تحويل ساحة كبرى بالقنيطرة إلى تجزئة سكنية ومنتخبون يطالبون بالتحقيق

صدم سكان القنيطرة الذين يعانون ندرة فضاءات الترفيه، والحدائق وساحات الألعاب والرياضة، بتحويل وعاء عقاري تابع لأراضي الجموع، إلى تجزئة سكنية، متضمن في المخطط الإستراتيجي للقنيطرة، الممتد بين 2015 و2020، سبق أن دشنه جلالة الملك.
وكان الوعاء نفسه، وهو جزء من أرض شاسعة تابعة لسلاليي أولاد وجيه، تمتد على عشرات الهكتارات بمدخل القنيطرة على الطريق الرئيسية القادمة من سلا، خصص لإقامة ساحة كبرى، بهدف إحداث أكبر متنفس طبيعي لسكان المدينة، قبل أن تتحول، بقدرة قادر، إلى تجزئة سكنية، استفاد منها نافذون من الرباط.
ويأمل منتخبون من أحزاب “البام” والاستقلال أن يفتح رئيس الحكومة، الذي يحارب حزبه كل أشكال الريع، تحقيقا في أسباب تحويل الوعاء نفسه (26 هكتارا)، من ساحة كبرى، إلى قطع أرضية، استفادت منها شركة محظوظة لا يتجاوز رأسمالها 10 ملايين، وهو ما جعلها تعجز عن تأدية ثمن الأرض لفائدة مديرية الشؤون القروية، وتلجأ إلى وضع الأرض نفسها للبيع في المزاد، ومعها الشركة نفسها، في محاولة لربح الملايين بدون عناء، تماما كما حدث في أرض الأملاك المخزنية المجاورة لسوق تجاري كبير التي فوتت في عهد الوالي أحمد الموساوي.
وتنتظر فعاليات حقوقية وجمعوية تعنى بحماية المال العام، أن تحرك زينب العدوي، الوالي المفتش العام عجلات سيارتها، وتزور القنيطرة، وتفتح تحقيقا نزيها، بخصوص هذه “الفضيحة”، التي هزت القنيطرة، وجعلت الكل يتحدث عنها.
ومن الصدف أن المفتش العام لوزارة الداخلية، زينب العدوي، عندما كانت على رأس ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن، في صيغتها القديمة، هي من ألقت كلمة بين يدي جلالة الملك، أبرزت فيها الخطوط العريضة للمخطط الإستراتيجي نفسه، الذي تم إعداده تنفيذا للتوجيهات الملكية، الرامية إلى تنمية إقليم القنيطرة، وفق رؤية منسجمة ومتوازنة.
ويروم المخطط نفسه، الذي عرف تعثرات عديدة، أبرزها مشروع إنجاز مركب ثقافي بالحي الإداري للقنيطرة، الذي كانت تحتله “الكلاب”، قبل أن تستأنف فيه الأشغال بعد توقف دام سنوات، ويعد جزءا من المخطط الإستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة للإقليم، (يروم) تثمين الإنجازات التي تم إحرازها على مستوى الإقليم، ومصاحبة سياسة الجهوية الموسعة، والنهوض بالعالم القروي، والارتقاء بالبنيات السوسيو- ثقافية والرياضية بالإقليم، وتعزيز البنية الطرقية، وتحسين مؤشرات التنمية البشرية، وتعزيز الجاذبية السياحية للمحطتين الشاطئيتين، المهدية ومولاي بوسلهام.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: