هذه محنة الجزائريين العالقين في باريس بسبب تدابير الوقاية من كورونا
يجد آلاف الجزائريين أنفسهم عالقين في فرنسا منذ إغلاق حدود بلادهم بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث ما زالت الجزائر حتى الآن ترفض أي دخول إلى أراضيها، ولا حتى لمواطنيها الراغبين في العودة، والذين قدم العديد منهم إلى فرنسا في رحلات قصيرة للعلاج أو زيارة العائلة أو السياحة… إلخ، قبل أن تتقطع بهم السبل فيها لمدة عشرة أيام.
وقد تظاهر المئات منهم مجدداً يوم الأربعاء الماضي أمام السفارة الجزائرية في باريس، احتجاجاً على “تجاهلها لوضعيتهم والظروف المادية الصعبة التي يمرون بها، لدرجة أن بعضهم انتهى به المطاف في الشارع.. وبعضهم كوادر في مؤسسات جزائرية، لكنهم خسروا وظائفهم، تقول “لوبوان”.
وتنقل مصادرنا عن أحدهم، تأكيده أنه اضطر لبيع سيارته لدفع المصاريف الصحية لزوجته وصرف كل المبالغ التي كانت بحوزته، وبالتالي لم يعد قادراً على الذهاب إلى الفندق أو استئجار شقة.
ويوضح آخر للمجلة الفرنسية أنه رغم أن السلطات الجزائرية أرسلت في 30 مايو طائرتين لإعادة الرعايا الجزائريين العالقين في فرنسا إلى وطنهم، لكن هذا العدد يقدر بأكثر من أربعة آلاف شخص عالقين في هذا البلد.. تحولت حياتهم إلى كابوس، يقول هذا المواطن الجزائري المدعو طارق، إن “الجزائريين المنكوبين بسبب “كوفيد 19” يطلبون اليوم ببساطة العودة إلى وطنهم والعودة إلى ديارهم. ويؤكدون على استعداهم التام للخضوع للحجر الصحي والاختبارات عند الوصول”، كما تنقل “لوبوان” عن مواطن آخر يدعو الزبير.
وتتابع مصادرنا أن الغضب يتصاعد ضد الحكومة الجزائرية، ولكن أيضًا ضد شركة الخطوط الجوية الجزائرية، التي استأنفت مبيعات التذاكر لمدة شهر، قبل إلغاء هذه الرحلات الجوية قبيل مغادرتها بوقت قصير، وما تزال الحدود مغلقة. ويقول الزبير غاضبا: “إنهم يجمعون المال، ثم يلغون الرحلات وبطبيعة الحال لا يسددون! لقد تركنا عملنا وبيوتنا ووالدينا وحياتنا في الجزائر.. لماذا لا يفعلون أي شيء لإعادتنا؟”.
ولفتت إلى أن الوضعية قد تتحلل أخيرا بحلول نهاية شهر يوليو الجاري. ف “رئيس الوزراء عبد العزيز جراد أمر بالقيام بعملية جديدة لإعادة الجزائريين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج ابتداء من الأسبوع المقبل”.
ومن المفترض أن تعطي عملية الإعادة هذه إلى أرض الوطن الأولوية “للعائلات وكذلك الأشخاص الذين قاموا برحلات لدافع صحيح ثم الطلاب في الخارج”.