هل ينتهي التحرك السعودي إلى تبني الصخيرات 2

شملت جولة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المغرب كمحطة رئيسية أخيرة، والتي زار خلالها مصر والجزائر وتونس، في جولة هدفت لاستكشاف المواقف والمبادرات التي تتبناها دول شمال أفريقيا للحل في ليبيا كونها الدول المعنية بشكل مباشر بهذا الملف وتداعياته خاصة ما تعلق بمخلفات التدخلات الخارجية.

ولاحظت مصادر مغربية أن وزير الخارجية السعودي زار مصر والجزائر وتونس واستمع إلى أفكار رؤسائها ومسؤوليها بشأن الحل في ليبيا ثم عاد في ختام جولته إلى المغرب لتكون زيارته إلى الرباط ولقاؤه نظيره المغربي ناصر بوريطة محصلة الجولة.

واعتبرت أن في ذلك رسالة مهمة على أنّ المغرب عنصر رئيسي في الملف الليبي، بالرغم من محاولات استبعاده، وأن اتفاق الصخيرات سيظل المبادرة الأكثر قدرة على تجميع الفرقاء الليبيين، وأن السعودية، التي تتحرك بحثا عن توحيد الموقف العربي في الملف الليبي، لن تجد مبادرة أكثر وضوحا وقابلية للتنفيذ أفضل من اتفاق الصخيرات في نسخته الجديدة.

وأكد وزير الخارجية السعودي على وجود توافق وانسجام في الرؤى بين المغرب والسعودية حيال التحديات المحدقة بالعالم العربي، وعلى رأسها التدخلات الأجنبية والإرهاب، ودورهما في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأعرب الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، عن قلق بلاده إزاء الوضع في ليبيا وإزاء التدخلات الأجنبية في هذا الملف، وتطورات الأوضاع، وكذا أثر هذه التدخلات على الأمن القومي العربي، لاسيما على أمن دول الجوار. وقال إن المملكة العربية السعودية تسعى إلى الدفع بكل الجهود التي تروم إيجاد حل لهذه الأزمة، مؤكدا أن الحل يجب أن يكون ليبيّا – ليبيّا.

وأضاف أن الحل الليبي – الليبي هو قناعة لدى المملكة العربية السعودية وكافة الدول العربية، مشيرا إلى أن التنسيق بين الدول العربية لتحقيق هذا الأمر هو أولوية بالنسبة إلى بلاده لضمان إنهاء هذه التدخلات، والاقتتال الجاري في هذا البلد، “وحماية ليبيا والليبيين من آثار الإرهاب والاقتتال والتدخلات والأطماع الخارجية”.

وكان المغرب دعا نهاية الشهر الماضي إلى إنشاء فريق عربي مصغّر من دول عربية معنية بالملف الليبي، يتولى وضع تصور استراتيجي، للتحرك العربي الجماعي من أجل الإسهام في التسوية بليبيا، وهو ما يتماشى مع روحية التحرك السعودي الأخير في مسعى لبناء قوة اقتراح وتحرّك على المستوى العربي تكون قادرة على وقف التمدد التركي من جهة، وفرض الأجندة العربية على أيّ تفاهمات خارجية تعمل على فرض تسوية في الملف الليبي تراعي مصالح المتدخلين الأجانب أكثر من البحث عن حل دائم للأزمة الليبية.

وتركز مبادرات مصر والجزائر وتونس على زوايا بعينها في الملف، فضلا عن ميل كل منها إلى جهة دون أخرى من فرقاء النزاع في ليبيا، إلا أن المملكة المغربية تمتلك ميزة القدرة على التجميع سواء بالنسبة إلى طرفي الصراع، أو الدول المتدخلة في النزاع، وهو ما أثبتت فاعليته في المؤتمر الأول عام 2015.

Thumbnail

ويظهر من تصريحات عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، وخالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، اللذين زارا المغرب هذا الأسبوع، القبول بالوساطة المغربية، خاصة أن تكون الرباط هي الفضاء الذي يحتضن أيّ مفاوضات قادمة للتوصل إلى تسوية شاملة برعاية أممية.

وكان عقيلة صالح قد أشار إلى أن المغرب يدعم المبادرات التي تمت في الأشهر الأخيرة بينها المبادرة الشخصية لرئيس البرلمان الليبي، وكذلك المبادرة المصرية الأخيرة، فضلا عن مسار برلين، وهو ما يعني أن الصخيرات 2 سيعمل على الاستفادة من مختلف هذه المبادرات وتحويلها إلى برنامج تفاوضي تفصيلي يحوز على رضا أطراف الصراع وداعميهم الإقليميين والدوليين.

وقال رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي، الاثنين، خلال لقاء مع نظيره الليبي “نحاول ما أمكن أن نقرّب بين وجهات النظر بين كل الأطراف” معتبرا أن المبادرات الأخيرة الهادفة لحل الأزمة الليبية لا تتناقض مع اتفاقية الصخيرات.

وطالب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في كلمة أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري حول الأزمة الليبية، بضرورة الانفتاح على الأطراف الليبية كافة والاستماع إليها وتقريب وجهات نظرها.

ودافع بوريطة عن اتفاق الصخيرات متسائلا “هل يمكن تخطي اتفاق الصخيرات دون بديل، ينال على الأقل نفس القدر من التأييد الليبي والدولي؟ علما بأن هذا الاتفاق يتضمن بنودا أصبحت متجاوزة وتحتاج إلى تحديث”، مستطردا “إذا تم تجاوز هذا الاتفاق السياسي الليبي فكيف سنتعامل، في أيّ إطار كان مستقبلا، مع الأطراف الليبية التي تستمد أصلا شرعيتها منه؟”.

وكشفت زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى الرباط عن عودة الروح للعلاقة المغربية السعودية بعد انقطاع لفترة طويلة نسبيا بعد أن شخّص مراقبون برودها حين قام وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجولة في شمال أفريقيا لم تشمل زيارة المغرب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: