واشنطن تؤكد عمق شراكتها وتعاونها مع الرباط

تعكس الرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش في المملكة المغربية مدى رغبة الولايات المتحدة في تعزيز شراكتها وعلاقاتها القوية مع المغرب.

وأشاد الرئيس الأميركي بإنجازات المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، مجددا التزامه من أجل مغرب ينعم بالسيادة والاستقرار، معربا في رسالة موجهة بمناسبة عيد العرش عن “ارتياحه للعمل إلى جانبه بصفته رائدا في أفريقيا والعالم العربي، من أجل تسريع تنمية القارة الأفريقية والنهوض بسلام حقيقي في الشرق الأوسط”.

وقال ترامب إنه ’’في عهد الملك محمد السادس عمل المغرب والولايات المتحدة على تعميق التحالف التاريخي في مجموعة من مجالات التعاون‘‘، مضيفا أن البلدين “وقعا على اتفاقية للتبادل الحر، وواجها جنبا إلى جنب آفة التطرف العنيف، وضاعفا الإمكانيات من أجل تفاهم ثقافي أفضل بين شعبينا”.

وقال هشام معتضد، الأكاديمي والمحلل السياسي المقيم بكندا، في تصريح لـ”أخبارنا الجالية ”، إن محتوى الرسالة ’’يعبر على مدى التزام واشنطن بالسهر على تقوية مختلف الروابط بين البلدين خاصة تلك المتعلقة بالملفات الجيوستراتيجية التي تجمع البلدين وحرصها على دعم هذا التعاون وتقويته ليرتقي إلى مستوى تطلعات ورغبة كل من الرباط وواشنطن‘‘.

وفي معرض حديثه عن العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن، أشار الرئيس الأميركي إلى أن “الشراكة المستدامة بين الولايات المتحدة والمغرب تجد جذورها في قيمنا المتبادلة، والتزامنا من أجل مغرب ينعم بالسيادة والاستقرار”، منوها بإنجازات المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، لاسيما في مجالات التنمية البشرية والإصلاحات السياسية والتقدم الاجتماعي.

وفي هذا الصدد، قال هشام معتضد إنه يؤكد التوجه التقليدي للولايات المتحدة في دعم التوجه السياسي الذي ينتهجه المغرب على المستوى الإقليمي وتطابق وجهات النظر بين ترامب والعاهل المغربي على مستوى إدارة بعض الملفات والقضايا المشتركة.

ترامب أشاد بإنجازات المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، مجددا التزامه من أجل مغرب ينعم بالسيادة

وأوضح الباحث المغربي أن هذا الالتزام يبرهن أيضا على مدى استعداد واشنطن للاستمرار في العمل إلى جانب المغرب من أجل تطوير برامج التعاون الاقتصادي والعسكري وذلك لتشمل كل جهات المغرب دون استثناء.

وترجمة للعلاقات الثنائية نشرت سفارة المغرب بواشنطن بمناسبة الذكرى الـ21 شريط فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، لقي متابعة واسعة من صناع القرار السياسي والسلك الدبلوماسي الأجنبي، واستعرض الشراكة الاستراتيجية المتميزة التي طالما جمعت بين البلدين.

وعلى المستوى الجهوي، تم تسليط الضوء أساسا على تكريس قيم التضامن التي توجد في صلب السياسة الخارجية للمغرب، لاسيما في أوقات الأزمات، بإطلاق العاهل المغربي مبادرة لرؤساء الدول الأفريقية تهدف إلى إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة مواجهة البلدان الأفريقية للجائحة، وإرسال مساعدات طبية إلى العديد منها.

وكان من أبرز محطات سنة 2020 التي تعزز مستويات التعاون الثنائي انعقاد الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة بواشنطن، والتي أشاد خلالها وزير الخارجية مايك بومبيو بريادة محمد السادس في “إرساء إصلاحات جريئة وذات حمولة كبيرة على مدى العقدين الماضيين”.

ويعكس تشابك المبادلات بين واشنطن والرباط في مختلف المجالات، أهمية المغرب والأدوار التي يلعبها العاهل المغربي في هذا الإطار لإرساء السلم والاستقرار في أفريقيا والعالم، ما دفع الإدارة الأميركية إلى العمل على توسيع نطاق العلاقات الثنائية.

ونظرا لثقل المغرب الجيوسياسي في المنطقة والعالم، أكد الرئيس الأميركي للعاهل المغربي أنه يسعده العمل إلى جانبه بعد تدشينه العقد الثالث في ممارسة الحكم، وبصفته رائدا في أفريقيا وفي العالم العربي، من أجل تسريع تنمية القارة الأفريقية والنهوض بسلام حقيقي في الشرق الأوسط.

وهذه إشارة تترجم الدور الهام الذي يقوم به العاهل المغربي من أجل دعم تماسك النسيج الاقتصادي على المستوى القاري وانخراطه الفِعْلي لدعم السلام في منطقة العالم العربي، ويلفت هشام معتضد إلى أن هذا الارتياح لدى واشنطن سيدفع بالعلاقات بين البلدين إلى تعميق تعاونهما والدفع بها لتشمل ملفات إستراتيجية معقدة ذات بعد أمني واقتصادي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: