عالقات في إسبانيا وأنفقن مدخراتهن ولا يتوفرن على ثمن التذكرة

سنـة بيضـاء لعامـلات الفراولـة

تعيش عاملات الفراولة وضعية صعبة في الجارة الشمالية إسبانيا، بعد نهاية عقود عملهن، وانقضاء الموسم الفلاحي، ما دفعهن إلى الإنفاق من مالهن الخاص، الذي وفرنه طيلة أشهر من العمل الشاق، داخل الحقول بإقليم الأندلس، في وقت تنتظر فيه أسرهن بالمغرب عودتهن من أجل التكفل بمصاريف العائلة، غير أن هذا الموسم سيكون صعبا جدا على هذه الأسر، بسبب إنفاق المدخرات المالية قبل الدخول إلى أرض الوطن.
وتفاقمت معاناة عاملات الفراولة، هذه السنة بإسبانيا، فبالإضافة إلى مظاهر “العبودية”، التي تعانيها العاملات الزراعيات، اللائي يتجاوز عددهن 700 امرأة، أرخت أزمة كورونا بظلالها على هذه الفئة، التي كانت تمني النفس، بجمع بعض المال بالعمل الشاق في الحقول، بهدف صرفه في باقي أشهر السنة بالمغرب، وانتظار حلول الموسم الفلاحي بإسبانيا مرة أخرى.
وأكدت مصادرنا التي تتواصل مع هذه الفئة، أن هناك تحضيرات في الكواليس، بين الوزارات المعنية في البلدين، قصد ترحيل 7000 عاملة زراعية من الجارة الشمالية، إلا أن بوادر الانفراج لم تتضح بعد، خاصة في ظل المعاناة اليومية، التي تمر منها هذه الفئة، بعد نهاية عقود العمل في الحقول، والإنفاق من مالهن الخاص.
ولن تتمكن العاملات من الدخول إلى أرض الوطن، بسبب الأسعار المرتفعة للرحلات الاستثنائية التي بدأت لتوها، إضافة إلى مصاريف إجراء كشف فيروس كورونا، إذ ما زلن ينتظرن التفاتة حكومية، تعيدهن إلى أرض الوطن، خاصة أن عقود العمل التي تربطهن مع أصحاب الحقول، مؤشر عليها من قبل الحكومتين، ووكالات إنعاش الشغل.
وقبل أسابيع، راسلت فدرالية رابطة حقوق النساء، محمد أمكراز، وزير الشغل والإدماج المهني، حول موضوع العاملات العالقات في إسبانيا، اللائي لم يستطعن العودة إلى الوطن، بسبب الإغلاق الجوي الذي فرضه المغرب.
وأكد التنسيق النسائي، في مراسلته، أن وضعية هذه الفئة، تزداد صعوبة كلما طالت مدة الانتظار، نظرا لظروفهن الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، موضحا أن أن شهادات بعض العاملات، تبين أن ظروف عملهن هذه السنة، كانت أكثر صعوبة، نتيجة اشتغالهن دون تدابير وقائية، وغياب الرعاية الطبية والعمل لساعات أكثر وبأجور أقل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: