مغربي يقود رحلات افتراضية لاستكشاف الكواكب

لجأ أحد هواة الفلك في المغرب إلى مشاركة حبه لهذه الهواية مع متابعيه على فيسبوك ويوتيوب بهدف التخفيف من وطأة الحجر المفروض في البلاد بسبب كورونا، حيث يأخذهم في مواعيد مسائية لاكتشاف الفضاء عبر رحلات افتراضية تنطلق من سطح منزله عبر التلسكوب.

استثمر المهتمون بعالم الفلك فترة الحجر الصحي في المغرب لاسيما خلال الفترة المسائية، لإجراء رحلات استثنائية لم تكن المحطات فيها مدنا أو قرى، وإنما كواكب ونجوما.

ولجأ هواة الفلك إلى هوايتهم المفضلة لتخفيف وطأة الحجر الذي كانت السلطات الحكومية بالمغرب فرضته لمواجهة تفشي فايروس كورونا، حيث خاضوا من بيوتهم رحلات لاذوا فيها من ضيق الأرض إلى سعة السماء.

ولم يحتج محبّو علم الفلك وهم يخوضون رحلاتهم إلى السماء من على أسطح منازلهم لرخصة تنقل استثنائي، ولا لارتداء كمامات واقية، ولا لتعقيم أيديهم بالمواد المطهرة، بل إلى التلسكوبات التي كانت وسيلتهم للانطلاق في هذه الرحلات.

وما بين التأمل في الكواكب السيارة في الأفلاك، والاستمتاع بحركة الأجرام ومنظر القمر، فتح هواة الفلك عيونهم على فضاءات شاسعة تنسيهم الجائحة، وتعفيهم من تحمل وطأة القيود التي يفرضها خروجهم إلى الشوارع.

ووفقا لوكالة الأنباء المغربية، قال عبدالحفيظ باني، وهو رئيس جمعية الرباط لعلم الفلك، إن “هواية التأمل في السماء والكواكب والنجوم ساهمت بالفعل في تخفيف ضغط الحجر الصحي”. وأضاف “ذلك أنه قد صار ممنوعا علينا أن نخرج ليلا، لكن لحسن الحظ لا يوجد ما يمنعني من تأمل السماء ومراقبة أجرامها”.

وشكلت ظاهرة “القمر العملاق” مناسبة فريدة للتأمل في جمال الكون تقاسمها الملايين من الناس الخاضعين لتدابير الحجر عبر العالم بسبب الجائحة في وقت واحد ليلة 7 أبريل الماضي، وعاشها باني بكل تفاصيلها بفضل التلسكوب الذي يتوفر عليه.

وتحدث ظاهرة “القمر العملاق”، حسب علماء الفلك، عندما يتزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض، في ظاهرة نادرة الحدوث.

باني استغل فترة الحجر الصحي إلى جانب التأمل في الظواهر الفلكية في المساهمة في تأطير العديد من الورشات العلمية ذات الصلة بالفلك عن بعد

وأكد باني الذي تقاسم اللحظات التي عاشها مباشرة من سطح بيته بمدينة سلا مع متابعيه عبر حسابه الخاص بفيسبوك ومن خلال قناته على يوتيوب، “لن أقول بأنه كان لها طابع خاص بسبب الحجر الصحي، بل كان لها طابع خاص لأن القمر زاد بهاء وجمالا وضياء لقربه حينها من الأرض”. وأوضح رئيس جمعية الرباط لعلم الفلك “القمر أساسا رائع في كل مرة أراه من التلسكوب في الأيام العادية، فما بالك بالقمر العملاق”.

وكانت هذه الجلسة الافتراضية بمثابة رحلة علمية سافر فيها باني بمتابعيه إلى سطح القمر، وهو يعرض أمامهم ما يرصده التلسكوب من مناظر لا يمكن معاينتها بالعين المجردة.

كما أنه كان يتوقف في لقاءاته الافتراضية بهم عند بعض الحقائق العلمية المرتبطة بالقمر وسطحه شملت أيضا جوانب من نقاشات علمية جمعته في السابق مع علماء فلك وفضاء، وعلى رأسهم العالم المغربي، كمال الودغيري، الذي يعمل في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

واستغل باني فترة الحجر الصحي إلى جانب التأمل في الظواهر الفلكية في المساهمة في تأطير العديد من الورشات العلمية ذات الصلة بالفلك عن بعد، شكلت بدورها فرصة للجمع بين الفائدة والإمتاع. كما نظم محاضرة من إلقاء الفلكي الحسن طالبي حول “دروس وعبر من الظواهر الفلكية”، وورشة حول المطياف من إلقاء عبدالحفيظ تياهي، نائب رئيس الجمعية التونسية لعلم الفلك.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: