الحكومة المغربية تغلق الحدود وتحث المواطنين على عدم السفر في عطلة عيد الأضحى وتحذر من موجة جديدة للفيروس
تتحدث الحكومة المغربية عن سيطرتها على انتشار فيروس كورونا المستجد، وتعلن عن المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الطبي، وفي الوقت نفسه تدعو المواطنين لعدم السفر وزيارة عائلاتهم في عطلة عيد الأضحى، وتبقي الحدود مغلقة، وتحذر من موجة جديدة للفيروس.
وسجلت وزارة الصحة المغربية مساء الأحد، 221 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، و301 حالة شفاء، وأربع حالات وفاة خلال 24 ساعة السابقة.
مصلحة الأمراض الوبائية
وأوضحت هند الزين، رئيسة مصلحة الأمراض الوبائية في مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض، أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 17 ألفاً و236 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 14 ألفاً و921 حالة، بنسبة تعاف بلغت 86,6 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 273 حالة بمعدل إماتة ناهز 1,6 في المائة، وبلغ مجموع الحالات النشطة قيد العلاج ما مجموعه 2041 حالة؛ منها 31 صعبة وحرجة. وتتوزع هذه الإصابات الحرجة أساساً على كل من جهتي طنجة تطوان الحسيمة ومراكش آسفي بـ7 حالات لكل منهما، ثم جهة الدار البيضاء سطات بـ11 حالة، وجهة الرباط سلا القنيطرة بحالتين، وجهة فاس مكناس بثلاث حالات، وجهة بني ملال خنيفرة بحالة واحــدة.
ودعا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني المواطنين إلى عدم السفر خلال عطلة عيد الأضحى إلا للضرورة القصوى لتفادي انتقال العدوى بفيروس كورونا، حيث حذر من الزيارات العائلية والسفر في هذه المناسبة التي تحمل معاني كثيرة لدى المغاربة الذين يحرصون على زيارة عائلاتهم والانتقال بين المدن، وقال إن عيد الأضحى يشكل تحدياً كبيراً بسبب جائحة كورونا، وهذا ما يدعو إلى الالتزام بجميع التدابير الوقائية والحفاظ على التباعد والنظافة وارتداء الكمامة، محذراً من التراخي وظهور بؤر عائلية جديدة، وأكد أن المخاطر الصحية المرتبطة بالفيروس تبقى قائمة في الفترة الحالية والمقبلة.
وشدد على أن «خطر الوباء قائم، وهو ما يتطلب تفادي السفر في عيد الأضحى، خصوصاً أن المناسبة تشهد ازدحاماً في المحطات الطرقية، ما يعني أن الانتقال من منطقة وإقليم ومدينة إلى أخرى يحمل الكثير من المخاطر» لذا على المغاربة الاكتفاء بالتواصل مع العائلة، فقط، عبر الهاتف خلال مناسبة العيد والمزيد من التضحية والصبر حتى يخرج المغرب منتصراً من الأزمة الصحية، وفي حالة ضرورة السفر، يجب تفادي أيام العيد التي تشهد عادة ضغطاً كبيراً.
وبشأن قرار الحكومة المغربية المرور إلى المرحلة الثالثة من «مخطط تخفيف الحجر الصحي» ابتداء من 19 يوليو 2020، أكد العثماني أن هذا القرار «لا يعني عدم اتخاذ الاحتياطات الضرورية، بل من الضروري الإبقاء على جميع القيود الاحترازية التي المقررة سابقاً» مع الاستمرار في منع الأفراح والأعراس والجنائز والولوج إلى قاعات السينما والمسابح العمومية، لافتاً إلى أن العديد من البؤر العائلية في المغرب ظهرت نتيجة تجمعات في الأفراح والأحزان.
وأكد العثماني خلال ندوة صحافية نظمت مساء الأحد في الرباط، أن الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها من قبل السلطات العمومية جنبت المغرب الوقوع في الكارثة والمئات من الإصابات والوفيات، مبرزاً أن الفرق الصحية والأمنية تقوم بجهود مضاعفة لمحاصرة الوباء، وهو ما جعل البلاد من أكثر البلدان أمناً في العالم في هذا المجال.
وكشف رئيس الحكومة المغربية عن ارتفاع نسبي في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد التخفيف الحجر الصحي الذي بدأ يوم 10 يونيو الماضي، وقال إن الدول على مستوى العالم تواجه بشكل غير مسبوق تداعيات فيروس كورونا الذي ما زال يحتفظ بأسرار خاصة به تتعلق بمستوى شراسته، ما يجعل التنبؤ بمستقبله غامضاً.
وأكد العثماني أنه وإلى حد الساعة لم يتم اتخاذ أي قرار لفتح الحدود، هناك فقط رحلات استثنائية للمغاربة ذوي الجنسية المغربية أو المقيمين في المغرب، حيث دخل 17850 مغربياً في إطار هذه العملية الاستثنائية على متن 105 رحلات عبر شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام» و76 رحلة بالنسبة لشركة طيران العربية، و3 رحلات بحرية. إلا أنه تم تسجيل 3 حالات إصابة بفيروس كورونا على متن باخرة قادمة من إيطاليا والتي تم توقيفها في عرض المتوسط.
اكتشاف ثلاث حالات
وأوضح أن الإصابات على متن الباخرة جاءت بسبب خطأ في المختبرات الإيطالية، حيث تم إجراء فحص آخر غير فحص كورونا الذي يطلبه المغرب، وهو ما يفسر اكتشاف ثلاث حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد من بين المسافرين على ظهر الباخرة وتمت تعبئة الأطقم من أجل اتخاذ قرار بخصوص الراكبين على متن الباخرة، وإخضاعهم للتحاليل والتأكد من خلوهم من الفيروس، لتجنيبهم الوضع في العزل، والتأكد من عدم تسلل الفيروس لعائلاتهم في المغرب.
وأكد وزير الصحة المغربية خالد آيت الطالب، على أن قرار إعادة فتح الحدود لا يعتمد فقط على المغرب بل يرتبط «أيضاً بتطورات الحالة الوبائية على المستوى العالمي، بالتالي لا أحد يعلم الوقت المناسب لإعادة فتح الحدود، لأن ذلك رهين باستقرار الحالة الوبائية» معرباً عن أمله في أن تتحسن الوضعية وتعود الأمور إلى مجاريها في الأيام المقبلة.