هكذا سيتضاعف المصابون بالبيضاء

اكتظاظ حافلات النقل الحضري والطرامواي وخروقات فاضحة لتدابير الوقاية

لم يدفع توالي ارتفاع أرقام المصابين بكورونا، المسؤولين بالبيضاء، لتنظيم النقل الحضري والحرص على عدم مخالفة الضوابط التي أمرت بها الحكومة في ما يخص هذا النوع من الخدمات العامة، إذ شوهدت، حافلات الخطوط التي تؤمن التنقل من الحي الحسني وليساسفة والألفة إلى اتجاهات مختلفة بالعاصمة الاقتصادية، وقد امتلأت كل مقاعدها، بل اضطر البعض إلى الوقوف في الممرات المؤدية إلى البوابات، كما شوهد أربعة من مراقبي التذاكر، ينزلون من حافلة بشارع ابن سينا، ويصعدون إلى أخرى للتأكد من أن الركاب كلهم متوفرون على التذاكر، ليزيد وجودهم من اختلاط وازدحام يضاعف حظوظ نقل العدوى.
ولا تتوقف مشاهد خرق تدابير الوقاية من كوفيد 19، عند حافلات النقل الحضري، بل انتقلت عدوى الاكتظاظ إلى الطرامواي، إذ في ساعات الذروة، يكتظ بالركاب وتمتلئ كل المقاعد، عكس ما روج له من إجراءات تفيد التقليص من الحمولة وترك مقاعد شاغرة لتوفير مسافة الأمان.
وإضافة إلى ما يشهده النقل الحضري من فوضى وخرق لتدابير الوقاية، على مرأى ومسمع من السلطات، نهج بعض أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة الأسلوب نفسه، بحمل أكثر من أربعة ركاب، والتعامل بمكر مع حواجز مراقبة الطريق من قبل الأمن والدرك، إذ يختارون نقل الزبائن من الطريق سيما الذين سينزلون قبل الحواجز، ناهيك عن مراوغة آخرين للحواجز والسدود بالمرور عبر أزقة أو شوارع تخلو منها المراقبة.
وتزداد احتمالات الإصابة بعدوى كورونا المستجد، بالأسواق البلدية والعشوائية، بسبب الاكتظاظ والاختلاط وعدم وضع الكمامات والاقتراب بين الناس، وازدراء كل التدابير التي تفرضها مواجهة الفيروس، وهو الواقع الذي يكاد ينطبق على جل أسواق عمالات ومقاطعات البيضاء، ناهيك عن عودة احتلال الأرصفة والأزقة بعربات الباعة المتجولين، التي تعرف إقبالا كبيرا يكسر كل القيود الاحترازية.
وبينما تنهج السلطات مراقبة للفضاءات العامة مثل المطاعم والمقاهي، وتنزل على بعضها عقوبات إدارية، فإنها تتجنب الولوج إلى هذه الفضاءات المكتظة، ما يهدد بتجدد الإصابات وارتفاع الأرقام.
ورغم أن السلطات الحكومية نهجت خطة زعمت فيها برفع تدريجي للقيود، إلا أنه في بعض المناطق، باتت القيود غائبة وإجراءات مواجهة الفيروس معلقة، أكثر من ذلك، فالتجول والتبضع والانتقال إلى العمل، يتم دون كمامات واقية، ناهيك عن توقف تعقيم الأسواق والفضاءات التي يرتادها المواطنون.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: