محكمة الجنايات في الدار البيضاء تقرر ضمّ مجرم إسرائيلي فجر مطعما في تل أبيب إلى ملف شبكة تجنيس الإسرائيليين التي تضم 26 متهما

قررت غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة مغربية من الدرجة الثانية في الدار البيضاء، ضم ملف كولان أفيتان، المجرم الإسرائيلي الذي فجر مطعما في تل أبيب وقتل ثلاثة أشخاص بسلاح ناري رشاش، إلى ملف شبكة تجنيس الإسرائيليين ومنحهم هوية مغربية مزورة، عن طريق الحصول على البطاقة الوطنية وجواز سفر مغربيين، وهي الشبكة المتابع فيها مغاربة وإسرائيليون البالغ عددهم 26 متهما.

وجاء قرار القاضي لحسن الطلفي، رئيس غرفة الجنايات الاستئنافية في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بعدما جرى التواصل مع كولان أفيتان وزوجته ميري نوحماني، عبر تقنية «فيديو كونفرانس»، اللذين وافقا على محاكمتهما عن بعد، غير أن دفاعهما أصر على إحضارهما أمام المحكمة، وهو ما جعلها تستجيب للطلب وتأمر بتأخير الملف لإحضار المتهمين، كما قررت ضم الملف إلى الملف الأصلي المتعلق بشبكة تجنيس الإسرائيليين، الذي يجري إدراجه لدى الهيئة نفسها لوحدة الموضوع، وهو ما كان يعارضه الدفاع في الجلسات السابقة.
وقالت صحيفة «أخبار اليوم» إن الدفاع حاول جاهدا ثني المحكمة عن ضم ملف كولان أفيتان الذي صدر في حقه حكم بسنتين حبسا نافذا، وزوجته التي قضت في حقها المحكمة بسنة ونصف، إلى القضية الرئيسية التي يتهم فيها اليهودي المغربي ميمون بيريز باستقبال إسرائيليين والعمل على صياغة وثائق رسمية بطرق غير شرعية مع التزوير، غير أن المحكمة اقتنعت بوجود روابط كثيرة بين الملفين، وقررت يوم الأربعاء الماضي 15 يوليو الجاري ضمهما.
واحال الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى المحكمة ملف أفيتان (52 سنة)، بعد تقديمه للمحكمة من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، على قاضي التحقيق في الغرفة الأولى، الذي أمر بوضعه بالمركب السجني «عكاشة» وإخضاعه للتحقيق التفصيلي، في أفق ضم الملف إلى الملف الأصلي للشبكة التي تضم 26 متهما، بينهم مغاربة وإسرائيليون حصلوا على الهوية المغربية المزورة.
وتفاعلت وسائل إعلامية مع اعتقال أحد المطلوبين بقوة في إسرائيل، حيث تطرقت إلى عملية اعتقاله التي نفذتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدار البيضاء، وبالضبط في كنيس أمام أبنائه الثلاثة الذين حلوا قريبا لملاقاته، على اعتبار أنه فار من إسرائيل وحل بالمغرب، وحصل على وثائق هوية مزورة ليضلل العدالة الدولية، مستغلا كون زوجته مغربية، غير أن السلطات المغربية كانت تراقبه طيلة أسبوعين قبل أن تعتقله، بعدما حلت عناصر «الكوماندوز» في سيارتين، وهم يرتدون لباسا أسود، حسب رواية عدد من اليهود الذين عاينوا العملية لوسائل إعلام أجنبية.
وتمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يوم الجمعة الماضي، حسب ما ذكرته الإدارة العامة للأمن الوطني، من توقيف مواطن أجنبي يحمل جواز سفر إسرائيليا، يبلغ من العمر 52 سنة، للاشتباه في ارتباطه بالشبكة الإجرامية المتورطة في تزوير سندات الهوية وجوازات السفر المغربية، التي تم تفكيكها في شهر مارس 2019.
وذكر بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني، أنه حسب المعلومات الأولية للبحث، تمكن المشتبه فيه من الحصول على بطاقة تعريف وطنية وجواز سفر مغربيين باستخدام وثائق مزورة، مستفيدا من المساطر الاحتيالية التي كانت تعتمدها الشبكة الإجرامية التي تم تفكيكها.
وأضاف المصدر أن عملية تنقيط الأجنبي الموقوف بقاعدة بيانات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية إنتربول، أوضحت أنه يشكل موضوع بحث دولي بموجب نشرة حمراء صادرة عن الإنتربول بتاريخ 17  يناير 2019، للاشتباه في تورطه في اقتراف جريمة قتل متعدد، ومحاولة القتل العمد في إطار تصفية الحسابات بين شبكات الإجرام المنظم.
والتزمت السلطات المغربية والقضاء المغربي بمحاكمة أفيتان وفق التهم المنسوبة إليه بالمغرب، التي تم إلقاء القبض عليه بسببها، وعدم تسليمه إلى إسرائيل التي أصدرت مذكرة بحث دولية بشأنه، بعد فراره من الحراسة الجبرية بتكسيره السوار الإلكتروني، وتسلله إلى المغرب في أكتوبر الماضي، لعدم وجود اتفاقية بين المغرب وإسرائيل في هذا المجال.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: