العالقون بمالي … “ما قدو فيل …”

في الوقت الذي برمجت الخطوط الملكية المغربية، بتنسيق مع الحكومة، رحلات استثنائية نحو العديد من الوجهات عبر العالم، لتمكين الجالية المغربية المهاجرة والعالقين، من العودة إلى أرض الوطن، وجد المغاربة العالقون في مالي أنفسهم في ورطة مضاعفة، بسبب عدم تغطية وجهتهم من قبل “رام”، من جهة، ونتيجة الأوضاع السياسية المضطربة في هذا البلد الإفريقي، والتي تعرض حياتهم إلى الخطر، من جهة أخرى.
واستغرب العديد من العالقين في مالي، كيف لم تبرمج الحكومة رحلة استثنائية لترحيل مواطنيها من هذا البلد، خاصة أن أغلبهم في وضعية هشاشة (نساء حوامل، عجائز، مرضى…)، وكيف لم تأخذ بعين الاعتبار الوضعية السياسية الحساسة هناك، بعد محاولة الانقلاب على الرئيس المالي وانتشار حالة الفوضى والعصيان المدني، التي أدت إلى جرحى ووفيات واعتداءات وسرقات.
وأكد العالقون في مالي، في الاتصال نفسه، أنهم بعد فشل جميع محاولاتهم، من أجل إيجاد حل مع التمثيليات القنصلية المغربية، لجؤوا، رغم الوضعية الأمنية غير المستقرة، إلى التجمع (أكثر من 160 مغربيا بين عالق ومهاجر)، من أجل السفر برا عبر السيارات والحافلات، من باماكو إلى دكار، ليستقلوا طائرة الخطوط الملكية المغربية المتوجهة في رحلة استثنائية من العاصمة السنغالية إلى البيضاء، لكنهم وجدوا الحدود مقفلة بين السنغال ومالي.
ويطالب العالقون في مالي، وزير الخارجية والحكومة، بتمكينهم من العودة في أسرع وقت ممكن إلى بلادهم، معبرين عن استعدادهم لأداء جميع نفقات هذه الرحلة الاستثنائية، قبل أن تتطور الأوضاع في البلد إلى ما لا تحمد عقباه، مشيرين إلى أنهم محاصرون في فنادق باماكو، ولا يمكنهم الخروج إلى الشوارع، التي تعيش حالة فوضى عارمة، وينتظرون في أي لحظة أن يقتحم المسلحون غرفهم.
وبرمجت الحكومة عددا من الرحلات الاستثنائية، من أجل تدبير عملية عودة أبناء الجالية إلى جانب المواطنين المغاربة العالقين في مجموعة من البلدان عبر العالم، من بينها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا وكندا وروسيا، في حين تم استثناء العديد من البلدان في إفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى بعض البلدان العربية، علما أن شركة الخطوط الملكية المغربية (رام) احتكرت، إلى جانب “العربية للطيران”، الناقل الجوي منخفض التكلفة، هذه الرحلات الاستثنائية، دونا عن باقي شركات الطيران الأخرى.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: