درس حكومي في «التباعد الاجتماعي في المغرب»… وإسدال الستار على الجزء الأول من مسلسل دنيا بطمة!
صار وزير الصحة المغربي مولعا بالظهور الإعلامي خلال فترة أزمة «كورونا». والغريب أن التصريحات التي يطلقها خلال المؤتمرات الصحافية تتغير حسب الأحوال، فبينما كان يتحدث عن كون الحالة الوبائية متحكما فيها، صار اليوم يردد أن الوضعية مقلقة جدا، بسبب تكاثر حالات الإصابة بالفيروس اللعين.
كما أن الوزير نفسه يكرر الخطاب نفسه الذي يلوكه غيره من المسؤولين المغاربة الذين ينحون باللائمة على المواطنين، معتبرين إياهم سببا في تفاقم الأزمة الصحية المرتبطة بالوباء. والحال أن الأمر لا يتعلق بتراخي المغاربة إزاء كورونا، بل بجشع رأسمالي متوحش يحوّل بعض أماكن العمل إلى بؤر لنقل الفيروس إلى العمال المغلوبين على أمرهم. ذلك أن الحكومة المغربية لا تقوى على مواجهة أرباب المصانع والمعامل الكبرى بالحقيقة، حقيقة أنهم مقصّرون جدا في الجوانب الوقائية والاحترازية.
يضاف إلى ذلك، أنه بينما يردد الخطاب الحكومي يوميا عبر وسائل الإعلام نصائح حول استعمال الكمامات والحرص على التباعد الاجتماعي، فقد بدا وزير الصحة المغربي خلال آخر مؤتمر صحافي له محاطا بمجموعة من ممثلي وسائل الإعلام، وظهر الناس متزاحمين متلاصقين، لا فجوات بينهم، لدرجة أن البعض علق ساخرا بأن الحكومة تقدم درسا بليغا في التباعد الاجتماعي، وقال آخرون على لسان الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله… عار عليك إذا فعلت عظيم!
تمريغ اسم بطمة في التراب
أسدل الستار، مساء الأربعاء، على الجزء الأول من المسلسل الواقعي الذي كانت بطلته المطربة المغربية دنيا بطمة، المتهمة بالتشهير بالفنانين والمشاهير وابتزازهم عبر حساب إلكتروني عرف بـ«حمزة مون بي بي» وحكمت عليها المحكمة الابتدائية في مراكش بثمانية أشهر سجنا نافذا. وفي انتظار استئناف الحكم إما من الأطراف المتضررة أو من طرف المطربة نفسها، فقد تناسلت التعليقات والمواقف المختلفة من القضية.
كريم السباعي، مدير التواصل في التلفزيون المغربي، أدلى بدلوه في الموضوع، حيث كتب في صفحته الفيسبوكية أن دنيا بطمة مرغت وجه عائلة بطمة الفنية في التراب، بعدما حكمت عليها محكمة مراكش بالسجن النافذ. وتابع قوله: «لم تكن تعنيني يوما ترّهاتها ولا عرض حياتها الشخصية بإثارة مبتذلة بمواقع التواصل الاجتماعي. لكن حبي الكبير للمرحومين العربي بطمة (شحرور ناس الغيوان) ومحمد بطمة (عندليب المشاهب) ناهيك عن رشيد وحميد بطمة (مسناوة) يجعلني أغضب بشدة من هذه السيدة التي بسبب تصرفاتها أصبح الاسم الفني الشامخ بطمة موصولا بالقدح والملاسنات العلنية، منتهية بجرائم إلكترونية، فقط بسبب النرجسية وتراكم العقد النفسية، بعدما أضاعت رصيدها الفني بفضل ما حباها الله به بمن صوت باطمي متميز. أما من اقترح دنيا بطمة مرتين لحمل الوسام الملكي فلا يحتاج الأمر إلى تعليق!
شكوى الممثل الفصيح
لا يفتأ العديد من الممثلين المغاربة يشتكون من تغييبهم من المسلسلات والأفلام التلفزيونية، بسبب عدم تكافؤ الفرص وعدم الإنصاف. مصطفى مزوار أحد هؤلاء المتضررين، ارتأى أن يبث شكواه عبر صفحته الافتراضية، حيث كتب ما يلي: لماذا لا نراك في إنتاجات درامية بالتلفزيون؟ هذا سؤال يطرحه علي مجموعة من الأصدقاء والزملاء والأحباب متتبعي تجربتي الفنية، وحتى ابنتي تطرح نفس السؤال. يستنكرون هذا الغياب وحسب زعمهم يجدونني طاقة مهنية ملحوظة وواعدة، الا أن الإنتاج الدرامي الوطني يتجاهلها. بل ويتساءلون هل غيابي هذا لموقف اختياري أم لارتباطي بوظيفة معينة تمنعني من الاشتغال؟ ولرفع هذا الغموض سأحاول أن أجيب:
أنا ممثل محترف أمارس مهنتي ما يزيد عن 21 سنة في إطار مشاريعي المسرحية تأليفا وانتاجا وإخراجا وتمثيلا… ولا أمارس أية مهنة أو وظيفة أخرى تعوقني عن العمل الفني، اللهم إلا البحث العلمي المعرفي والأكاديمي الذي يدخل في إطار إعداد الممثل الفنان. فأنا ممثل ملتزم بمشروع الفني وبحثي المعرفي، وجل المخرجين المبدعين والمشاركين في الإنتاج الدرامي الوطني هم أصدقائي نتشارك نفس الهوس ونتطلع جميعا للرقي بالمنتج الدرامي الوطني ونغار عليه.
لا أخفيكم أنني نفسي لا أجد جوابا لغيابي عن الانتاجات التلفزيونية. ربما كنت مقلا في التواصل والتسويق لنفسي كممثل، إلا أنني ورغم قلة ظهوري، فقد انتزعت تذكرة عبور لقلب ووجدان الجمهور المغربي، الشيء الذي يشرفني ويزيدني إصرارا على النجاح والاجتهاد ومواصلة البحث عن فرص ترضي تطلعات الجمهور.
وأورد الممثل مصطفى مزوار ما يصله من زملائه من مبررات لعدم اختياره ضمن باقي الممثلين للمشاركة في الأعمال الدرامية:
ـ أنت لا تسكن في الدار البيضاء.
ـ غبت عن بالي يا صديقي.
ـ أنت لا تتصل بنا، لا تقدم تعاز، لا تعمل الإعجاب في المنشورات الفيسبوكية.
ـ أنت متعجرف، هل تعتقد نفسك في هوليود.
ـ صارم وتكثر من الشروط.
ـ أنت ممثل جيد، ولكنك مبالغ في الجدية. حاول أن تكون أكثر مرونة، فهذا هو ما يتطلبه الوقت.
ـ حاول أن تخلق الإثارة حولك من خلال «البوز».
يجيب مزوار: بطبيعة الحال هاذ الأجوبة غير مقنعة. وهذا المخاض أعيشه يوميا خصوصا مع هذا الحجر الصحي الذي حاولت فيه إعادة ترتيب أوراقي. يقولون ما قبل كورونا ليس كما بعدها. العالم سيتغير. أراهن أنا على التغيير.
الاستغناء عن كفاءة إعلامية!
بشكل مفاجئ، قامت القناة التلفزيونية المغربية «ميدي آن تي في» بفصل الإعلامي يوسف بلهيسي، وهو ما أثار حملة قوية من التضامن معه، لكون هذا الصحافي المفصول عن عمله ـ كما غرّد الناقد الفني توفيق ناديري ـ من الكفاءات القليلة التي تطل علينا في شاشات التلفزيون المغربي، سواء كان عموميًا او خاصًا. كما أن فصل وجه له قاعدة جماهيرية محترمة يعكس تبخيس هذه الكفاءات، فضلا على أن هذا الإجراء يثبت أن الصحافي هو الحائط القصير في المجال. عشنا ونعيش صراع أرباب العمل، ولكننا لا نعيش انتفاضة ضد تعسفات بعض المنابر التي لا يتسع صدرها للخلاف والاختلاف، ولا تتورع في محاولة تعطيل أو قتل مسار صحافي مهما علا شأنه أو تكوينه أو تأثيره. وأقولها بكل صدق، يضيف ناديري، إن فصل صحافي لا يعني نهاية المطاف، سيما إذا كان متميزًا ومتمكنا من أدواته، ولنا في المجال نماذج كثيرة.