنساني النبيل للعاهل المغربي تجاه اللبنانيين والتفاتة كريمة تكرس المنظور العملي للتضامن المغربي مع أشقائه اللبنانيين.

وكان الملك محمد السادس قد أصدر تعليماته بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، لإرسال وإقامة مستشفى عسكري ميداني ببيروت بهدف تقديم العلاجات الطبية العاجلة للسكان المصابين في هذا الحادث.

ويتكون هذا المستشفى الميداني من 100 شخص من ضمنهم 14 طبيبا من تخصصات مختلفة (الإنعاش، الجراحة، العظام والمفاصل، الأنف والأذن والحنجرة، العيون، علاج الحروق، جراحة الأعصاب، وطب الأطفال، والصيدلة)، وممرضين متخصصين وعناصر للدعم.

ويشتمل المستشفى المذكور على جناح للعمليات ووحدات للاستشفاء، والفحص بالأشعة، والتعقيم، ومختبر وصيدلية.

كما تضم المساعدة المغربية كمّيات من الأدوية للإسعافات الأولية ومواد غذائية (مصبّرات وبقوليات، وحليب مجفف، وزيت وسكر.. إلخ)، وخياما وأغطية لإيواء ضحايا الفاجعة، بالإضافة إلى أدوات طبية للوقاية من فايروس كوفيد – 19.

وزار قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، الأحد، المستشفى الميداني العسكري المغربي في منطقة الكرنتينا القريبة من مرفأ بيروت، معربا عن شكره وتقديره للأطقم المغربية التي تشرف على تقديم المساعدات الطبية لضحايا الانفجار المفجع.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: