كورونا تغيّب مهرجان الحمير في المغرب والمنظمون يعوضونه بـ«ألوان بني عمار»

«بني عمار» قرية رابضة في الجبل، تقع على بعد حوالي أربعين كيلومتر من مدينة مكناس، وتجر وراءها إرثا تاريخيا موغلا في القدم، كما تحتفي بالطبيعة والإنسان، من خلال جهود ثلة من أبنائها النشطاء في المجتمع المدني الذين يسعون إلى رفع التهميش عن قريتهم، بنكران ذات وروح تطوعية، ساعين إلى جعل العمل الثقافي مدخلا للتنمية الشاملة وللاستقطاب السياحي.
التفت النشطاء الجمعويون إلى الحمار كحيوان أليف وخدوم ومرافق للإنسان الريفي في التضاريس الوعرة، وخصصوا له مهرجانا ذا طابع فني واجتماعي يتضمن فعاليات متعددة، مما مكن قصبة (قلعة) «بني عمار» من أن تعانق أبعاد العالمية، بفضل الاهتمام الإعلامي المتواصل.
هذا العام، ورغم ندرة الدعم المادي ونتيجة لتداعيات جائحة «كورونا» أبت جمعية «إقلاع للتنمية المتكاملة» التي تنظم مهرجان «فيستي باز» الشهير عالميا باحتفائه بالحمار، إلا أن تقيم تظاهرة تشكيلية أطلقت عليها «ألوان بني عمار» بدعم من النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين والمديرية الجهوية لقطاع الثقافة فاس مكناس.وسيكون موعد هذا الحدث الفني ما بين 06 و09  أغسطس المقبل، متضمنا رسم جداريات في مواقع مختلفة من قصبة بني عمار زرهون وورشا تشكيلية وبيئية وتوعية، تستهدف الاعتناء بالمعالم التاريخية المحلية، وإبراز جمال القصبة والمنطقة المحـــيطة، في أفق جعل الثقافة قاطرة تحقيقه على أرض الواقع، بما يعود على سكان القصبة والمنطقة بالفائدة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
يشارك في هذه التظاهرة الفنانون التشكيليون أصدقاء «فيستي باز»: مصطفى أجماع، علال العاصمي، التهامي الفاضلي، محمد القاضي، الحبيب الحجامي، عبد النبي لوكيلي، لمياء الفلوس، الذين رسموا خلال الدورة السابقة للمهرجان عددا من الجداريات المعبرة والجميلة، بمعية الطاقات الشابة المحلية. ويتضمن برنامج التظاهرة رسم جداريات جديدة في مواقع مختلفة من القصبة، بالإضافة إلى ورش للنظافة وأخرى لرعاية بعض المواقع الأثرية بالقصبة، استعدادا لتقديم ملف تسجيلها تراثا وطنيا ماديا إلى الجهات المختصة.
يذكر أن مهرجان بني عمار زرهون «فيــــستي باز» يحظى سنويا بمــــتابعة إعلامية دولية لافتة، لما يتميز به من فـــــــعاليات ثقافية مبتكرة، فضلا عن مركزية الاحتفاء بالحمار من خلال اخــــــتيار ملكة جمال الحمير التي تستحوذ عليها حاليا الأتان (أنثى الـــــحمار) «كلــــيوباترا» التي حصلت على لقب السنة الماضية من طرف لجنة تحكيم مكونة من أدباء وفنانين وبيطريين، وسباقات السرعة التي يتنافس عليها شباب القصبة على حميرهم المزينــــــة، للحصول على الرتب الثلاث الأولى التي تخول لهم الحصول على جوائز مالية ودرع المهرجان وشهادات تقديرية كما تـــــحصل حميرهم على أكياس من الشعير.
وقد قررت الجمعية المنظمة تأجيل الدورة الثـــــالثة عشرة من المهرجان إلى صيف سنة 2012، على إثر التداعيات السلبية لانتشار جائحة «كورونا».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: