جدل إعلامي وسياسي حول مغادرة الملك السابق خوان كارلوس لإسبانيا

قرر ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس، الذي يعود إليه الفضل في قيادة تحول إسبانيا من دكتاتورية الجنرال فرانكو إلى الديموقراطية، مغادرة البلاد بعد فتح تحقيقات بحقه بشبهات فساد.

وأثارت وسائل الإعلام الإسبانية تكهنات حول وجهة الملك السابق مشيرة إلى احتمال وصوله إلى جمهورية الدومينيكان، فيما رفض القصر الملكي التعليق.

وأبلغ الملك السابق البالغ 82 عاما نجله الملك فيليبي السادس بنيته مغادرة البلاد للإقامة في المنفى، وقد وافق الأخير على قرار والده، وفق ما جاء في بيان للديوان الملكي الإسباني.

وجاء في رسالة خوان كارلوس “مسترشدا بقناعتي بتقديم أفضل خدمة لشعب إسبانيا ومؤسساتها ولكم بصفتكم ملكا، أبلغكم بقراري الراهن بالتوجه إلى منفى خارج إسبانيا”.

لكن الإسبان يتساءلون إن لم يفعل ذلك رغبة منه في التنصل من مسؤولياته. ويرى المحللون أن الملك السابق البالغ من العمر 82 عاما وهو موضع تحقيق دون أن توجه إليه أي اتهامات، لم يكن لديه خيار، وإن كان الجمهور ينظر إلى هذا الرحيل بعين الريبة. وتذهب الأحزاب المناهضة للملكية للحديث عن مغادرة “مخزية”.

ويفيد استطلاع عبر الإنترنت أجرته صحيفة “أي.بي.ث” أن 68 في المئة من الإسبان لا ينظرون باستحسان إلى قرار خوان كارلوس مغادرة إسبانيا.

وقالت أرانزازو كاتالينا، وهي من سكان مدريد وتبلغ من العمر 43 عاما، بعد يوم من إعلان رحيل الملك، “كان عليه أن يبقى، إنه لأمر مخز بعض الشيء أن يغادر”، مبدية أسفها للصورة “السيئة” التي يتركها.

وكان خوان كارلوس يشير على ما يبدو إلى التحقيق الذي باشرته المحكمة العليا ضده في يونيو والذي يبحث في مخالفات محتملة ارتكبها العاهل السابق، ولكن عن أفعال ارتكبت بعد تنازله عن العرش في 2014 عندما فقد حصانته.

ويرى العديد من المختصين في السياسة الإسبانية والقصر الملكي أن الملك لم يهرب كما يتهمه المناهضون للملكية، لكنه أجبر على المنفى.

وقالت بالوما رومان، أستاذة العلوم السياسية بجامعة كومبلوتنسي بمدريد، “إنه رحيل غير طوعي”، وأضافت أن خوان كارلوس الأول “كان تحت ضغط من حكومة ابنه”.

ولاحظت أن “فيليبي حاول دائما تخفيف الضربات” الموجهة إلى النظام الملكي الذي غطته الفضائح. وقد سحب فيليبي هذا العام بالفعل الأموال السنوية المخصصة لأبيه ثم تخلى عن ميراثه.

وقال الصحافي أبيل هيرنانديز، مؤلف العديد من الكتب عن الملك، إن خوان كارلوس غادر تحت ضغط “عام وإعلامي وسياسي”. وأضاف هيرنانديز “إنه ليس ملكا يفر. إنه ملك أرغم على الرحيل.. يغادر حتى لا تلطخ مشكلاته المؤسسة الملكية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: