ضغوط برلمانية لتوسيع تمثيل الشباب المغربي في صناعة القرار

مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في المغرب ترتفع أصوات السياسيين المنادية بتمكين الشباب من المشاركة في صنع القرار المحلي والوطني وتطوير انخراطهم في الحياة العامة من خلال توفير الآليات القانونية والسياسية لذلك.

ودعت الشبيبات الحزبية الممثلة في البرلمان إلى تخصيص نسبة 50 في المئة من لائحة النساء للشابات أقل من 40 سنة، مع توصية بإحداث صندوق لدعم التمثيلية السياسية للشباب، والتعجيل بتركيز المجلس الاستشاري للشباب في أقرب الآجال من أجل مساهمة فعالة للشباب.

ويرى كريم شفيق، القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي، في تصريح لـ”أخبارنا الجالية”، أن ’’مسألة مشاركة الشباب في الشأن العام هي نقاش يحتدم كلما اقتربت المحطات الانتخابية’’، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تم تفعيلها في الاستحقاقات السابقة، خاصة في ما يتعلق بالمحاصصة، أصبحت متجاوزة باعتبار أنها أعطت نتائج سلبية في خلق نخب غير فاعلة وتنتهي صلاحيتها بنهاية الولاية الانتخابية.

ومن جهته شدد عبداللطيف بلمقدم، القيادي الوطني للاتحاد الدستوري، على ضعف نسبة الشباب المنخرطين في الأحزاب، ما يفسر عزوف الشباب عن العمل السياسي والذي عرفه المغرب منذ عدة سنوات بسبب غياب رؤية تدمج الشباب داخل المؤسسات السياسية وكذلك المؤسسات المنتخبة، رغم وجود محاصصة مفروضة لإدماجهم داخل المؤسسة التشريعية وكذلك مضامين الدستور التي تؤكد على تشجيع الشباب.

ويقول بلمقدم في تصريح لـ”أخبارنا الجالية ” ’’من الضروري إعادة النظر في عملية مشاركة الشباب الانتخابية.. أولا على مستوى الهيئة التشريعية وثانيا على مستوى المجالس الجهوية والمحلية من خلال إلغاء لائحة الشباب التي لم تكن وسيلة ناجعة’’.

وفي لقائه مع الشبيبات الحزبية الممثلة في البرلمان، أكد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، على دعمه وتشجيعه للمبادرات الرامية إلى ترصيد مكتسبات ولوج الشباب إلى العمل الحزبي، وتقوية التنظيم والتنسيق بينهم على اختلاف توجهاتهم السياسية.

كما عبر رئيس التجمع الوطني للأحرار عن ترحيب حزبه بهذه المبادرة في وقت تعاني فيه الساحة السياسية من فراغ وعزوف للشباب، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة استمرار هذا العمل بغض النظر عن الاستحقاقات القادمة.

عبداللطيف بلمقدم: من الضروري إعادة النظر في عملية مشاركة الشباب الانتخابية

وقال لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة بحزب التجمع الوطني للأحرار، إن السياق الدولي والوطني يفرض علينا التفكير في أساليب وحلول لتشجيع الشباب على المشاركة السياسية، موضحا أنه لا يوجد اليوم أحد في المغرب ينفي أن هناك أزمة حقيقية وهواجس لدى الفاعل السياسي والمجتمع من نسب عزوف قد تكون كارثية.

وفي آخر لقاء لوزارة الداخلية والأمناء العامين للأحزاب، تم تدارس نقطة تشجيع الشباب والكفاءات وكيفية تفعيلها وتوزيعها بإطلاق برامج جديدة تشجع على الإبداع داخل المؤسسات السياسية وتمكينها من الولوج لإدارة الشأن المحلي لخلق ديناميكية داخل هذه المؤسسات وإضفاء الفعالية والنفس الشبابي عليها.

وكجزء من الحل تطالب الشبيبات الحزبية الممثلة في البرلمان بتفعيل شعار ’’التمكين السياسي للشباب’’ من خلال إجراءات عملية وذلك لمنح هذه الفئة فرصة التدبير المحلي بالجماعات والمجالس الجهوية، حتى يتم إيصال كافة التعبيرات والمطالب الموجودة في الشارع إلى داخل المؤسسات.

ولكن جهود تمكين الشباب من المزيد من الحضور في الحياة السياسية تجابه بانتقادات أيضًا حيث يقول البعض إن شبيبات الأحزاب تهرول نحو ضمان تمثيلية ريعية، دون أن يكون لها حضور فعال ونموذجي في السنوات الأخيرة. ويُضيف هؤلاء أن الهدف كان دائما الحصول على امتيازات مادية ووظيفية ما يعزز الصورة السلبية عنها داخل المجتمع باعتبارها جزءا من الريع الحزبي.

والمطلوب اليوم، حسب ما يعتقده كريم شفيق، أن يفضي نقاش الشباب مع السياسيين إلى دفع الشباب نحو مناصب المسؤولية داخل الهيئات الحزبية وخوض غمار المنافسة الانتخابية كفاعل أساسي، مشيرا إلى أن تفعيل دور الشباب داخل الهيئات الحزبية لا يمكن أن يتم إلا بتنقية الهيئات الحزبية من الشوائب والضغط بقوة من أجل الديمقراطية.

ويعتقد لحسن السعدي أنه ’’إذا لم تكن هناك إجراءات حقيقية لتمكين الشباب من الولوج إلى المؤسسات المنتخبة سنكون أمام تعميق للأزمة السياسية بين الفاعلين والمجتمع’’، مستدركا أنه ’’من خلال لقاءاتنا مع رؤساء الأحزاب السياسية تبين أن هناك قناعة بضرورة إيجاد حلول مناسبة لإشكالية العزوف عن المشاركة في الانتخابات’’.

وتفاعلا مع مطالب الشباب أكد نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، أن حزبه يدافع عن مشاركة وازنة للشباب في العمل السياسي، وذلك في أفق تمكينهم من القدرات الضرورية والأجواء التنافسية السليمة لتحقيق مشاركة كاملة في الحياة السياسية الوطنية.

والمدخل الرئيسي لضمان مشاركة عادلة للشباب، يقول عبداللطيف بلمقدم لـ”أخبارنا الجالية ”، هو إعادة توجيه لائحة الشباب جهويا من خلال الرفع من نسبة التمثيلية جهويا عوض وطنيا لضمان الفعالية والنجاعة، مع إعادة المؤسسات السياسية التفكير في مشاركة الشباب من خلال إعطائهم المزيد من المسؤولية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: